سر العام 20 من كل قرن !

الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024

سر العام 20 من كل قرن !

بقلم : رشاد ابو داود
06-03-2020 04:57 AM

صار السؤال اليومي في العالم الآن ليس « كيف أنت اليوم ؟»، ولم تعد جملة « الطقس جميل اليوم « كمجاملة للتعرف أو « كيف الأولاد في المدارس؟» لترطيب الأجواء بين الجيران الذين لا يرون بعضهم الا عند باب المصعد و في الأعياد، بل اصبح السؤال : أين وصلت كورونا ؟
لا ادري من اختار هذا الاسم الموسيقي الجميل لهذا الفيروس اللعين الذي يفتك بالبشر دون ان يراه أحد ولا يوجد له حتى الآن علاج ووسيلة للمواجهة. ورغم كل ما يملكه العالم من جيوش واسلحة وطائرات ويخوض حروباً على قطعة أرض يقتل من اجلها الانسان اخاه الانسان، فانه يقف عاجزاً عن مواجهة فيروس أعمى لا يرى ولا يُرى بالعين المجردة، مجرد فيروس ينتشر باللمس والهمس والعطس.
الكل يدلي بدلوه ولا أحد يخرج السر من البئر، ثمة من يدعي المعرفة فيقول أن كويكباً صغيراً قريبا من الأرض، اسماه كوكب الأوبئة هو من ينشر كورونا.
ولماذا بدأ الهجوم على الصين ؟ أصحاب عقلية المؤامرة منقسمون، منهم من يقول إن الفيروس سلاح أميركي في اطار الحرب الاقتصادية بين البلدين والهدف تدمير الاقتصاد الصيني الذي ينافس اميركا على المركز الاول في عالم اليوم. القسم الثاني يقول العكس : الفيروس نشرته الصين نفسها لتربك الاقتصاد الاميركي ومعه العالم الراسمالي خاصة بعد أن حولت احتياطياتها من مليارات الدولارات الى أطنان من الذهب.
اما اصحاب التفسيرات الدينية فقد سارعوا الى استنتاج أن الفيروس غضب من الله على الصين لما فعلته بمسلميها الأيجور. وحين انتشر كورونا الى ايران وايطاليا وكل دول العالم تقريباً توقفوا عن تكرار نظريتهم.
علمياً احتار المختصون في تشخيص الفيروس. فقد كتبت صحيفة «نوليدج تايم» العلمية المتخصصة إن هناك وباء يضرب البشرية كل 100 عام وتحديداً في السنة العشرين، وذكرت التسلسل التاريخى للأوبئة، حيث ضرب الطاعون العالم فى عام 1720، والكوليرا فى 1820، والإنفلونزا الإسبانية فى 1920، واليوم ينتشر وباء الكورونا فى العام 2020.
وأوضحت الصحيفة أن الأوبئة المشار إليها تتبع نفس نمط الوباء الفيروسى فى الصين اليوم، وعلى الرغم من التاريخ الذي يكرر نفسه، إلا أن الصحيفة تساءلت: هل هناك منظمة ما تقف وراء انتشار هذا الفيروس؟!
ففى عام 1720، كان هناك وباء الطاعون المضاعف، والذى انتشر على نطاق واسع، وأُطلق عليه حينها «طاعون مرسيليا العظيم»، حيث تظهر السجلات أن البكتيريا قتلت حوالى مئة ألف شخص فى مرسيليا، ومن المعروف أن البكتيريا انتشرت عبر الذباب المصاب بهذه البكتيريا.
الوباء الثاني الكوليرا كان أول تسجيل له فى عام 1820، والذى بدأ من بلدان شرق آسيا، فى تايلاند وإندونيسيا والفلبين وتم تسجيل أكثر من مئة ألف حالة وفاة فى آسيا بسبب هذه البكتيريا، وتشير التسجيلات العلمية إلى أن الكوليرا بدأت من الناس الذين شربوا الماء من البحيرات الملوثة بهذه البكتيريا.
الوباء الثالث الإنفلونزا الإسبانية ضرب اسبانيا العام 1920، فى ذلك الوقت كان الناس يتعاملون مع فيروس إنفلونزا H1N1 الذى شهد طفرة جينية، مما جعله أكثر خطورة من الفيروس العادي، وأصاب هذا الفيروس 500 مليون شخص وقتل أكثر من 100 مليون فى جميع أنحاء العالم، وكان هذا الوباء الأكثر دموية فى التاريخ العلمي المسجل.
2020 ها هو الكورونا تزداد ضحاياه كل ساعة في اماكن متفرقة من العالم. تؤكد «نوليدج تايم» أن التاريخ يعيد نفسه كل 100 عام، متسائلة : هل هذه مجرد صدفة؟
وتشير الصحيفة إلى أن الصين تواجه حاليا وباء بأبعاد كبيرة؛ إذ إن خمس مدن فى الصين يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة أصبحت فى الحجر الصحي، وباتت معزولة تماما عن بقية العالم.
هل ثمة أمل ؟
بكين تقول إنها على وشك اكتشاف لقاح ضد الكورونا، ومساء الاثنين الماضي كشف نائب الرئيس الأميركي عن الموعد المتوقع للتوصل إلى علاج لفيروس كورونا، مشيرا إلى أن ذلك قد يحدث «على مرحلتين». وأعلن مايك بينيس أنه قد يكون بالإمكان التوصل إلى عقار بحلول هذا الصيف أو الخريف. وقال خلال مؤتمر صحفي: «اللقاح قد لا يتوفر حتى نهاية العام أو العام التالي، لكن العلاج لتخفيف آلام الأشخاص الذين يلتقطون الفيروس قد يصبح متوفرا بحلول الصيف أو بداية الخريف».
الى ذالك الحين،اذا نجح اللقاح، كم سيصل ضحايا كورونا ؟ أليس من الأجدى لهذا العالم أن يكف عن انتاج واختراع الأسلحة والبحث عن فيروسات قد تقتل الملايين في رمشة زمن؟!
الدستور - بالتزامن مع» البيان «الإماراتية