أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


لا يسأل أحد أبداً هل أنت سعيد؟!

بقلم : علي سعادة
23-12-2019 04:23 AM

ترى لو عدنا سنوات إلى الوراء هل كنا سنعيد نفس التجربة، في العمل والحب والدراسة والزواج والمواقف وقائمة الأصدقاء والصديقات؟
أعيد صياغة السؤال بطريقة أخرى: لو تحققت لنا أمنية واحدة للعودة إلى الوراء ماذا كنا سنختار؟ الفانوس (المصباح) السحري منح علاء الدين سبع أمنيات، ترى كم أمنية منحتها لك الحياة؟
هل منحتك الحياة ما تريده وتحلم به في اللحظة التي تعتقد أنها اللحظة المناسبة، أم بعد فوات الأوان؟ هل حقا أن معظمنا عاش حياته؟ هل تعليم الأبناء والاستقرار في العمل، والصحة الجيدة تعني بالضرورة أنك عشت حياتك، وقد وصل عمرك منتصف الخمسين أو على أبواب الستين وغزا الشيب شعر رأسك الذي تساقط معظمه، رغم الادعاء الكاذب الذي لا يقوم على دليل بأن القلب لا يزال شابا؟!
هل عاشت أي أم عربية حياتها مثلاً بعد أن أمضت نصف عمرها في الحمل والوضع، والنصف الآخر في تربية الأبناء والعناية بكل تفاصيل الأسرة، والقلق عليهم كل مساء حتى تطمئن أن الجميع ناموا في فراشهم في الغرفة المجاورة، فدبت في جسدها أمراض الروماتزم والضغط والسكري وضعف البصر والذاكرة، وخيانة وإهمال الزوج؟
تقول صاحبة رواية «نسخة معيبة» الروائية الألمانية سارة كونتر: «لا أحد يفهم أكثر مني مدى صعوبة احتفاظ الشخص بهدوء أعصابه في وقت تبصق فيه الحياة في وجهه».
يقول الشاعر والروائي الأمريكي جاك كيروك: «وصلت إلى مرحلة في حياتي أحتاج فيها إلى الانعزال بشدة، والتوقف تماما عن التفكير، والاستمتاع بما يسمونه «الحياة»! أريد أن أستلقي على العشب، وأن أنظر إلى الغيوم وأحلم فقط!».
هل تحلم حقا بأن تذهب إلى مكان نائ حتى وإن كان موحشا لإمضاء ما تبقى من حياتك، تقرأ وتشرب القهوة وتنظر إلى موج البحر وتزور الأمكنة، وتشاهد كل الأفلام السينمائية التي سبق لك أن شاهدتها في مراحل مختلفة من حياتك؟
ترى هل ما أتحدث عنه هنا هو بدافع اليأس مثلاً؟ هل يرد علينا، هنا، الكاتب إرنست همنغواي بقوله: «إنها حماقة أن يسيطر اليأس على الإنسان، وفي اعتقادي أن اليأس نفسه خطيئة، ولست واثقًا من أنني أفكر باليأس أو أؤمن به، هناك في الحياة أفراد يعيشون للتفكير في اليأس، دعهم يفكروا فيه هم، أما أنت أيها العجوز فلقد خلقت لتكون صيادًا عظيمًا».
هل تلخص مقولة الفنانة والكاتبة ميراندا جولي المعنى المقصود من هذا البوح: «عندما تحدثت إليك ضحكت، وقلت إن الحياة سهلة للغاية، ما قصدته هو أن الحياة سهلة ولطيفة جدًا عندما تكون معي، وعندما تغادر، تعود قاسية وصعبة من جديد».
هل حقًا ما قاله جورج برنارد شو بأن «هناك مأساتين في الحياة؛ الأولى هي أن تخسر ما يتمناه قلبك، والأخرى هي أن تحصل عليه». هل في الحالتين نعيش المأساة بالمنح أو بالمنع؟
هل مقولة الممثل الراحل صاحب شخصية «الجوكر» في فيلم «فارس الظلام»هيث ليدجر التي تقول: «كل من تقابله يسألك عن مهنتك، وهل تزوجت وهل تملك منزلًا، كما لو أن الحياة هي قائمة مشتريات بقالة! لا يسأل أحد أبدًا هل أنت سعيد!!».
كم واحد سألك في العمل أو في المنزل أو في الشارع، هل أنت سعيد؟ هل الأمر عائد لك وحدك في جعل الحياة جميلة وسعيدة، لماذا توهم نفسك دون جدوى أن الحياة عادلة؟ السبيل

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-12-2019 09:34 PM

مقال جميع وقراءته ممتعة فكريا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012