أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المبيضين: لم يعاقب أي أردني للتضامن مع غزة وزير الأشغال يتفقد مشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري 170 مركبة تطبيقات ذكية جديدة في الربع الأول من العام محافظة يكشف تفاصيل التوجيهي الالكتروني .. واختبار الجامعة بـ4 مواد فقط أورنج الأردن ووزارة الصحة تحتفيان بدور الإبداع والابتكار في القطاع الصحي في ملتقى الابتكار العمل: زيارات تفتيشية لـ 7539 منشأة حررت خلالها 1004 مخالفات الجمارك تحبط محاولة تهريب 73500 حبة كبتاجون في مركز حدود جابر تحديد موعد وأماكن انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - جدول الإفتاء تصدر اكثر من 39 ألف فتوى خلال شهر رمضان أكثر من 12 ألف عملية لعلاج السمنة في الأردن سنويا 39% نسبة الإنجاز في تركيب عدادات الكهرباء الذكية إنجازات قطاعي الصناعة والتجارة خلال الربع الأول من 2024 في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث انخفاض سعر الذهب نصف دينار في السوق المحلي سياحة الرحلات تنعش محافظات الشمال ضبط مركبة تسير بسرعة 195 على طريق المطار
بحث
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


بعض الأردنيين يكشفون مكنون نظرتهم الحقيقية للمعلم .. وهناك حل!
21-02-2012 08:00 AM
كل الاردن -

 
alt

د. علي المستريحي

بينما تقترب نهاية الاسبوع الثاني لاضراب المعلمين الذي يأتي بمنتصف شباط العاصف البارد، ترتفع درجة حرارة الشد والجذب بين الحكومة والمعلمين، وينقسم الأردنيون بين معارض للاضراب، ومؤيد لمطالب المعلمين وفئة ثالثة حائرة منتظرة "الفرج"، داعية الله أن "يأتي بالعواقب السليمة".

ويبدو أن هناك اعتراف مبدأي من كل هذه الفئات بحق المعلمين بتحسين ظروفهم المعيشية نتيجة لما لحق بهم وبمهنتهم (وبالنظام التربوي التعليمي بكل مكوناته) من تهميش وعمليات هدم عمياء جاهلية، صبغت العقد الماضي من العمر التعليمي للأردن، بكل النواتج السلبية لتلك المرحلة التي انعكست بنظرة المجتمع السلبية للمعلم وللطالب وللمؤسسة التربوية ولمؤسسات التعليم العالي ومؤسسات التوظيف العام والخاص، داخل الأردن وخارجه من الدول المستقطبة للعمالة الأردنية.

ومع اعتراف هذه الفئات بحق المعلم بحياة أكثر كرامة، نجد عددا ليس بقليل (من الناس والحكومة) يقدمون وصفا صلفا مقززا للمعلم لا يليق بمكانته، باعتباره – رغم كل التشوهات – المربي الثاني بعد الأهل لجيل بأكمله. وفي خضم هذا التردي، فمن المحزن والمؤلم معا أن نسمع في مجالس العامة وبعض محطات التلفزة والاذاعات المحلية وممن يعلقون على الأخبار في الصحف الالكترونية وبعض الساسة أنفسهم، من ينعت المعلم ب"الجاهل" و "الصعلوك" ويجرده من حسه وانتمائه الوطني، وأنه لا قيمة له ومن الممكن جدا "استبداله بقطعة غيار رديئة الصنع"، وأنه "بالتهديد" والوعيد سينصاع المضربون للأوامر "كالأرانب" (في اشارة لأحد المتصلين باذاعة محلية)، وأنهم كقطيع الأغنام علينا أن "نريهم العين الحمراء"!

ومن المثير للقلق والحزن معا أيضا أن الناس لا يعون أن المعلم هو "نتيجة" لسياسات حكومية جاهلة عمياء وليس "سببا" هو بذاته لتردي هذا الجيل. والمثير للأسف أيضا أن الناس تفقد بوصلة الربط بين تحسين أوضاع المعلمين المادية والنفسية للوصول لجودة أفضل من التربية والتعليم لأبنائهم. نعم، دعم المعلمين في مطالبهم هم دعم حقيقي لنا ولأبنائنا ولمستقبل الأردن أولا وآخرا.

تُرى من ينصف المعلم، ويرى أنه ضحية وليس جلادا، وأننا –كمؤسسات وأفراد- ساهمنا بهبوط مستوى هذه المهنة المقدسة؟ من منا يدرك حجم الضغوطات النفسية والمؤسسية عليهم؟ فهم مقيدون بنسبة محددة لرسوب الطلاب، ويشرف عليهم من كان كثيرهم من الفاشلين أصلا بالميدان وصلوا بطرق ملتوية، وتفرض عليهم سياسات تربوية متخبطة وطرق عمل تلقوها صما نسخا من دول غربية، فالاداريون في واد وهم في واد آخر بعيد! أما نحن الأهل، فكم منا يزور مدرسة ابنه ويحاسب ادارتها، ويسأل ابنه ومدرسة ابنه عن سبب عودته البيت الساعة العاشرة صباحا؟ لماذا لا يوجد لدينا مجلس من الحي المحيط بالمدرسة يقيّمها ويصنع سياساتها .. كم منا يؤثّر في مجتمعه ويخدم محيطه قبل أن يقدم نفسه مرشحا للانتخابات البلدية؟ أيها العاقلون، وجهوا نيران قذائفكم لكل هذا قبل قذق معلميكم بحجارة من سجّيل جعلت منهم عصفا تلوكه ألسنه من لا يفقهون بالتربية والتعليم شيئا!

أما الذين يستخدمون منطق أن هناك من يتربص للوطن للانقضاض عليه والصيد في الماء العكر الآسن للطلب من المعلمين انهاء اضرابهم، فهذا هو عين الهراء والهذيان .. هذا منطق الأنظمة الشمولية الخائفة الزائلة أو التي في طريقها للزوال .. المنطق ذاته الذي أوصلنا لحالة تفريخ شبكات من اللصوص والحرامية، نهبت الأردن ولم تذر أخضرا أو يابسا، وأوصلت هذا البلد الطيب أهله للدرك الأسفل من الحزن والأسى والضياع ..

ومثل هذه الدعوة أيضا، تلك التي تدعو المعلمين للثقة بالحكومة بتجزئة حقهم وترحيله للمستقبل المجهول. ومع اعترافنا –كما الكثيرون- بالبدايات الجادة لهذه الحكومة، دون سواها، بالتصدي للفساد ومحاربته، الا أن التجربة التي يمكن أن تُبنى عليها ثقة الناس (ومنهم المعلمون)، لم تنضج بعد ولم يكتمل بناؤها .. ففقدان الثقة الموروث بالحكومات السابقة لن يساعد كثيرا لمنح الثقة المسبقة لهذه الحكومة هكذا وبالمجان بأمل منهم أنها (ربما) حكومة تختلف عن سابقاتها؛ فعامل الزمن والتجربة هما المحددان لأي كان لاعطاء الثقة أو حجبها .. ففاقد الثقة لا يملكها أصلا كي يعطها. وهنا يتساءل الباحثان في شئون ادارة الشراكة (هوكسهام وفانغن، 2000م): "كيف لأحد أن يعط ثقته لآخر ان لم يكن هناك تاريخ مشترك من التعامل بالثقة المتبادلة بينهما؟". الأردنيون جميعا (ومنهم المعلمون) يريدون أن يروا نهاية سعيدة لما بدأت به الحكومة بمكافحة الفاسدين كمتطلب سابق للثقة بها!

ان ما قدمناه آنفا من تفسير لسلوك المعلمين بالاصرار على اضرابهم قد عززه كشفهم – ولأول مرة- للنظرة الدونية للكثيرين من مجتمعنا اليهم! ومع كل هذا، فالمعلمون هم من نسيج هذا الوطن، وهم يمثلون الانسان الأردني طيب الأخلاق والطبيعة، بامكانهم الرضى بأقل مما يطالبون به بكثير لو تفهم أصحاب القرار وعامة الناس مطالبهم .. وهنا ومن رحم هذا الوصف، نرى فرصة سانحة لحل يرضيهم ويرضينا جميعا:

فهل بامكان رئيس الحكومة أن يطل علينا بوجهه الأغر –وربما بجلسة مشتركة تجمعه بالنواب- معلنا تقديم راتبه لهذا الشهر (أو جزء منه) دعما للمعلمين، مهيبا وداعيا الموظفين (عامين وخاصين) بتقديم أي تبرع (ولو نصف دينار)، مخيَّرين لا مكرهين لذات الغاية؟ لنرى –اذ يفعلها رئيس الحكومة- كيف سيرد المعلمون! ثم نحكم بأنفسنا من لديه حس الانتماء لهذا البلد الأمين!

 




 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-02-2012 06:33 PM

nice

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012