أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


حضرت اليوم حفل إطلاق الحزمة الثالثة الحكومية للتحفيز.

بقلم : احمد ابو خليل
06-12-2019 06:37 AM

يعلم الله أني ذهبت الى هناك بمزاج إيجابي يشمل الحكومة. وهذه هي المرة الثانية التي أحضر فيها حفلا من هذا النوع، فقد سبق أن حضرت في المكان ذاته حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية.
سوف أضع احتمال أن ملاحظاتي التالية تعود إلى تقدمي النسبي في العمر، فقد لاحظت أن أكثر من 90% من الحضور أقل سناً مني.
ألقى الرئيس كلمة قصيرة غير مكتوبة بدا فيها متفاعلا مع موضوعه إلى درجة ملحوظة، وأنا على العموم أراقب التبدلات على هيئة الرئيس ولغته وانفعالاته.
بعد ذلك، بدا المشهد مليئا بالفكاهة الإدارية/ السياسية. ووفق تعريفي للمصائب، ستكون مصيبة إذا كان الرئيس يرى هذا المشهد طبيعيا.
ما جرى أشبه بمسرحية بالمعنى الحرفي: يقف شاب على منصة كمدير للحفل وللنقاش، يدعو ثلاثة وزراء ومسؤولين آخرين إلى الخشبة. قال الشاب إنه سيدير نقاشا مع الشخصيات الخمسة بالترتيب، ولكن مع كل سؤال يوجه لوزير كان الحواب يظهر مباشرة على شاشة كبيرة خلفه، ثم يبدأ الوزير بالتنقل بين اللوحات التي تعرض على تلك الشاشة، والوزير يقرأه عنها من شاشة صغيرة أمامه. كان الشاب يحاول أن يوحي أن أسئلته مباشرة وبنت لحظتها، ولكن عبثا، فالوزير لديه كلام مربوط بما يعرض على الشاشة أي بما هو معد مسبقاً، من الواضح أن البروفات لم تكن كافية. ظل الشاب يحاول أن يخلق انسجاما بينه وبين الوزير وبين الشاشة، كان ينجح أحيانا ويفشل أحيانا أخرى.
وما أن ينتهي وزير من دوره، حتى يسرح ويظهر شاردا بالطريقة ذاتها التي نشاهدها عند الممثلين غير المحترفين الذي يهتم كل منهم بإتقان حصته من الحوار. كان الوزراء منتبهين عند دورهم، ولكنهم أبدا كانوا شاردين عند أدوار زملائهم.
النص كما يبدو مصاغ أصلا بالانجليزية كي لا أقول مترجم، أو على الأقل أفكاره نبتت بلغة أخرى، فقد كان الوزراء يكررون الكلمة الرديفة بالإنجليزية لكي يفهمونا ما يقصدون. في الحفل السابق الذي حضرته عن استراتيجية الحماية كانت رئيسة الشركة الاستشارية التي أعدت الاستراتيجية تجلس معنا في الصفوف الخلفية، لعلها كانت تراقب إتقان الترجمة وعموم الأداء، هذه المرة لم أتمكن من التعرف على كاتب السيناريو.
غادرت عند المتحدث الرابع لأسباب شخصية طبيعية متعلقة باستحقاقات العمر المتقدم يصعب توضيحها! لكني لم أتوقف إلى الآن من التساؤل: هل يحتاج الأمر إلى مثل هذا العناء في التدريب على التمثيل؟ ما الذي يمنع الوزير أن يتعرف على مجتمعه فعلاً وأن يصيغ مفاهيمه وينحتها نحتا ويجرب ويخطئ ثم يصحح خطأه بحيث نصل إلى خطة يفهمها من صاغها ومن سيطبقها من أعلى المستويات إلى أدناها؟
قرأت منذ يومين عن رئيس وزراء أردني صاغ في زمنه معادلة تقوم على تلاقي البندقية والطورية.. هكذا وببساطة اختيرت المفاهيم حينها. هل من بدائل اليوم نفهمها كما فهم الناس مفهوم الطورية مثلا؟
أكرر التذكير باحتمال أن تكون ملاحظاتي عائدة إلى تقدمي بالعمر، وإذا كان الأمر كذلك، أرجو أن لا تدعوني ثانية إلى مثل هذه المناسبات، فذلك أستر لي ولكم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012