أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


فلسطين الوطن والوطن البديل
28-01-2012 09:20 PM
كل الاردن -


د.م حكمت القطاونه

أذكر يوما في الإتحاد السوفيتي عندما كنت طالبا في عاصمة الفدائيين منسك، فكنت في زيارة رفيق صديق، طالب من سكان القدس حيث عاد توه من فلسطين (من البلاد)، وكما يُحبذ الأخوة الفلسطينيون لفظها والترنم شوقا  وشذا بنغمها،... لا يمكن أن يمتلئ جوف إنسان بحب وطن كما هو الفلسطيني، ولسبب أنه جرب فقد الوطن، ولسبب أنه قارع الظلم والمغتصب على مدى التاريخ، ودقت سنابك خيل المعتدين أرضه في كل عصرٍ وفي كل زمن، ولسبب أن وطنهم تهواه الأمم، كل الأمم.
بعد أن أكلنا ملوخية فلسطينيه وبعد الشاي مع زعتر القدس سألته قائلا: آه يا أسعد حدثني عن البلاد!؟ فأجاب مكلوما بسؤال: ومن أين سأبدأ يا قطاونه؟ فقلت تلهفاً: ابدأ من (طقطق حتى السلام عليكم) حريصا أن لا يضيع عليَّ عِلم أو خبر أو وصف، ابدأ من حين دخلت نقطة حدود فلسطين، فقال: تأخرت في عمان وكدت أفقد حقي بالدخول إلى فلسطين وذلك بسبب الكرت الذي لم افهم فحواه لغاية الآن، أخضر، أصفر، ازرق؟! ويقول ألمهم أنني دخلت التفتيش الإسرائيلي مع عجوز قادمة من ديار الحجاز، وفي ذلك الزمان كان الصهاينة يمنعون إدخال البضاعة القادمة من العالم العربي حرصا على المقاطعة، حفاظا على اقتصاد إسرائيل وأمنها، وليس كما الصفقات والبزنس الإسرائيلي على ودنه في عواصم البين العربية في زمن العهر والاستسلام.
سَأَلتْ المجندةُ العجوزَ بلكنة عبرية: (شو خبيبي ... معك شي؟)، فأجابت العجوز:(لا ما معيش) فأخذت تفتش العجوز ووجدت معها في طرف منديلها أو (عِبها) بعض حبات من الهيل  والحلوى والعلكة مربوطة في صُرةٍ هدية لحفيدها الصغير، فغضبت المجندة غضبا شديدا وبدأت تأمر العجوز بخلع ملابسها قطعةً قطعة حتى بدت ألعجوز عارية وهي تتوسلها وتستحلفها بكل أنواع الآلهة والرسل وبالذات بأنبياء بني إسرائيل، فما كان من ألمجندة إلا أن اشترطت عليها أن تبدأ بالرقص كي تُخلي سبيلها، راحت العجوز ترقص مُجبرة وتهز جسمها وخصرها عاريةً والمجندة تهز رأسها طربا ونصراً وتدق بيديها نغماً راقصاً على الطاولة، ويتابع أسعد قائلاً: الغريب، أن العجوز صارت تقفز كما الصبية ودموعها تهطل بغزارة، فما كان مني إلا أن مسحت عيني ونظرت إليه وإذا به يتقطع ألما وحزنا ودموعه تذرف، ففاجأته: أن هيا إلى السوق ولم اتركه يُكمل.
ليتني لم أُشفق عليه وتركته يُكمل، لكان في حوزتي وبين يديكم الآن قصة كرواية غسان كنفاني (رجال في الشمس)  وفيها ثلاثة فلسطينيون تركوا أحلامهم هناك في فلسطين، مجبرين على النزوح إلى الأردن، إلى حياة الشتات والمخيمات الجديدة، حيث يتحطم فيها الأمل وقلب الإنسان، فيتولى أبو الخيزران تهريبهم من الأردن إلى الكويت ليعملوا هناك ويحصلوا على رغيف خبزهم الذي عز عليهم في الأردن ومنعتهم منه إسرائيل، يبحثون عن مُستقبل وربما بعض أمل يعوضهم عن الوطن،  فينقلهم بخزان ماءٍ فارغ على ظهر سيارةٍ يعمل عليها  فاختنقوا في الصحراء بداخل ذلك الخزان عندما نساهم بداخله وأعاقه موظف الجمارك الكويتي ألشهواني، عند الحدود العراقية الكويتية، يستجديه وصالاً مع عاهرةٍ في البصرة،  فمنعه هذا وأنساه أن يُخرج الفتية هنيهة كل فترة والثانية، فمات ثلاثتهم ورابعهم حلمهم وطنهم، حقا وليس رجما بالغيب لم يكن معهم، ففكر ألسائق أبو الخيزران في أن يدفنهم وكان فزعاً مُرهقاً،  فأفرغ جيوبهم من المال،  وألقاهم على مكبٍ للقمامة، وعندما أراد أن يصعد لسيارته، خنقه سؤالٌ كاد أن يُفجر رأسه وينتزع قلبه من بين ضلوعه وصار يصيح بأعلى صوته:  لماذا لم تدقّوا جدران الخزان؟؟ ...  لماذا لم تدقّوا جدران الخزان؟؟  فلا يجيبه إلا صمت صحراء الكويت الحارقة المُطبق وصياحه... لما لم تدقوا جدران الخزان؟!.
ما سلف أورده لما يثور من كثير لغطٍ حول موضوع ألوطن البديل، وما يجيء من زوابع حول التوطين، وما يُحاك ضد فتية الحراك وضد الأردن وفلسطين، أقول ما لم يُقال للأخوة الفلسطينيين أينما كانوا وحيثما حلوا وأقاموا: أن لا وطن لكم إلا في فلسطين وكما يقول ألمثل ألروسي (كيفما ارتحت في الضيافة ففي بيتك أفضل).
لا أبغي إلا تحريض عاطفة الناس نحو فلسطين ولا أتمنى غير سهرة أو شقةٍ على شاطئ حيفا فلقد تقت شوقا لشواطئ المتوسط  في فلسطين ... لا أبغي إلا أن أقول أننا وإياكم نحن الشرق أردنيين، ظُلمنا كما لم يُظلم أحد، حينما صرنا مجرد أرقام في الصناديق، لا فرق بين صناديقكم وصناديقنا‘ لا فرق بين صناديقٍ وصناديق، صندوق اقتراع أو صندوق نقود بنكي أو رصيد،  أنتم أضعتم وطنا حينما أخرجوكم منه، ونحن أضاعنا ألوطن في الوطن وخرجنا منه ونحن داخله، فصرنا معا وإياكم كما قطتين هزيلتين متسختين تلهيهما مشاكساتٍ على حاوية زبالة أمام قصرٍ مُهيب...الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا ألله.
في شتاتكم وفي أوطاننا حيث صارت حياتنا في وطننا وكما خزان في صحراءٍ حارقة مجاميع مخلوقات تكاد ترقى إلى مستوى البشر... منقوصي حقوق، وأصبحنا وإياكم رجالاً في الشمس،........ ويا ديرتي حملوا يا ديرتي شالوا------ ويا ديرتي واشعلوا في القلب نيران.


  hekmatqat@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-01-2012 11:04 PM

ابدعت أيها الكاتب وبارك الله فيك . وتأكد أن عطيه والبدارين والرنتاوي وزهران لا يمثلون الا أنفسهم . بينما هذا الشعب لا يري غير وطنه وطناَ

2) تعليق بواسطة :
29-01-2012 02:43 AM

ابن العم د.حكمت...
رائع كعادتك...ومع التأثر الذي مس مشاعرك الاصيلة تأثرنا مثلك ...ولكن اسمح لي ان اطمئنك وارفع من معنوياتك ومعنوياتي ايظا...من خلال ابلاغك بان العجوز مازالت متمسكة بحاكورة بيتها...ولم تغادر الارض التي بارك الله حولها وتنتظر طرد المحتل...ولكن ولعلمك ...فانها رقصت مرة اخرى(بضم الراء وكسر القاف مع التشديد) ولم تتحمل الموقف الاصعب مما ذكرت وكان ذلك بسب قيام احفادها بتركها وحيدة على ارض فلسطين الطاهرة رغم الكرت الاصفر الذي يملكونه ...ورغم التصريح الساري المفعول والذي لايحتاج الا المراجعة في الوقت المناسب للحفاظ عليه كحق فلسطيني واردني وعربي واسلامي وانساني... لايجوز التفريط به وتحت اي مسمى الامر الذي اصابها..بشلل بيدها اليمنى التي كانت تعتمد عليها في غسيل رؤوسهم اسبوعيا...والمؤلم اكثر لها كان السبب الذي جعلهم يفقدون حق العودة الا وهو فتحهم مطعم ومحل فلافل في عمان اسموه مطعم فلسطين... وتشاركوا في ملحمة لحم بلغاري في بيروت اسموها ملحمة القدس ...ويخططون لاقامةمخبز في دمشق تحت اسم افران جبل النار .
ادعوا الله من قلبي صادقا ان يفك اسر فلسطين الحبيبة... ويحمي الاردن المستهدف. ويفرج كربنا... وكرب العجوزالعائده من الحجاز.
مع المحبة الصادقة.

3) تعليق بواسطة :
29-01-2012 05:55 AM

وصف رائع وفهم مستنير، فعلا مقال رائع، "نحن ندق الخزان الآن...ولن نتوقف حتى نخرج منه! سويا"

تحياتي وإحترامي

4) تعليق بواسطة :
29-01-2012 06:51 AM

أخي الدكتور حكمت , تحية الحق والعروبه .. الحق الذي ضاع في فلسطين , والعروبه التي قبرت تحت مبنى جامعة العهر العربي , فمن أجل كراسيهم ورضى رعاة البقر عنهم ومن اجل عيون حثالات البشر الصهاينه , ذبحت اوطاننا من الوريد الى الوريد فلقد سحقوا كل شيء في اوطاننا حتى الدحنون والزعتر لم نعد نراه , لقد علقوا لافتة { للبيع } على سهول الامه وعلى جبالها ومياهها , اما الشعوب فباعوها بالمزاد العلني ولكن ليس بأعلى الاسعار ولكن بأقلها , ولكن رغم تلك الحاله المزريه فكن على ثقه بأن الامه ستنهض من جديد وسيخرج المارد من قمقمه انها حتمية التاريخ , فلقد سبق في التاريخ ان اختطفت فلسطين الا انها عادت , وحتما ستعود ... وسلمت ايها الخال المبدع .

5) تعليق بواسطة :
29-01-2012 07:26 AM

كل الاحترام

6) تعليق بواسطة :
29-01-2012 08:32 AM

أبدعت ابو عمر كعادتك ويا ريت الجميع يفهم ويوقف جلد النفس ويهب لنجدة الوطن الذي هو أهم شي في حياة أي انسان. لا داعي للمهاترات العنصرية الحاقدة ففلسين لاهلها ونحن معهم الى ان يعود وطنهم من الصهيونية العالمية ويعودوا لوطنهم. وسنحافظ على وطننا بالغالي والنفيس ولن نسمح للصهيونيين والمتصهيونون بخلق وطن بديل للقضاء على الأردن وفلسطين فكلاهما غاليين علينا جمياً

7) تعليق بواسطة :
29-01-2012 03:08 PM

د. حكمت كل التحية لمشاعرك الجياشه والأصيلة أمة عربية فيها أمثالك يا دكتور حكمت لن تموت

8) تعليق بواسطة :
29-01-2012 04:54 PM

كل الشكر للدكتور حكمت على مشاعره النبيله الصادقه واعود واكرر دعائي الى الله ان يجمعنا في فلسطين في اقرب وقت وان يرزقك يا إبن القطاونه اجمل شقه على الساحل الفلسطيني. والى السيد ثامر المجالي .. اتّفق معك سيدي الكريم في بعض مما تفضلت به واختلف في البعض الاخر . فانا معك بضرورة ان يعود كل من يملك البطاقات الى فلسطين لتثبيت حقّهم واقامتهم وهويتهم الفلسطينيه حتى وإن كانت له حياه وعائله خارج فلسطين فعلى الاقل ان يثبّت حقه في بلادنا وانا والله احسدهم لانهم يملكون الفرصه للعوده الى فلسطين ارض اباءنا واجدادنا, ولكني اختلف معك في المثالين عن سوريا ولبنان لانه وكما تعرف فإن الفلسطينيين الموجودين هناك هم من اللاجئين 1948 وبالتالي فهم لا يملكون اية وثائق تمكّنهم من الرجوع الى فلسطين وهم من اكثر الناس شوقا للعوده اليها خصوصا إذا عرفنا الظروف المعيشيه التي يعيشونها والتي لا تصلح للبشر خصوصا في لبنان. وانت يا سيد ثامر وبحكم عملك السابق تعرف تماما ان النسبه العظمى من فلسطينيّ الاردن هم من غير حملة هذه الكروت . عاش الاردن عزيزا شامخا حرا بشعبه واهله الطيبين وعاشت فلسطين عربيه حره من النهر الى البحر ولو كره الصهاينه الحاقدين.

9) تعليق بواسطة :
29-01-2012 07:55 PM

ما حد راح يقدر يرجع على يافا و حيفا زي برضو ما حد راح يرجع على الاندلس في واقع فى الاردن يجب على الجميع التعامل معه و غير هالحكى بكون كلام يراد به باطل
أكثر ما راح يطلع لأهل فلسطين شبه دوله على كم مدينه فى الضفه
الاردنيين من اصل فلسطيني ما الهم مكان غير الاردن وغير هيك خراب على البلد

10) تعليق بواسطة :
29-01-2012 08:26 PM

أرجو ملاحظة وقراءة تعليق رقم 9 خيالي، ومحاولة استنتاج ومعرفة جنسيته وشخصيته؟!...

11) تعليق بواسطة :
29-01-2012 09:18 PM

انشاء الله سيعود أشقائنا الفلسطينيين . وأنتم ايضاَ ستعودون من حيث جئتم فمقامكم بين مئات ملايين العرب والمسلمين لن يطول .

12) تعليق بواسطة :
29-01-2012 10:16 PM

انا اردني و انشاء الله لم يظهر للجميع مين وراء كل طوفان المقالات التي ترفض وجود الأردنيين من اصول فلسطنيه بتعرف انو هذا كلام يراد منه باطل

13) تعليق بواسطة :
29-01-2012 10:29 PM

الأردنيون لم يهجروا أشقائنا الفلسطينيين من وطنهم . وطنهم معروف . وأنتم تعرفونه جيداً . هل حلال عليكم من كل اصقاع الأرض فلسطين وحرام على أهلها ؟؟؟

14) تعليق بواسطة :
29-01-2012 10:51 PM

خيالي رقم 10..هو السفاره الإسرائيليه

15) تعليق بواسطة :
29-01-2012 11:17 PM

السفاره الاسرائيليه أكيد كثير مبسوطه من الشرخ فى الوحده بين الشعب الاردني

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012