أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


حل مجلس النواب خطوة مهمة على طريق الاصلاح
22-02-2012 08:58 AM
كل الاردن -

alt
محمد حسن الصمادي
 لم يفاجىء ابناء الشعب الاردني بتصريحات جلالة الملك فيما يتعلق بحل مجلس النواب خلال هذا العام ، واجراء انتخابات وفقا لقانون انتخابي معدل يضمن حق غالبية الشعب الاردني في المشاركة والتمثيل ، وبما يحقق مشاركة فاعلة للاحزاب الاردنية للوصول لمجلس نيابي ممثل لكل اطياف الشعب الاردني ، وكذلك الوصول الى حكومة برلمانية تمثل الشعب الاردني في السلطة التنفيذية ، وكان قرار جلالة الملك مبني على حسه واستشعاره برغبة ابناء الشعب الاردني بضرورة حل المجلس النيابي الحالي واستيائهم الشديد من مماطلة وتباطوء غالبية نواب المجلس الحالي في تمرير بعض القوانين والتشريعات وبالاخص تلك التي تضمن تعديل منطقي وسريع لقانون الانتخاب تخوفا من اقتراب نهاية عمر المجلس ، ولضمان اطالة عمر هذا المجلس ما امكن حفاظا على مكتسباتهم ومنافعهم الشخصية ، وخير دليل على ذلك ما يحاك ويرتب من وراء الكواليس حول ترتيبات بعض النواب مع الحكومة الحالية لاعادة منح الرواتب التقاعدية لاصحاب السعادة النواب كمكافأة على اقل من عامين من العمل النيابي المتعثر ، علما ان اقرار الرواتب التقاعدية من جديد سيحمل الحكومة المزيد من النفقات غير المبررة والتي تصل الى عشرات الملايين ، لانها ستشمل النواب السابقين وبأثر رجعي ،
 وبكل تأكيد ستكون هذه الخطوة ملف جديد يضاف الى ملفات الفساد الكثيرة والتي ستكون بانتظار المجلس النيابي القادم اضافة الى عشرات القوانين المؤقته التي لم يتم مناقشتها واقرارها حتى هذه اللحظة من قبل هذا المجلس الموقر ،
 اضافة الى تخوف اصحاب السعادة النواب من المرحلة المقبلة التي ستكون بكل تأكيد مرحلة مختلفة كليا بسبب توقع دخول الاسلاميين هذه المرحلة بقوة ، خاصة انهم أكثر اطياف المجتمع الاردني تنظيما واكثرهم قبول لدى عامة ابناء الوطن ، وذلك واضح من خلال فقدان هؤلاء النواب لاعداد كثيرة من قواعدهم الانتخابية وتحولهم لتأييد الاسلاميين والانظمام لقواعدهم ، لقناعتهم بأن الاسلاميين هم اقدر القيادات على تجاوز المرحلة الحالية بما فيها من فساد وانتكاسات اهلكت الحرث والنسل ،
 وتخوف هؤلاء النواب من تقلص فرص كثير منهم مستقبلا ممن تسلقوا على اكتاف أبناء الشعب في الوصول الى كراسي المجلس النيابي ، في الوقت الذي اكتشف فيه ابناء الوطن فشل هذا المجلس في اداء ما هو مطلوب منه في مجال الرقابة والتشريع ، اضافة الى فشل من وصل منهم للمجلس على اساس خدماتي في ظل موازنة تقشفية ارهقتها متطلبات الربيع العربي والاعتصامات المتكررة المطالبة بالهيكلة وما يترتب عليها من استحقاقات مالية ، وكذلك في ظل ارتفاع قيمة فاتورة المستورد من النفط الخام على خزينة الدولة مع تخوف الحكومة من اجراء اي تعديل مباشر على اسعار المحروقات حتى هذه اللحظة لعدم قدرة المواطن على استيعاب اية زيادة في مستوى نفقاته المعيشية ، وايضا في ظل عدم كفاية الدعم الذي يقدم للاردن من الدول العربية الغنية وبالاخص الدول الخليجية الصديقة وكذلك الدول الاخرى
 وقد كان تواطوء وتباطوء هذا المجلس في اداءه لواجباته الرقابية والتشريعية واضح من خلال التركيز على تشكيل) 24 ( لجنة تحقيق في قضايا فساد مختلفة اضافة الى وجود) 14 ( لجنة دائمة داخل المجلس ، ضنا منهم ان عمل هذه اللجان سيدوم طويلا مما يضمن اطالة عمر المجلس، وضنهم ان تحقيقهم في قضايا الفساد المستشري والتي هي حديث المرحلة والشارع سيحسن من صورهم امام قواعدهم الانتخابية التي فقدت الثقة بهم ،
 يا اصحاب السعادة النواب ان حكمة القائد وادراكه الحقيقي لمتطلبات المرحلة ، وسعيه الدائم للسير بخطى ثابتة للوصول الى الاصلاح الحقيقي والمنشود قطع عليكم الطريق ، فلو كنتم جادين حقا في فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين لشكلتم لجنة تحقيق واحدة تغني عن كل هذه اللجان المسرحية الهزلية ، واللجنة المطلوبة هي لجنة تحقق مع القائمين على هيئة مكافحة الفساد انفسهم ، للوقوف على السبب الذي جعلهم يخفون او يتلكئون في فتح هذا القضايا الكبيرة والكثيرة من الفساد المستشري في اركان الدولة من سنوات طويلة ، وان اثبتت هذه اللجنة تواطوء القائمين على هذه الهيئة الحاليين والسابقين مع هؤلاء الفاسدين فالاولى تحويل هؤلاء للنائب العام بتهمة التستر على الفاسدين الذين ارهقوا كاهل المواطن ونخروا اركان الدولة ونهبوا مقدراتها ، لانهم يكونون شركاء في الفساد وعلى مبدأ ( حاميها حراميها ) ، وما قضية تبييض الاموال الا خير دليل على ذلك ،
 وان اثبتت اللجنة ان تردد هذه الاجهزة في فتح ملفات الفساد والفاسدين كان لاسباب خارجة عن ارادتها ومقدرتها ، كان الاولى اذا بالمجلس النيابي الوقوف على هذه الاسباب وازالتها حتى تتمكن هذه الاجهزة المعنية بمكافحة الفساد من قيامها بالواجب المناط بها بالشكل المناسب والمطلوب ، والا فما فائدة وجود هذه الهيئة وغيرها من اجهزة الدولة المعنية في مكافحة الفساد ،
 يا اصحاب السعادة نواب ال (111) صوت ثقة لقد خذلتم ابناء جلدتكم ، وكل من وضع ثقته بكم وعلق عليكم الآمال والاحلام ، حتى حرقتم انفسكم وسطرتم صفحة ....... غير مقبولة في تاريخ العمل النيابي ، مع يقيني بأن فيكم من كانوا عند حسن ظن ناخبيهم بهم ، وأهلا لثقتهم ، الا انهم كانوا كمن يسبح بعكس التيار في ظل تخاذل غالبيتكم ووصوليتهم ، ولهثهم وراء قضاياهم ومصالحهم الشخصية في الوقت الذي يتعرض فيه الوطن لازمة خانقة في كل المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي والاجتماعي .
 يا اصحاب السعادة درب اتودي ....... وانتم ايها الاسلاميين آن الاوان لكم ان تستعدوا لامتطاء صهوة الجواد فكونوا فرسان هذه المرحلة واتقوا الله في ابناء جلدتكم وكونوا اهلا للثقة واهلا لحمل الامانة والمسئولية ليبقى الاردن واحة أمن واستقرار وليكن شعاركم هو
 ( الله – الرسول – الوطن – وابناء الوطن الشرفاء وعلى رأسهم ملكنا المفدى عبدالله الثاني )

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012