أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


الأردن وفلسطين في خندق المواجهة للسياسات الصهيو أمريكية

بقلم : علي ابو حبلة
29-01-2020 06:32 AM

إعلان ترمب عن صفقة القرن هو محاوله بائسة للتغطية على الجرائم والتهم التي تلاحق كلا من ترمب ونتنياهو، وهي بمثابة هديه لنتنياهو لتسويق حملته الانتخابية وتشكيل حكومة وحده وطنيه مع ازرق ابيض لضمان عدم ملاحقته، وللتعريف بكلمة صفقة وتعني «معاملة» وكلمة :- صفقة :- تدل على نقل السلع أو الخدمات من شخص لآخر. وحين تتعلق الصفقة بالدفع أو الخدمات تسمى صفقة نقدية. وحين يؤجل الدفع إلى تاريخ لاحق فهي صفقة ائتمانية. وإذا أبرمت صفقة آلياًّ فإنها تخضع قبل تسليم الورقة المالية المباعة لعملية مقارنة للتأكّد من أن كلّ عملية بيع تقابلها عملية شراء كما تخضع لعملية تدقيق كامل، وتعني بالانجليزية:post - trade processing، وبموجب التعريف لا توجد صفقة بغياب الطرف الأساس الفلسطيني.
قدر الأردن أن يكون في خط المواجهة الأول للدفاع عن فلسطين والقدس كيف لا وهو صاحب الوصاية الهاشمية على القدس منذ عشرينات القرن الماضي، قالها الشريف حسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى «لا أقبل إلا أن تكون فلسطين لأهلها العرب، لا أقبل بالتجزئة، ولا أقبل بالانتداب، ولا أسكت وفي عروقي دم عربي عن مطالبة الحكومة البريطانية بالوفاء بالعهود التي قطعتها للعرب، وإذا رفضت الحكومة البريطانية التعديل الذي اطلبه فإني أرفض المعاهدة كلها، لا أوقع المعاهدة قبل أخذ رأي الأمة».
الملك عبد الله الثاني متمسك بالثوابت الاردنيه و»اللاءات الثلاث» للأردن على صفقة القرن، ورئيس الوزراء، عمر الرزاز يؤكد، أن ثوابت الاردن واضحة تجاه القضية الفلسطينية، وتترجمها «اللاءات الملكية الثلاث» حول التوطين والوطن البديل والقدس. وتصريحات الرزاز كانت غداة ترمب الإعلان عن صفقة القرن.
«هناك إجماع وطني أردني بين القيادة والشعب على الثوابت الوطنية التي لا يستطيع أحد اختراقها، فالأردن تجاه فلسطين محصن سياسيا ويقف سدا منيعا في وجه أي محاولة للمساس بالقدس وفلسطين وضد سياسة الوطن البديل.
كانت القدس تعني بالنسبة لجلالة الملك المؤسس عبدالله الأول كل شيء ويرخص الروح في سبيلها، فلا معنى بنظره للحياة دون القدس فهو يفضل الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن القدس على أن يراها محتلة من اليهود.
الملك عبدالله الثاني مصر على موقف الاردن «الثابت» من تحقيق السلام الذي يجب أن يكون مبنيا على القرارات الدولية، وعلى أساس قيام دولتين جنبا إلى جنب، إسرائيل وفلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967، مع حل عادل للاجئين الفلسطينيين في العالم.
«صفقة القرن» تشكل خطر «وجوديا» للقضية الفلسطينية وتأتي في سياق مخطط صهيو أمريكي لتهويد القدس ووادي «نهر الأردن»، ومناطق سي التي تقيم عليها إسرائيل مستوطنات لتضمها بموجب مضمون ونقاط ما تتضمنته صفقة القرن.
ترمب بموجب الصفقة ضرب بعرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية وأطاح بمبادرة السلام العربية وكل المبادرات التي جميعها كانت مرجعيتها إقامة دوله فلسطينيه مستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 بما فيها القدس،» وصفقة القرن « تصفيه ممنهجه للقضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
الأردن لن يقدم على تقديم تنازلات عن موقفه الثابت ويرفض «صفقة القرن». وينسق مواقفه مع قيادة منظمة التحرير وقدر الأردن وفلسطين أنهما في خندق المواجهة للسياسات الامريكيه وكل المؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأردن ماض في الثبات على موقفه وكذلك الموقف الفلسطيني لرفض صفقة القرن وإسقاطها.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012