22-02-2012 09:01 AM
كل الاردن -
محمد حيدر محيلان
ضمن عاصفة وزوبعة التوجيهي التي تثار كل فصل دراسي ويضطرب جراءها الجو المجتمعي باكمله ويتحول الى حالة طواريء وليس اهل الطلبة فحسب, بل المراكز الامنية والمستشفيات والسفارات العربية والاجنبية التي هي الاخرى تعلن حالة الطواريء وتعمم على رعاياها بضرورة البقاء بالبيوت لانها تعتبر يوم اعلان نتائج التوجيهي بالاردن (يوم دموي) اردني مع سبق الاصرار والتعصب. وكذلك تنتقل حمى النتائج الى كراجات تصليح السيارات والدفاع المدني جراء التفحيط والتشحيط والتدهور والتصادم وحالات الانهيارات العصبية والانتحار او محاولاته .اتسائل هل ما يزال التوجيهي كمرحلة دراسية , يستحق هذه المهرجانات والانفعالات التي تنتهي بمصائب وكوارث مجتمعية وحالات اضطراب سلوكي طوال العام على الاهالي والأسر؟؟ هل التوجيهي شيء عظيم يستحق هذا الجو المحموم وهذه الزفات والتعاليل والدبكات والفاردات الرعناء واطلاق الزوامير والابواق والالعاب النارية؟؟؟ ان هذه المهرجانات والانفعالات والمزايدات والمماحكات الكيدية والصبيانية من بعض الطلبة هم او أسرهم مباهاة ومحاكاة لابن فلان وعلان وليس حبا او تفوقا بالدراسة, لا تفتأ ان تنتهي بجلوس الناجح بالبيت او في الشارع لعدم قبوله في مؤسسة علمية اكاديمية عامة او خاصة,ربما لانخفاض معدل البعض او انخفاض دخل الاسرة ,وان حالفه الحظ ودخل الجامعه وبدأ مشوار المعاناة مع الدراسة والنفقات , فبعد التخرج يعود للبيت لينتظر وظيفة حكومية قد تاتي بعد عشرة اعوام ,حيث لدينا كل عام حوالي (80) الف خريج اين سيذهب هؤلاء واي وظائف حكومية تستوعب هذا العدد ؟؟؟.اعود لاكرر هل تعبر نتيجة التوجيهي عن نجاح او فشل حياتي يستحق بعدها ان يقرر الطالب اقامة مهرجان احتفالي اوان يترك الحياة وينتحر؟؟؟؟ اقول ذلك بعد ان تم تسهيل معايير النجاح لدرجة ( تمييع) معايير واسس النجاح في التوجيهي وتمديد المرحلة لعدة فصول والسماح بتأدية الاكمال واسقاط معدلات مواد من حساب المعدل وغيرها الكثير !! وبعد ذلك لا اضن ان من يخفق (لعدم ميوله وقدرته العلمية ) ويصر على نيل شهادة التوجيهي الا مكرها من قبل الاهل او تباهيا ومجاراة ومشابهة لفلان , الا دفع له في طريق الفشل والاحباط والتعطيل عن العمل المنتج . والاولى ان يبحث الاهل عن اماكن وملكات الابداع والتفوق في ابنائهم عدا التحصيل العلمي لان الله اودع بكل انسان ملكة ابداعية لا تتوقف على النجاح في التحصيل الاكاديمي , وتتعداه للنجاح والابداع في الانتاج المهني الصناعي والزراعي والتجاري والخدماتي, وكثر هم الناجحون والمتفوقون في اعمالهم الخاصة والذين اغنوا الوطن بنجاحاتهم العملية , وليسوا يحملون درجة (التوجيهي الناجح) لانه ليس معيار نجاح للعمل والعطاء المجتمعي والتفوق الحياتي. متى سيعتبر الشعب الاردني ان التوجيهي ليس الا صف مكمل لما قبله من الصفوف الاخرى؟؟؟ . والنجاح وعدمه يجب ان يمر بسلاسة وبسلوك حضاري واعي لا يتجاوز البيت او الاسرة. ان (التوجيهي ) كقيمة او مفهوم اجتماعي وكيفية التعامل معه اصبح بحاجة الى تعديل سلوكي على مستوى المجتمع ككل. فمن يعلق الجرس؟؟؟