أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


الموقف الروسي من التدخل التركي شمال سوريا

بقلم : حازم عياد
22-10-2019 03:12 AM

من المنتظر ان يلتقي الرئيس التركي طيب اردوغان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في سوتشي لمناقشة تداعيات الانسحاب الامريكي من شمال سوريا في اعقاب مبادرة تركيا لإطلاق عمليتها العسكرية تحت اسم «نبع السلام «لإنشاء منطقة آمنة بطول 400 كم وعمق 30 كم؛ تنهي من خلالها الجيب الانفصالي شمال سوريا وتوقف التهديد الامني لأراضيها الناجم عن سيطرة الوحدات التركية الانفصالية.
اللقاء يعول عليه للوصول الى تفاهمات بين انقرة وموسكو تساعد على ترتيب المشهد المرتبك والفوضوي شرق الفرات والذي تبع انسحاب القوات الامريكية؛ فروسيا تبحث عن موطن قدم شرق الفرات يعطي النظام ميزة تفضيلية ويحسن من مكانته وقدرته التفاوضية في جنيف نهاية الشهر الحالي؛ اذ ستجتمع اللجنة الدستورية؛ هدف لا يمكن تحقيقه دون التعاون والتفاهم مع الاتراك الذين باتوا القوة الرئيسية شرق الفرات وشمال سوريا.
يقابل التوجه الروسي معلومات باتت مؤكدة ان امريكا لن تسمح للنظام السوري والايرانيين بملء الفراغ شرق الفرات في منطقة تحوي 70% من ثروة البلاد النفطية والزراعية وتمثل ما يقارب 40% من مساحتها؛ اذ لا زالت الولايات المتحدة الامريكية تعول على قوات قسد الانفصالية للسيطرة على آبار النفط السورية خشية ان تملأ روسيا
وايران الفراغ.
فرغم تواصل وزير الدفاع الامريكي اسبر مع نظيره الروسي عبر الهاتف لتناول تداعيات الانسحاب الامريكي الا ان امريكا تعتبر تمدد النفوذ الروسي والايراني شرق الفرات وشماله خطرا وضررا كبيرا لمصالحها، في حين ان تركيا تعد الخيار الامثل لضمان ان لا تستثمر الحقول النفطية والموارد من قبل النظام وحلفائه الايرانيين؛ رسالة اوصلها الامريكان للروس بأكثر من طريقة كان آخرها الاعلان عن النية لإبقاء قوات بالقرب من آبار النفط السورية والمناطق الحيوية جنوب المنطقة الآمنة؛ امر يعزز القدرة التفاوضية لتركيا بشكل اساسي، ويجعلها الجهة الامثل والاكثر قبولا لدى واشنطن وموسكو لإيجاد تسوية تتوافر على ضمانات مقبولة من حليف قوي وهو تركيا.
الملف السوري شرق الفرات شديد التعقيد غير أنه اهميته تكمن في ان تركيا باتت لاعبا اساسيا فيه اذ باتت تتحكم الى حد كبير بقواعد اللعبة بما توافر لها من امكانات وموارد تنامت في اعقاب عملية درع الفرات وغصن الزيتون؛ ما سينعكس على عملية رسم وهندسة مستقبل سوريا ومستقبل التسوية بل عملية الاعمار واطرافها.
الدور التركي بات مهماً سيدفع روسيا لممارسة ضغوط على النظام السوري لترتيب الاوضاع شمال سوريا ولاستثمار الحضور التركي لتحريك عملية جنيف؛ فتركيا بالنسبة لروسيا لا تقل اهميتها عما هي عليه بالنسبة لأمريكا، واسترضاؤها بات امرا مهما لكل الاطراف المنخرطة في الازمة السورية، امر كان بالإمكان رصده في تناقس امريكا وروسيا على رفض إدانة العملية التركية في مجلس الامن رغم تضارب مصالح الخصمين
الامريكي والروسي.
الاتفاق على ضرورة مراعاة المصالح التركية ومجاملتها واستمالتها مؤشر ايجابي للاتراك يعزز من دروهم في ايجاد مخرج للازمة السورية؛ امر ما كان له ان يكون لولا سرعة المبادرة التركية التي لم تترك مجال لخصومها من الانفصاليين للتحكم بالمشهد على حساب قوى اقليمية مؤثرة تقف على رأسها تركيا؛ مبادرة خدمت الدولة السورية ووحدة ترابها بشكل يسهم في ترتيب طاولة التفاوض في جنيف على نحو افضل واكثر جدية. السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012