مع قرب نهاية العام وبداية عام جديد لا بد للانسان ان يقف مع نفسه قليلا مستعرضا ما قدم وما انجز خلال عام كامل او اعوام سابقة ، وانا كغيري ممن تفرغ منذ سنوات طويلة للعمل العام والكتابة والتحليل اجد ان لي الحق ان اتساءل عما حققت وغيري من نجاحات او اخفاقات خلال عقد كامل من الزمن وبعد اصرار على مطالبنا الوطنية من اجل وطن نشعر انه ما زال مهددا في استقراره وحتى هويته بالرغم من كل التطمينات التي تصدر عن صناع القرار .

ومن باب الامانة والصدق مع النفس اولا ، استطيع ان اؤكد اننا لم نحقق الا هدفا واحدا على مستوى الوطن ' وهو رفع مستوى سقف النقد والوعي المجتمعي بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الاخبارية الالكترونية ، وربما اننا نجحنا في كشف الكثير من الملفات والقضايا حتى اصبحت قضايا رأي عام بغض النظر عن تحقيق الهدف النهائي من محاسبة مرتكبيها او استعادة حقوق مهدورة بسبب تلك القضايا ، وسياسيا استطعنا كشف كثير من المخططات التي تحاك ضد وطننا .

كثيرا ما اتعرض لسؤال من الاصدقاء والاهل ' ماذا حققت خلال سنوات معارضتك غير خسارتك المادية والمضايقة والقضايا ، وحتى التضييق عليك وعلى عائلتك ' وانا مثل غيري من البشر اجد نفسي مضطرا للتفكير بما يقال لي ، ولا اجد الا جوابا واحدا يريحني ويجعلني غير نادم ' وهو انني اكتب للتاريخ ولنفسي ' فقد ياتي يوم اجد من يقول ان 'خالد' قال كلمة حق او انه دافع عن وطنه وانه ساهم بشكل او اخر في تصويب بعض الامور وان كانت اليوم شكلية فقد تكون غدا اساسية لاردن جديد ووطن اقوى .

عندما استعرض اليوم ما وصل اليه الوطن سياسيا واقتصاديا وخاصة في زمن ' حكومة النهضة ' أجد اصرارا على عدم التجاوب بتقديم اي خطوة سياسية حقيقية لا بل هناك المزيد من التراجع. عندما قال الشاعر' لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ...ولكن اخلاق الرجال تضيق ' فقد صدق في وصف حال كثير من ابناء الوطن الذين وصلوا الى حالة فقدان الامل باي اصلاح في وطنهم , وهذا ما قد يجعل البعض منهم يغادر وطنه قهرا والمأ من واقع لا يستطيع ان يستمر فيه ليس بحثا عن مكسب شخصي فقد يجده في كل مكان ، ولكن من اجل البحث عن مكان يجد فيه نوعا من الحرية والطمأنينة بعيدا عن واقع اصبح عاجزا عن التأثير فيه .

قبل سنوات وبعد انطلاق موقع ' كل الاردن ' كنت اجد تعليقا على كثير من مقالاتي من اردني ضاقت اخلاقه واصبح ' مغترب ' يقول فيه مادحا لي ' سيأتي زمان يفاخر احفادي بانني جدهم ' في وقتها كنت اجد كثيرا من الآمل في ذلك التعليق وربما كان دافعا لي للكتابة والعمل العام والدفاع عن وطني بالكلمة والقلم وحتى بالمال ، واليوم وبعد عقد كامل من السنوات اقول للمغترب ' لقد ضاقت يا سيدي اخلاق الرجال حتى ضاق معها وطنهم ' فلم نعد نعرف ان كنا في وطننا.

صحنا صادقين فاصبحنا اعداء محتملين ، وصفنا البعض بالعمالة وهم رعاتها .... شرعت قوانين ، وتقدم صغار، وانتشر الفساد ، تًرفع شعارات ،وواقع الحال ينذر بالمجهول ، يسجن احرار ، يخون امين وينطق رويبضة .

لن اطيل كثيرا ...فقد ياتي يوم ونقول ما لا نستطيع قوله اليوم ليس خوفا على انفسنا ، بل لاننا نخاف على غيرنا من اهلنا ، ولكن اكرر ان ما نكتبه ونقوله هو ' لانفسنا اولا ولتبرئة ضمائرنا ...وللتاريخ وان كنا نعلم كيف يكتبه المنتصر بعيدا عن الصدقية ويبقى املنا ان هناك من ينصف ويعلم الحقيقية من ابناء الشعوب .