أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الرأي تنشر لقاءً أجرته مع الراحل السلطان قابوس قبل 47 عاماً

23-01-2020 11:42 PM
كل الاردن -

في ربيع العام 1973 قامت بعثة من جريدة الرأي بجولة خليجية وقد تمتعت هذه البعثة بدعم رسمي ومباركة ملكية حيث طمحت البعثة الى تحقيق ثلاثة اهداف وهي اجراء مقابلات صحفية مع قادة الخليج والامر الثاني إصدار اعداد خاصة إعلامية إعلانية تحقق مردوداً مجزياً للجريدة والثالث فتح اسواق الخليج امام البيع والاشتراكات في الرأي، وقد تألفت البعثة من الاساتذة الزميل راكان المجالي ممثلا لرئيس التحرير والزميل محمد العمد المدير الاداري واحسان رمزي الخبير بالشأن الخليجي لعمله هناك من قبل لسنوات في سلطنة عُمان وامارة قطر، وقد وفر الدعم الرسمي من خلال السفارات الاردنية نجاح المهمة، ولكن الكلمة السحرية لتحقيق الهدف كان تحميل جلالة الحسين رحمه الله رسائل شفوية لقادة تلك الدول، وكانت المحطة الاولى هي سلطنة عُمان وكان السلطان قابوس في بدايات عهده وكان مُحباً ومتأثراً بالحسين، وقد أجرى الزميل راكان المجالي مقابلة مطولة مع السلطان وكانت هذه المقابلة هي اول مقابلة يعطيها قابوس لوسيلة إعلامية، ونفس الامر انطبق على امراء الخليج الذين يتجنبون اجراء مقابلات في الاعلام، ولكن كلهم اخذوا خاطر جلالة الحسين، وفي حديثه لـ الرأي تحدث جلالة السلطان قابوس بكل أمور ذلك الزمان وأجاب على اسئلة حول التحديات التي تواجهها السلطنة حينها، واولها كانت حرب ظفار، واشار فيها الى ان الخلافات آنذاك مع الجوار القت بظلالها واستغلها المتمردون وخاصة الخلاف على ترسيم الحدود يومها بين عُمان والسعودية والامارات حول واحة البريمي حيث عبر السلطان بايجابية وأكد انه في حال اتفاق السعودية والامارات على ترسيم الحدود فإن عُمان ستظهر كل المرونة لتحقيق الحل، واتهم السلطان علناً وبقوة النظام الشيوعي في عدن يومها بأنه يدعم المتمردين بقوة، وأجاب جلالته بصراحة على سؤال حول النفوذ البريطاني في عُمان وقال انه كان موجوداً ولكن مع وصوله للحكم قلص ذلك النفوذ وبدأ الاستعانة بخبرات عربية وخاصة الخبرات الاردنية بما فيها العسكرية، وأكد ان عدد الخبراء الانجليز في الجيش العُماني آنذاك لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة، وأوضح في حديثه كل أمور تلك المرحلة، وعندما نشرت الرأي المقابلة احدثت تأثيراً واسعاً في الخليج وخارجه وقوبلت باهتمام وتفاعل كبير، وكان ذلك ايضاً شأن المقابلات التي اجريت مع جميع امراء الخليج، وتستذكر «الرأي» اليوم هذه المقابلة للسلطان قابوس في ظل هذا الدوي الهائل للتأثر بوفاة قابوس عربياً وعالمياً والاستذكار الواسع لدوره وسجاياه ومزاياه وادواره ونجاحاته.

وتاليا نص المقابلة..

في حديث خاص إلى «الرأي»

السلطان قابوس يتحدث عن هموم البناء ومتاعب الحرب..

حركة ظفار.. نشأتها.. وأسبابها

أجرى الزميل راكان المجالي الحديث التالي مع جلالة السلطان قابوس في عُمان، وقد تحدث جلالته عن مشاريع الإعمار والبناء في السلطنة وعلاقاتها مع الأشقاء ولا سيما دول الخليج العربي، والحب الذي يكِنُّه جلالة السلطان لأخيه جلالة الملك الحسين.

كما أوضح السلطان أسباب حركة ظفار.. وتطلعات السلطنة الفتية للمستقبل. وتاليا نص المقابلة..

بدأ جلالة السلطان قابوس حديثه قائلا: نرحب هنا في عُمان بجميع الأخوة العرب وبخاصة أبناء الأردن، ولعله لا يخفى عليكم مدى العلاقة الأخوية التي تربطني بالأخ جلالة الملك الحسين.

قلت: نحن سعداء بمقابلة جلالتكم وسعداء بالنهضة التي حققتها عُمان وخاصة في ميدان البناء، ولا شك أن فكرة تأمين منزل لكل عامل في الدولة وبالتالي لكل مواطن، هي فكرة رائعة وفريدة.

قال: نتمنى أن نتمكن من الاستمرار في ذلك حتى تؤمّن الدولة منزلا لكل مواطن فيه كل وسائل الراحة.

• ولكن ألا تعتقد جلالتكم أن حركة البناء متأثرة، وستتأثر بالمجهود العسكري الذي تستهلكه ظُفار؟

- بغض النظر عن ظُفار، نحن بحاجة كأي دولة في العالم إلى قوة عسكرية، ولا غنى لنا عن تكوين جيش قوي. الجيش عندنا يستهلك نصف الموازنة، وهذا كثير، ولكن لا خيار لنا، نحن بحاجة إلى جيش.

• إلى أي مدى تحسون بخطورة ما يجري في ظُفار؟

- ما يجري في ظفار هو نوع من حرب العصابات التي تنتشر في الجبال وبين الأهلين. ولو أردنا القضاء عليهم لكان بإمكاننا، ولكن أنا لا أؤمن بحرب الإبادة. لو أردنا أن نحرق الغابات وندمر الأماكن التي يقيمون بها لكان ذلك أمرا بسيطا بالنسبة لنا، ولكن سينتهي كل شيء ببساطة، وسينتهي هذا التمرد قريبا.

• تعتقدون أن هنالك أيدي غريبة ساهمت في إيجاد هذه المتاعب لكم؟

- في الأصل لا، سبب هذا التمرد طبيعي جدا.. سببه الظلم الشديد والتخلف الشديد الذي كان سائدا في البلاد والذي كنا نعاني منه جميعا.. (ضحك طويلا.. ثم واصل حديثه) البداية كانت طبيعية، وبعدها بدأت بعض الدول ولخلافات مع عُمان في ذلك الوقت بمساعدة ودعم هؤلاء، إلى أن تطورت الأمور وبدأت بعض الأيدي تستغل الوضع الذي كان قائما وتشجع على الاستمرار في التمرد والانحراف به إلى أهداف وأغراض غريبة عن حياة السكان وواقعهم، وخاصة بعد قيام جمهورية عدن التي كنا نتمنى أن يكون الاستقلال طريقا يقربها من العرب، ولكنها وضعت نفسها في خدمة الشيوعية.

• قيل ذات مرة أن بعض الدول الخليجية تقدم مساعدات مالية للثوار؟

- لست متأكدا من صحة ذلك، ولكن الخطر الشيوعي هو خطر ضد الخليج العربي وضد عُمان في نفس الوقت، الحركة اسمها «الجبهة الشعبية لتحرير عٌمان والخليج»، وهذا ما أوضحته للإخوان في دول الخليج الشقيقة..

• هل أجريتم أي نوع من التنسيق لعمل مشترك؟

- أجرينا مشاورات وتبادلنا وجهات النظر.

• مجرد أفكار؟

- الواقع أكثر من ذلك، ولكن الحديث عنها سابق لأوانه.

• هناك خلاف قديم على واحة البريمي بين عُمان والشقيقتين السعودية والإمارات.. ما موقفكم؟

- هناك مناطق بين الحدود بين الشقيقتين السعودية والإمارات غير متفق عليها، وأنا قلت لأخي الشيخ زايد خلال زيارتي الأخيرة أن عليه أن يصفي الخلافات مع الشقيقة السعودية ويمكن الاتفاق بسهولة بنفس الأسلوب الذي اتفقت فيه قطر مع السعودية.

• وماذا بالنسبة لعُمان؟

- أعفني من الجواب.

• كيف هي العلاقة مع اتحاد الإمارات؟

- أتمنى أن يكون الاتحاد أكثر صلابة وأكثر فعالية، لنواجه جميعا الأخطار الكبيرة المشتركة.

• يقول الإعلام الرسمي العدني أن حركة ظفار هي ضد الوجود الإنجليزي في عُمان.. ما رأيك؟

- الوجود الإنجليزي.. أين هو؟ لدينا بعض الخبراء في الجيش وفي غير الجيش، لا يوجد إلا عدد قليل لا يتجاوز عدد أصابع اليد، وهم يعملون بشكل استشاري تحت إمرتنا.

• لماذا لا يُستبدل هؤلاء الخبراء الإنجليز بخبراء عرب؟

- عندنا بعض الخبراء العرب ومن الأردن بشكل خاص، وهم عدد محدود. أنا لا أؤمن بفكرة الاستبدال، الذي أؤمن به هو تطوير كفاءات العُمانيين ليحلوا محل الخبراء الأجانب، وهذا سيتم تدريجيا. وجود خبراء لا يعني وجود استعمار، الاستعمار اتخذ أشكالا جديدة غير المظاهر العسكرية، أصبحت مظاهره اقتصادية مثل السيطرة على منابع النفط والشركات و.. و.. إلى آخره.

• حول شركة النفط.. ألا يمكن التوسع في العمل؟

- تقصد التوسع في الرقعة المستغلة أم الإنتاج؟

• قلت: الإنتاج

- هنالك محادثات حول هذا الموضوع.

• مبدأ المشاركة، وهو مبدأ معروف ومطبق بالنسبة لشركات النفط العاملة، هل ستطالبون بتطبيقه؟

- طالبنا بتطبيقه، ولكن لتطبيق هذا المبدأ لا بد من الحصول على المال الكافي لتغطية حصتنا من الأسهم، وبالتالي يصبح المبدأ ساريا.

• المعادن الأخرى.. قيل أن هنالك يورانيوم وأن الشركة التي قامت بالتنقيب متواطئة في عدم الكشف عنه؟

- قيل ذلك، ولكن لست متأكدا من وجود يورانيوم، قال لي صديق (صمت لحظة.. ثم ضحك طويلا) أن اكتشاف اليورانيوم شيء خطر.

ولكن لدينا معادن أخرى أصبحنا متأكدين من وجودها مثل المغنيزيوم والنحاس وأنواع أخرى قريبة من البلاتينيوم ولا يزال البحث جاريا.

• لا أعتقد أنكم تفكرون بإقامة صناعات حاليا؟

- ما عدا صناعة السمك، هنالك شركة أميركية اتفقنا معها على إقامة مصنع لتعليب السمك وتصديره قال لي مدير الشركة أن هناك اكتظاظاً بالسمك في بحر عُمان وخاصة في منطقة سحار وأن السمك يعيش في ضيق لأنه لا يجد مدى يتحرك به.

• ألا ترون جلالتكم أنه لا بدّ من التعاون العربي لدعم أي مجهود داخلي أو مواجهة أي خطر خارجي؟

- الدول العربية كل دولة لديها متاعبها، وكل دولة لها اتجاهها. عندما نقول العرب.. من نكون نعني بذلك؟ مجموعة اتجاهات ولا أحد يقبل باتجاه الآخر.

• يقال إن الإنجليز يغذون حركة ظُفار ليتسنى لهم الاستمرار في عُمان؟

- هذا غير صحيح، والذين يقولون بهذا الاستنتاج ينطلقون من فكرة أن بريطانيا تريد استمرار الحرب لتصرّف سلاحها. ولكن المعروف هذه الأيام أن السلاح يستورد من عدة مصادر، ونحن نعتمد على دول السوق الأوروبية المشتركة لشراء السلاح منها وخاصة بلجيكا، وقليل جدا من السلاح نشتريه من بريطانيا.

• للإنجليز مصلحة في استمرار الخبراء..

- الخبراء عددهم محدود ونحن قادرون على إخراجهم بكلمة واحدة، وقد أخرجنا فيما مرّ أي شخص غير مرغوب فيه، حصل هذا. هم يعملون تحت إمرتنا ولخدمتنا.

• من تعاملنا مع الإنجليز في المنطقة العربية، أستطيع أن أقول أن علاقتهم مع العرب مبنية على الغدر ولا أدلَّ على ذلك من موقفهم من الحسين بن علي ومن قضية توحيد العرب، ووعودهم الكاذبة التي أدت إلى تمزيق الوطن العربي.

- نحن مضطرون للتعامل مع جهة تخدمنا حتى نتمكن من الاعتماد على أنفسنا، ولمعرفتنا بالإنجليز وطرق التعامل معهم فإن هذا التعامل أسهل من التعامل مع أي جهة أجنبية أخرى لها أطماع ومخططات، ونحن نرجو أن نتمكن من الاعتماد على أنفسنا في فترة قصيرة.

• نشر قبل مدة أنه تم اكتشاف أسلحة في مسقط ومطرح وسحار ونزوى وأكثر المدن العُمانية، وقيل إنه تمت استقالات واسعة؟

- نعم تم اكتشاف أسلحة من كافة الأنواع وبكميات، وتم اعتقال التنظيم الذي وراء تسريب هذه الأسلحة للداخل وعددهم 70 شخصا.

ولكن، أنت تعلم أنه حتى في بريطانيا أو في أي دولة في العالم لديها جيش قوي يتم اكتشاف أسلحة ويتم تفجيرات، وبرغم هيمنة إسرائيل العسكرية فإننا نسمع كل يوم من أخبار تتعلق بانفجار قنبلة أو اكتشاف أسلحة.

نحن مطمئنون، وسنبني جيشا قويا إن شاء الله، لأنه دون الأمن والاستقرار لا يمكن إتمام عملية البناء.

كان هذا آخر ما قاله السلطان قابوس بن سعيد آل تيمور لـ«الرأي»، وكان حديثه هادئا بسيطا. كان دائم الابتسامة، وكان مؤمنا بأنه سيستطيع أن يحقق لعُمان الاعتماد على النفس وأن يتغلب على هموم البناء الداخلي ومتاعب الإزعاجات الخارجية كما يسميها جلالة السلطان.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012