أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


لو " آمن " الناس , لأستقامت الحياة . بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
11-03-2020 05:01 AM

أعرف سلفا أن مقالا بهكذا عنوان , قليل قراؤه , فالناس في هذا الزمان المنفلت من عقاله بفعل الناس أنفسهم , يستهويهم ما هو دون ذلك, ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا زمان يختلط فيه الحابل بالنابل , وصدق رب العالمين سبحانه إذ يقول على ألسنة الملائكة ' أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ' .
والله الذي لا إله إلا هو ولا معبود سواه , لو آمن الناس حق الإيمان بوجود الخالق العظيم الذي يمهل ولا يهمل , يسمع ويرى ويراقب ويثيب ويعاقب في الدنيا والآخرة , لما أقدموا على قول أو فعل يغضبه جل في علاه .
الكثرة من الناس ساهون غافلون جرفتهم الدنيا الغرور بعيدا عن مخافة الله , والكثرة الأخرى غير موقنة أصلا بوجوده سبحانه , ولهذا هم اليوم في ضنك وصراع ونكد ومرض وجهل وتخلف وفقر وإقتتال على ما يتوهمونه سلطة مؤقتة وجاها زائفا ومالا زائلا ومكاسب لن يفوزوا بشيء منها ساعة يحين أجلهم ويوارون الثرى بين يدي خالقهم لسؤالهم عما جنت أيديهم , وما إقترفت ألسنتهم, وما أعظمه من سؤال جوابه فيه هلاك أو نجاة .
الإيمان الحق هو أن تعبد الله وكأنك تراه سبحانه , وإن لم تكن تراه فإنه يراك , وأن تتيقن من حقيقة عظمى لا أعظم منها حقيقة , وهي أن قدرة الله لا يمكن لعقل تصورها ,وأن رحمته جل جلاله وسعت كل شيء , وأن عذابه شديد وبطشه شديد في المقابل , فما نفع الدنيا الزائلة إن لم تفز بمحبة الله ورضاه تبارك وتعالى .
نصلي نصوم ونحج ونؤدي العبادات كلها , لكن الكثرة منا تؤديها ' وظيفيا ' فقط ,والسبب , أن قلوبنا لم يسكنها الإيمان حقا , ولهذا لا خشوع ولا خضوع في صلاتنا , وإنما هي مجرد ' طقس يؤدى ' ! .
قبل أن أنصرف , لو آمنا بالله خالقنا محيينا ومميتنا ومحاسبنا يوم الموقف العظيم , لأستقامت حياتنا وجنينا عزا ومجدا وراحة بال وسعادة , ولزال عنا النكد وشظف العيش والفقر والجهل والمرض, ولصرنا سادة في هذا الكوكب جزاء وكرما من رب رحمن رحيم . هو سبحانه وتعالى من وراء قصدي .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-03-2020 11:42 AM

شكرا لك على العمق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012