أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الباقورة والغمر وساعة الصفر

بقلم : حازم عياد
10-11-2019 05:44 AM

نقلت القناة الـ 13 العبرية يوم الجمعة الفائت 9 تشرين الثاني خبرا مفاده «أن السلطات الأردنية أبلغت تل أبيب خلال الأيام الأخيرة، بأنه بدءا من الأحد الموافق اليوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، سيتم منع الإسرائيليين من دخول منطقتي الباقورة والغمر الأردنيتين».
واضافت القناة أن الأردن رفض طلبا إسرائيليا تمديد فترة التأجير لمدة 6 أشهر إضافية بعد انتهاء الفترة التي استمرت 25 عاما وانتهت مدتها الشهر الماضي؛ مؤكدة أن المزارعين الإسرائيليين تلقوا الخميس رسائل من سلطات تل أبيب بأنه سيمنع عليهم دخول المنطقتين
بدءا من الأحد.
بهذ الخبر يكون اليوم الموافق 10 تشرين الثاني النهاية الفعلية والعملية لعقد الاجارة وساعة الصفر المقررة لبدء فرض السيادة الاردنية الكاملة والمطلقة على الغمر والباقورة؛ فاليوم يعلن نهاية فصل وبداية فصل جديد في المنطقتين (الغمر والباقورة) معلنا بذلك النهاية الفعلية لكل المحاولات الاسرائيلية لتمديد عقد الاجارة امر لم يعد بالامكان قبوله في الاردن او تبريره ما يدفع نحو التساؤل هل سنشهد معالجة مماثلة لملفات تمتاز بالحساسية؟
ذلك ان ملف اتفاقية الغاز وملف ناقل البحريين ومحطات التحلية التي لم تر النور تحتاج الى موقف حاسم من الحكومة مدعوم بجهود دبلوماسية وقانونية جادة تفضي الى الاعتماد على الذات للخروج من عباءة الاعتماد على الدعم الاسرائيلي والامريكي لمشاريع المياه الاردنية لدى المؤسسات المالية الدولية الممولة كالبنك الدولي كمثال.
اتفاقية ناقل البحرين تحولت الى قيد ألحق أضراراً كبيرة بمشاريع المياه الاردنية المستقبلية، خصوصا تحلية مياه البحر؛ فالمشروع ما زال معطلا ومهددا بتغير وجهته نحو وادي «سوريك» قبالة الساحل الفلسطيني المحتل عام 48، والاخطر وجود رابط غير واضح بين مشاريع المياه والطاقة على الارجح بحسب المراقبين كمشروع استيراد الغاز كمثال؛ فتعطل المشروع سينعكس على ما تبقى منها وسيجعل من امكانية تمويلها وتمريرها مسألة غاية في التعقيد، وهو توقع وتخمين اكثر منه حقيقة الى الآن، يتطلب من الحكومة قدرا كبيرا من الشفافية حتى لا تتكرر مناورات الاحتلال وألاعيبه الدبلوماسية والاعلامية التي افتعلها واطلقها في التعامل مع ملف
الباقورة والغمر.
انطلاق ساعة الصفر في الباقورة والغمر الاصل ان تطلق ساعة جديدة وتوقيتا جديدا يعزل المشاريع الحيوية الاردنية خصوصا المياه والطاقة (الغاز والكهرباء) عن المشاريع الاسرائيلية؛ اذ اثبتت الدبلوماسية الاردنية جديتها في التعامل مع ملف الغمر والباقورة بل مع ملف المعتقلين، وبات واضحا الحاجة إلى ان يمتد تأثير هذه السياسة الواضحة والجادة في سائر الملفات الحيوية وهي المياه والطاقة
والتجارة والمعابر.
ختاما: كثير من المشاريع تحتاج الى نهاية مشرفة، والى موقف مشابه للموقف من الغمر والباقورة؛ فهي مشاريع واتفاقات باتت عبئا على البلاد ومشاريعها الحيوية؛ فهل سنسمع من الاعلام العبري قريبا ما سمعناه من القناة الـ13 عشر حول الباقورة والغمر وبنفس الصيغة؛ اذ ذكرت القناة 12 أن الصفدي أوضح لبن شابات مستشار الامن القومي الاسرائيلي أن الاتفاق بين الأردن و«إسرائيل» حول هاتين المنطقتين قد انتهى؟السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012