أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


قراءة أمنية "أولية" في عملية الطعن بجرش

بقلم : د . عمر الرداد
07-11-2019 11:37 PM

رغم أن أهم معايير ومحددات قراءة عملية طعن السياح الأجانب، التي تمت في مدينة جرش قبل يومين، تكمن في اعتماد البيانات الصادرة عن مديرية الأمن العام المصدر الاول والاهم والأكثر موثوقية، الا ان تركيز البيانات الأولية على نقل صورة ما جرى،في إطارها ألجرمي، بإعلان أسماء المصابين من سياح أجانب وأردنيين، فتح الباب أمام روايات متعددة، تسيدت المشهد وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي،بما تبثه من تحليلات وتكهنات لا ترقى الى 'معلومات'، المصدر الأهم والأبرز للمعلومات، علما بان عدم تضمين البيانات الصادرة عن الأمن العام مبررة، في ظل مهمات الأمن بالتركيز على إشاعة أجواء الطمأنينة من جهة، وانتظار استكمال التحقيقات، بعد القبض على الفاعل، وهو ما يحدث في كل دول العالم بالتعامل مع هكذا عمليات.

ورغم ان بيان الأمن العام لم يشر 'لا تصريحا ولا تلميحا' الى أن العملية 'إرهابية' بمفهوم العمليات الإرهابية،التي شهدها الأردن،خلال السنوات الثلاث الماضية'عين الباشا،الكرك،اربد والسلط'والمرتبطة بالقاعدة وداعش، بصورة مباشرة او غير مباشرة،الا ان غالبية الأردنيين ،خضعوا لتدفق كم هائل من المعلومات، والروايات ،والتي لا يستبعد انها كانت 'موجهة'،تبعا للجهات المنتجة لها،وبما يضمن توظيف العملية لتحقيق أجندات مختلفة.

أولى الروايات كانت الربط بين تزامن العملية مع نجاحات الدبلوماسية الأردنية بالإفراج عن الأسيرين الأردنيين، مع ربط غير بريء، بان الفاعل حضر للأردن من فلسطين قبل يومين فقط، وبما يوحي ان العملية تم التخطيط لها من الجهة التي تضررت من الإفراج عن الاسيرين،وقد ثبت عم صدق هذه الرواية بثبوت ان الفاعل من أبناء محافظة جرش ومقيم فيها.

فيما ذهبت رواية انه من عناصر داعش، وانه كان 'يهلل ويكبر'خلال قيامه بعمليات الطعن وهو'يركض' طاعنا كل من يواجهه في طريقه، بالتزامن مع نشر مواقع إخبارية مقابلة مع والده،تضمنت ما يشير الى ان والده نصحه بان السياح مسالمين،وبما يوحي انه خطط للعملية وان والده مطلع على مخططه،إضافة لتسريبات تشير الى تحولات وبروز اتجاهات تطرف لدى الفاعل منذ فترة قريبة.

ربما هناك روايات أخرى غير متداولة على نطاقات واسعة، لكن القراءة الأمنية الأولية للعملية تشير الى ان غالبية الروايات لا تستند الى معلومات 'موثوقة' ولا تعدو عن كونها 'تكهنات' وترجح الكثير من المعطيات أن على الارجح عملية 'فردية' ارتباطا بعدة عوامل وهي،أولا: سهولة الوصول الى الهدف'سياح' في منطقة مفتوحة،مع معرفة الفاعل بطبيعة المنطقة وتفاصليها كونه احد العاملين فيها،وثانيا:السلاح المستخدم في العملية 'سكين' وهو في التوصيف الأمني 'سلاح بدائي' ويتنافى مع التخطيط والدعم اللوجستي المفترض للعملية،حتى بافتراض ان الفاعل 'ذئب منفرد'اذ ان الذئاب المنفردة تكون 'غالبا' في عداد ضحايا عملياتها.

في الخلاصة تبقى هذه قراءة الى حين الكشف عن 'إفادة' الفاعل وتحديدا عند محاكمته في محكمة امن الدولة،حيث سيتم عرض إفادته،والتي يفترض ان تجيب على كافة الأسئلة المطروحة والروايات التي يتم تداولها.

وبصرف النظر عن مضامين 'الإفادة' التي سيتم الإعلان عنها عند انتهاء التحقيقات، واذا ما ثبت أن العملية فردية ،مرجعياتها التهميش والفقر وفقدان الأمل ،او ان الفاعل استلهم أفكارا متطرفة،او حتى لو كان 'ذئبا منفردا' فان عملية بهذا الحجم،تدق ناقوس الخطر ،وبما يفترض معها ان مقاربات الشجب الاستنكار والشجب،والتركيز على ان العملية غريبة عن أخلاق الأردنيين وقيمهم، لا تشكل حلولا ولا تعالج التطرف والإرهاب، وان القاعدة الأساسية في التعامل مع العمليات الإرهابية هي الحيلولة دون وقوعها،مما يتطلب تطوير النظريات الأمنية ،باعتماد التكنولوجيا الى جانب العنصر البشري، والا سنبقى 'لا قدر الله' فريسة وقوع عمليات جديدة،لا نملك معها الا الدعاء لله،والاستنكار.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012