أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


المياه وتحديات التخزين والحماية

بقلم : د.صبري الربيحات
16-02-2020 03:17 AM

مياه الأردن شحيحة جدا ومع ذلك فإن إدارتها تثير أسئلة كثيرة تحتاج إلى تأمل واجابات وافية. من مجموع ما يهطل على الأردن من الامطار فإن طاقة التخزين السطحي لا تتجاوز 345 مترا مكعبا في السدود والحفائر المنتشرة على خريطة البلاد، إلى جانب ذلك يجري الاعتداء اليومي على مصادر المياه بأساليب السرقة والتخريب على طول الخطوط الناقلة والتلويث بالمياه العادمة احيانا وبإلقاء كميات من المياه القذرة والفضلات في مجرى السيول واحواض السدود.

مع وجود وزارة للمياه واخرى للبيئة والعديد من سلطات الرقابة واجهزة التنفيذ الا ان هذه الممارسات لم تتوقف ففي الاسابيع الماضية ضُبطت اعداد من الصهاريج المخصصة للجور الامتصاصية وهي تلقي حمولاتها في مجاري السيول التي تغذي السدود. امام هذا الواقع المزعج فمن غير المتوقع ولا المقبول استمرار هذه الاوضاع دون معالجة جذرية تضع حدا لهذه الممارسات وتضمن سلامة وصحة هذا المورد الاساسي والحيوي.

في كل موسم شتاء تتوجه الانظار نحو مراكز الارصاد ويتابع الجميع بشغف واهتمام التنبؤات والنشرات الجوية. الهطول المطري يسعد غالبية الناس ويحسن قدرة السلطات على مواجهة الازمات المائية التي تتفاقم مع بداية الصيف من كل عام. خلال الموسم الحالي تجاوز مجموع الهطولات المطرية المتراكمة المعدل السنوي للهطول لنفس الفترة ليصل إلى ما يقارب الـ 120 % في بعض المناطق.

بالنسبة للمعنيين في تتبع الهطولات وتوزيعها وآثارها على الزراعة الحقلية والاشجار المثمرة والرعي وتغذية المصادر الجوفية يعتبر هطول 8,2 مليار متر مكعب سنويا مطابقا للمعدل الذي يحسب بعد استخراج متوسط الكميات للثلاثين سنة الاخيرة. ومع وجود تفاوت بين عام وآخر الا ان الناس يتفاءلون عندما يلامس هطول الموسم معدل الهطول السنوي.

البيانات التي رصدتها وزارة المياه تشكل قاعدة مهمة يمكن استخدامها في مراجعة السياسات والاستجابة المناسبة للتحولات التي طرأت على المناخ وتوزيع الهطولات. فمن غير المعقول ولا المقبول ان تبقى سعة سد الواله على ما هي عليه اذا ما علمنا انه يفيض عدة مرات خلال الموسم الواحد. وفي حالات أخرى تجمع المياه وتخزن في السدود والحفائر لتتبخر دون الافادة منها في تطوير وتحسين البيئة والزراعة في المناطق والاماكن التي تحيط بها.

في لقاءات سابقة مع وزراء المياه والري طالب الاهالي في كثير من البلدات والقرى الجنوبية بإنشاء سدود في الاودية المحيطة بالبلدات والقرى التي يقطنونها. في كل مرة تأتي الاستجابة رتيبة ومغلفة بأن الدراسات وكميات الهطول لا تبرر ذلك.

الشواهد العملية تفيد بأن الكثير من الافتراضات التي تبنى عليها السياسات بحاجة إلى مراجعة. في المناطق المرتفعة يمكن ان تؤدي كميات الهطول إلى جريان الاودية لتذهب بعيدا عن المكان غير تاركة اثرا يذكر على البيئة واهلها.

بالتزامن مع الهطول المطري يصر العديد من اصحاب النفوس الضعيفة وبلا حس بالمسؤولية على تفريغ حمولات صهاريج النضح في مجاري السيول ملوثين أحد أهم مصادر المياه التي يجري استخدامها لغايات الشرب والزراعة.

الجرائم التي يرتكبها البعض بحق الوطن والسلامة العامة تحتاج إلى اجراءات رادعة تتجاوز الغرامات وكتابة تعهدات. الجرائم التي ترتكب بحق البيئة تحتاج إلى مراجعة جدية من السلطات التي تمنح التراخيص لهذه الصهاريج وايجاد وسائل واساليب جديدة للتتبع والمراقبة والمحاسبة.

من الضروري ربط جميع الصهاريج بغرفة عمليات ترصد وتدير حركتها. في العالم هناك انظمة الكترونية للتتبع ولا بد للصهاريج ان تحافظ على سجلات تبين مسارات انتقالها والاماكن المخصصة للتفريغ واوقات الرحلات ومساراتها وبغير ذلك فإن الاعتماد على أخلاق واحكام الاشخاص الذين يديرون هذا القطاع لا يحقق الاهداف المرجوة. لإحداث تنمية متوازنة لا بد من التوسع في الحصاد المائي وتطوير المصادر المتوفرة والمتاحة وزراعة الاشجار فالحفائر التي تجمع مئات آلاف الامتار تفتقر إلى خطط ادارة واستثمار والكثير من السدود غير محاطة بغطاء نباتي.

استمرار الوضع الحالي يشجع البعض على تكرار المخالفات والتسبب في كوارث بيئية. في ضوء تداخل المهام والمسؤوليات بين عدد من الوزارات والاجهزة تضعف الرقابة ويزداد جشع اصحاب الصهاريح ومن غير المتوقع ان تتبدل الاوضاع، الأمر الذي يجعل احد أهم مواردنا في خطر ويعرض صحة وسلامة الانسان لتهديدات يمكن تلافيها.(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012