أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


لقاء عنتيبي... ما الذي دار في رأسي الرجلين؟

بقلم : عريب الرنتاوي
05-02-2020 06:32 AM

ما الذي كان يدور في رأسي الرجلين وهما يتجهان خلسة، وتحت جنح ليل بهيم، إلى عنتيبي – أوغندا:
عبد الفتاح البرهان وبنيامين نتنياهو، وما الذي دفع بهما للاستجابة لجهود الوسطاء والسماسرة الكثر، المكشوف منهم والمستتر، من أعد منهم للقاء ومن صادق وبارك وأثنى، ومن وعد من بعيد بالخير العميم للسودان ومستقبل وضعه على اللائحة الأمريكية السوداء للدول الراعية للإرهاب؟
بالنسبة للبرهان، يستكمل الرجل و»يطور»، ما كان سلفه المخلوع قد بدأه من خطوات متواضعة وخجولة على طريق التطبيع، فالخرطوم في أواخر عهد البشير، أصدرت أكثر من إشارة على نيتها التقرب من إسرائيل والتقارب معها ... فتح أجواء بلاده لعبور طائراتها، وأحدث استدارة كاملة في خريطة مواقفه وتحالفاته العربية والإقليمية والدولية.
عينا الجنرال متسمرتين على الاعتراف الأمريكي بشرعية نظامه، والذي هو خليط غير متجانس من حكم «الجنرالات» و»الثوار»، تلعب فيه المؤسسة العسكرية دوراً مقرراً، متكئة إلى «قوات التدخل السريع» التي ارتبطت بأكثر من صلة قرابة مع جماعات «الجنجويد» ذات الأدوار، ذائعة الصيت في دارفور ... رفع اسم السودان من القوائم السوداء، وتسهيل عودة العلاقات بين واشنطن والخرطوم، هو الهدف المباشر الأول لهذه القفزة التطبيعية الكبرى، التي تأتي – من أسف- قبل أن يجف حبر البيانين الختاميين لاجتماعي الخرطوم وجدة الطارئين حول «صفقة القرن»، انسجاماً وتساوقاً مع نهج حكومات باتت تنظر للتطبيع مع إسرائيل بوصفها هدفاً وضمانة وشرط وجود.
لكن الهدف الأهم، والأبعد مدى، لهذه الخطوة / المغامرة، إنما يكمن في مكان آخر، في نوايا الجنرالات البقاء في السلطة إلى الأبد، بعد أن وصولوا إليها «على ظهر» واحدة من أنبل الثورات الشعبية والاجتماعية السودانية ... طريق العسكر للحكم والبقاء فيه، يمر بتل أبيب، وغداً – ربما - بنقل السفارة إلى القدس، والقاعدة التي تحكم سلوك الأنظمة المطعون في شرعيتها: «كُن مع إسرائيل ولا تبالي».
أما نتنياهو، فهو يسابق الزمن قبل الوصول إلى استحقاق الانتخابات المبكرة الثالثة في الثاني من آذار المقبل، استعجل الكشف عن صفقة القرن، روّج لاختراقات في علاقاته مع أفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، ويروّج لنجاحات وشيكة في عواصم لم يسبق لها أن أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مستثمراً «لحظة ترامب» في البيت الأبيض، لوضع ثقل الدولة الأعظم، خلف مرشح اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة.
لم تكن صدفة أن يكون أول المتصلين بالبرهان لتهنئته على لقائه التطبيعي مع نتنياهو، هو مايك بومبيو، وأن تكون أول دعوة لرئيس المجلس العسكري لزيارة واشنطن، قد جاءت بعد سويعات فقط، من لقاء عنتيبي .... ودعونا نستعد نفسياً من الآن، لمفاجآت محتملة مع جنرالات عرب آخرين، يعانون نقصاً حادا في الشرعية، ويخضعون لضغوط سماسرة ووسطاء من الطينة ذاتها، ليس بهدف التقرب من واشنطن فحسب، وإنما من تل أبيب أساساً، عملاً بالقاعدة الذهبية: «الطريق إلى قلب واشنطن يمر بالمعدة الإسرائيلية».
ولست أستبعد أن يكون اختيار عنتيبي مكاناً للقاء البرهان- نتنياهو الأول، قد كان مقصوداً، ومطلوباً من نتنياهو، فهذه المدينة الأوغندية القريبة من ضفاف بحيرة فيكتوريا، شهدت في العام 1976، مصرع شقيق نتنياهو الكولونيل جوناثان نتنياهو، على أيدي مجموعة فدائية، كانت تتبع لجماعة وديع حداد ... لكأني بنتنياهو – رئيس الحكومة، يريد أن يثأر لدماء نتنياهو – الكولونيل، وإن بعد مرور ما يقرب من نصف قرن على تلك الواقعة... ولكأني به يسخر من عاصمة «اللاءات الثلاث» الأشهر في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012