أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


نرفع معنويات الملك .. ننهض بالمملكة . بقلم : شحاده ابو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
10-10-2019 04:39 AM

لست مجاملا ولا ،، سحيجا ،، كما يقال في أدبياتنا السياسية الممجوجة أحيانا ، وإنما أنا مخلوق إيجابي قلبي على بلدي بكل مافيه ومن فيه من القاعدة وحتى القمة ، وأزعم تقوى الله جل في علاه ، ولهذا لا أرى لنا سبيلا في في هذا الأردن الصابر المصابر لتخطي أزماتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية جميعها ، إلا بتفعيل وتعظيم دورنا السياسي المحوري التقليدي التاريخي ، إقليميا ودوليا ، ووفقا لمبادئنا ولرؤانا حيال كل ما يجري في إقليمنا من كوارث وما يدور فيه مصائب أرقتنا وأرهقتنا وكنا وما زلنا أول وأكبر دافعي أثمانها ومن قوت يومنا وموجودات دولتنا على شحها وندرة مواردها .

وعليه :

أولا. : نحن فقراء ماليا ، هذا صحيح وليس بالأمر الجديد أبدا ، فإلتزاماتنا حكومة وشعبا تفوق قدراتنا المالية بكثير ، وهذا ديدننا منذ وجدت دولتنا ، لكننا وعبر تاريخنا كله ، صنعنا لبلدنا دورا سياسيا محوريا راسخا جعل عتاة الإقليم وما بعد الإقليم بحاجة لدورنا ولسماع رأينا ومعرفة رؤيتنا التي ما كانت يوما إلا مع الحق والعدل حتى لو أغضبت أكبر قوى الأرض التي وجدت ولو بعد حين أن الحقيقة عندنا وليست عند غيرنا .

ثانيا : صحيح أن ظروف اليوم غير الأمس ، وصحيح أن العرب لم يشهدوا تمزقا وتشتتا من قبل كما هو حالهم اليوم ، وصحيح أن منطقتنا غدت نهبا لمن هب ودب ، لكن الأصح في تقديري المتواضع ، أن في هذا فرصة أكبر لنا لتعظيم دورنا وفي الإقليم كله ، وهذا هو رأسمالنا الأهم .

ثالثا : لقد بذل جلالة الملك جهودا كبرى على الصعد الإقليمية والدولية كافة منذ تفجر فوضى ربيع العرب ، ويظلم حظه من ينكر أنه تمكن من تجنيب بلدنا أتون هذه الفوضى الهدامة التي حصدت ملايين الأرواح وشردت عشرات الملايين وأعادت دولا عربية شقيقة إلى عصور الظلام التي عاشتها أوروبا في الزمن السحيق وعادت لتنهض منها أقوى وأقدر وأميز ولكن بعد حين .

رابعا : لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ، والإحباط مدمر للنفوس البشرية والفقر عدو شرس يعمي الأبصار ، ولا يستسلم لهذا وغيره إلا ضعيف لا يملك من مقومات القوة شيئا ، ونحن بحمد الله نملك الكثير الكثير منها ، ومهما حاول الكيان طمسها أو تجريدنا منها ، فهو يائس بائس ونحن لسنا كذلك على الإطلاق . لم نكن يوما كما هو ولن نكون بعون الله .

رابعا : أن كنا نريد الخروج من واقعنا الصعب حقا ، فأن علينا قبل غيرنا أن نتوقف عن التلاوم والإتهام وبث الشكوى وجلد الذات أولا وقبل كل شيء ، فتلك والعياذ بالله ، ممارسات تهد حيلنا كلنا حكاما ومحكومين معا ولا نتيجة ترجى منها إلا المزيد من الإنغماس في مهاوي الردى لا قدر الله ، فهل نريد ذلك لبلدنا الصابر المصابر مثلا . أجزم أن كل أردني حر شريف لا يمكن أن ينزلق إلى هاوية شيء من هذا على الإطلاق ، ونحن كلنا أحرار شرفاء .

خامسا : علينا أن ننسى وبالكلية أن العلاقات البينية العربية وللأسف ، هي علاقات شخصانية أكثر منها علاقات مؤسسية ،، وقد بلغ الحال فيها أن تغريدة تافهة تصدر عن شخص في بلدنا بحق سياسة دولة عربية مثلا ، كفيلة بتأزيم علاقات دولتنا معها !! ، ولهذا تجد دولتنا نفسها مضطرة لحبس المغرد بتهمة تعكير صفو العلاقات مع تلك الدولة ! ! ، هل هذا من المنطق في شيء ! ، وهل هكذا تقوم العلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة ! ، نعم علينا أن ننسى ذلك ، وأن ننتهج خطا سياسيا يقول بأن العلاقات بين الدول علاقات مؤسسية تحكمها المواقف الرسمية للحكومات وليس تغريدات الناس في فضاء إعلامي مفتوح عبر الكون على مصاريعه كافة .

سادسا. : علينا وقد بنى الملك علاقات متوازنة مع الجميع لا صدام ولا خصومة فيها ، بإستثناء الكيان ، أن نتدخل مباشرة وبالمعدل وبالمنطق وبالحق في سائر قضايا الأمة بلا إستثناء ، فالحقيقة عندنا ، ومواقفنا لا شبهة فيها ، وإذا ما كانت أميركا تبحث عن مخرج لأزمتها مع إيران ، وكذلك تفعل دول شقيقة وهذا حقها ، فإن من حقنا وبما نملك من مقومات الإحترام في أوروبا قاطبة وفي عالمنا العربي المأزوم كله ويا للأسى ، أن ننهض بدور ( الرجل الرشيد ) الذي لطالما نهضنا به عبر تاريخنا رضي من رضي وغضب من غضب ، وان نتحرك في كل الإتجاهات بخطاب عربي سياسي راشد يسعى للسلام وألإستقرار ولمصلحة شعوب المنطقة كافة .

سابعا. : بمثل هذا الدور والحراك السياسي المتزن المدروس بعناية لا تخشى في العدل والحق لومة لائم ، نعظم دورنا المحوري السياسي القادر على قول الحق ، وبما يكسبنا المزيد من تقدير العالم وإحترامه وبالتالي تعاونه معنا ، فالدنيا وبرغم كثرة مصائبها ومطامع ساكنيها ومخططات التأمر والإقصاء والإستحواذ ، ما زالت بخير ، ومن يسعى لخير الكافة لن يتجرأ أحد على صده أو إتهامه أو التطاول عليه سوى الرويبضات الذين يمقتهم الله ورسوله وأنبياؤه كافة عليهم جميعا صلواته وسلامه .

ثامنا. : نملك كل المبررات والحجج والشرعيات لأن نتحرك بإتجاه إيران من أجل مصالحها ومصالحنا نحن العرب كافة ، وبأتجاه تركيا ، وسورية والعراق ولبنان واليمن وليبيا وإثيوبيا ومصر وجميع دول الخليج الشقيقة وغيرهاومن أجل الغاية ذاتها ، ونملك أن نستعين من أجل ذلك بأوروبا شرقيها وغربيها خاصة وهي أكثر من يدرك نبل مساعينا ، وعلينا أن نقول لاميركا وتحديدا إدارتها الحالية أنها على خطأ ونحن على حق ، ليس لمصلحتنا فقط ، وإنما لمصالحها حتى إن هي أرادت .

تاسعا. : من يزرع الخير يحصد خيرا ، ومن يزرع الشر لا قدر الله ، يحصد شرا والعياذ بالله ، وأنا في ما أدعو إليه ، أدعو لان نزرع خيرا بعون الله ، ولن يخذلنا خالق الكون أبدا أبدا ، وسنجد الكثير من الخيرين في هذا العالم يدعمون مسعانا على نبله وصدق مراميه ، وليس سرا أن مختلف دول الإقليم وخارجه بما في ذلك أميركا ، لديها اليوم أزمات مستعصية تتمنى الخروج منها بأي ثمن وبسلام وتراض دونما حروب مرعبة وصدام لا يبقي ولا يذر ، وفي هذا فرصتنا ونحن مؤهلون لها تماما بما لنا من مصداقية لدى الكافة في هذا العالم .

عاشرا : هذا يتطلب منا نحن الأردنيين وجميعا ، أن نخرج من حالة الإحباط القاتل التي نعيش ، وأن نهيب بالملك وندعمه ونحفزه للبناء على ما بنى من علاقات دولية وإقليمية محترمة ، وأن نطالبه بالتحرك نحو الجميع حاملا رسالة سلام ولمصلحة الشعوب المنكوبة كافة ، معتمدا على توفيق الله أولا ، ثم على إرثه الهاشمي التليد الذي يمنحه القوة المعنوية الفائقة مع ما يحظى به جلالته من تقدير وإحترام في هذا العالم ، وعلى دعمنا اللامحدود ومباركتنا وتأييدنا لمسعاه النبيل هذا ، وعندها ، سنكسب جميعا عند الله أولا ، وسنحظى بإحترام الشعوب المنكوبة قبل حاكميها ، ولن يخذلنا الله أبدا ، وسنخرج من كل أزماتنا ، خاصة إذا ما إقتنعنا حقا ، أن رأسمالنا منذ خلقنا ، هو رأسمال سياسي محوري إقليمي ودولي ،لا غير ذلك على الإطلاق .

قبل أن أغادر ، واجبنا إن أردنا الخير لبلدنا ، أن ندعم الملك دعما صادقا لا مراء فيه ، وما خاب من إستشار ، ويد الله مع الجماعة ، فلنوظف السياسة بكل معانيها الراقية الصادقة داخليا وفي الإقليم والعالم النافذ ، سبيلا للخروج مما نحن فيه من محن ، وسنخرج غيرنا من أشقائنا وأصدقائنا كذلك مما هم فيه من أزمات وكوارث هدت حيلهم جميعا ونحن معهم ، وليس سرا أن كلا منهم يتمنى الخروج من محنته وبأي ثمن وبسلام دونما حروب مدمرة وصدامات هدامة ، فجميعهم وللأسف واقفون على حلبة صراع كل منهم يتمنى مغادرتها بسلام .

لنرفع معنويات جلالة الملك ، فبهذا ننهض بالمملكة ، وإلا فنحن نستسلم للمجهول وللإحباط الذي نعاني منذ سنوات طوال مكتفين بالجلوس وتبادل الإتهامات والشكوى والتذمر ليس إلا ، حتى ونحن نعلم يقينا ان لا خير يذكر في شيء من هذا . الله جل جلاله من وراء قصدي .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012