أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


رعب كورونا يعم الفنانين .. وخسائر تاريخية لهوليوود

15-03-2020 08:15 AM
كل الاردن -
منذ ستينيات القرن الماضي، واجه جيمس بوند أخطر وأبشع أشرار العالم وهزمهم، لكنه فشل مؤخرا في الصمود أمام عدو غير مرئي، أجبره على تأجيل موعد إطلاق الجزء الأخير من سلسلة أفلامه، «لا وقت للموت»، من بداية شهر أبريل/نيسان الى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
ذلك العدو هو فيروس «كورونا»، الذي عجزت الدول بأكملها حتى الآن عن التصدي له. وما زال ينتشر في أقطار العالم بسرعة هائلة ويصيب آلاف البشر ويفتك بالمئات يوميا، مما دفع مؤسسات بعض الدول الى إغلاق دور العرض وإلغاء المهرجانات والمؤتمرات السينمائية. ما أسفر عن خسارات فادحة لصناعة الأفلام.

في حديث مع، كيتي كيلي مارتين، مديرة الترويج في ستوديو «أم جي أم» الموزع لفيلم بوند قالت: «لم يكن هناك حل آخر. لقد كلفنا التأجيل ما يقارب خمسين مليون دولار، لكن الخسارة ستكون أكثر من ذلك بكثير إذا أطلقنا الفيلم في وقت أُغلق فيه عدد كبير من دور العرض العالمية».

أول معركة خسرها «بوند» أمام هذا الفيروس، كانت في الصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في شهر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي في منطقة ووهان. ففي شهر فبراير/شباط، أُعلن عن إلغاء حفل عرضه الأول هناك، الذي كان مقررا في اوائل أبريل/نيسان، بالإضافة إلى تأجيل إطلاق الفيلم في دور العرض الصينية.

السوق الصينية – التي وصل دخلها العام الماضي تسعة مليارات ومئتي مليون دولار، وكان متوقعاً أن تتفوق على السوق الأمريكية هذا العام لتصبح أكبر سوق في العالم – شهدت أضخم الخسارات، إذ هبط دخلها في شباك تذاكر دور العرض ما يقارب ملياري دولار فقط مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، وذلك بسبب إغلاقها من قبل السلطات للحيال دون انتشار الفيروس.

لهذا اضطرت استوديوهات هوليوود أن تؤجل إطلاق أفلامها هناك. من ضمنها الأفلام التي برزت في جوائز الأوسكار مثل «جوجو الأرنب»، «ألف وتسعمئة وسبعة عشر»، «نساء صغيرات» و»قصة زواج»، فضلا عن أفلام الإثارة الضخمة مثل «المرأة الخارقة» و»الرجل الخفي» و»سريع وغاضب».



** «ديزني» الخاسر الأكبر

لكن شركة ديزني تبقى الخاسر الأكبر جرّاء تفشي الوباء في الصين، إذ أٌجبرت على تأجيل إطلاق «مولان»، الذي كلفها انتاجه 200 مليون دولار. وهو أول فيلم لها يطرح قصة من التراث الصيني حول فتاة تهزم أعداء بلدها وتنقذ ملكها من الموت، ويقوم ببطولته أبرز نجوم السينما الصينية.

كما أجلت اطلاق فيلم الانيميشين «الى الأمام» ويبدو أنها سوف تأجل اطلاق فيلم مارفيل «أرملة سوداء»، الذي سينطلق في دور السينما في شهر مايو/أيار المقبل. فضلا عن خسارة مئة وخمسين مليون دولار، بسبب إغلاق منتزهات ملاهي ديزني هناك. لهذا هبطت أسهمها في «وول ستريت» ثلاثة وعشرين في المائة.

وازدادت خسائر صناعة الأفلام عندما تفشى الكورونا في أقطار العالم الأخرى، التي ردت أيضا باجراءات مشددة وأغلقت بعضها دور العرض ومنعت التجمعات، مما أسفر عن إيقاف تصوير عدة أفلام مثل فيلم توم كروز، «مهمة مستحيلة»، في فينيسيا الإيطالية وفيلم، «طائر الباز وجندي الشتاء»، في براغ، وتأجيل أو إلغاء المؤتمرات والمهرجانات السينمائية، من ضمنها أول مهرجان سينمائي سعودي هو البحر الأحمر، الذي كان سيعقد هذا الشهر، بحضور نجوم هوليوودين وعالميين وعرب.

«تأجيل مهرجان البحر الأحمر كان صدمة للسينما العربية والمخرجين العرب»، يقول المنتج ومدير مهرجان القاهرة السينمائي، محمد حفظي «المهرجان جاء لتعبئة الفراغ الذي تركه إلغاء المهرجانات الخليجية في الأعوام الأخيرة. فهو كان فرصة منتظرة للسينمائيين العرب لطرح مشاريعهم أمام الممولين من أجل الحصول على دعم مادي لانتاجها أو عرض أفلامهم والترويج لها».

عشرات المهرجانات والمؤتمرات السينمائية والتلفزيونية والموسيقية واجهت مصيرا مشابها في أقطار العالم الأخرى، على غرار مهرجان وسوق هونغ كونغ للأفلام ومهرجان براغ السينمائي ومؤتمر التلفزيون في كانّ الفرنسية، وأحد أهم المهرجانات الأمريكية ساوث باي ساوث ويست في مدينة أوستين، مما أسفر عن خسارات فادحة لتلك المهرجانات، التي استثمرت أموالا طائلة في الترتيبات لها، وصناع الأفلام، الذين خسروا تكاليف السفر والسكن.



** الإلغاء لا يؤثر كثيراً

إلغاء المهرجانات لا يؤثر كثيرا على استوديوهات هوليوود، لأنها تملك منصات دعاية وترويجية خاصة بها، لكنه يمثل صدمة كبرى للأفلام المستقلة، وذلك لأن المهرجانات تعتبر منصتها الترويجية والإعلامية الوحيدة والبوابة للأسواق العالمية، وبدونها تغرق تلك الأفلام في بحر النسيان.

لكن الخوف الأكبر هو إمكانية إلغاء أعرق وأهم مهرجان سينمائي وهو الفرنسي كان، الذي مقرر عقده في منتصف شهر مايو/آيار المقدم ويجذب أكثر من مئة ألف شخص. مسؤولو المهرجان ما زالو يرفضون الاستسلام، رغم منع الحكومة الفرنسية مؤخرا التجمعات التي تتعدى الألف شخص، علما أن قاعات عروضه تتسع لأكثر من ألفي شخص.

المستفيد من هذا الوباء هو شبكات البث الالكتروني وعلى رأسها «نيتفلكس»، التي أرتفعت أسهمها مؤخرا ما يقارب 13 في المئة، وذلك لأنها باتت وسيلة الترفيه الوحيدة للجماهير التي تخشى الخروج من بيوتها.

وفي إيطاليا، التي فرضت الحجر المنزلي على سكانها الـ 60 مليونا، وصل عدد مشاهدي مسلسل تلفزيون عن المافيا إلى 19 مليون مشاهد. ومع ذلك، باءت كل محاولاتي في الحصول على تصريحات من المسؤولين ومدراء استوديوهات هوليوود بالفشل. فمديرة الترويج في شركة «ديزني» قالت إنهم لا يريدون إثارة البلبلة بين جماهير السينما، لأنهم لا يعرفون ما سيحدث في المستقبل القريب وأنهم رهينة في أيدي السلطات، التي تقرر إغلاق أو فتح دور العرض. أما مسؤولو «نيتفلكس» فلا يريدون التبجح باستفادتهم من كارثة إنسانية.

«لا أحد يعرف شيئا»، يقول طوني انجولاتي، مستشار شركتي «ديزني» و»يونيفرسال»: «الأحداث تتطور بسرعة هائلة وتجبر المسؤولين على تغيير قراراتهم في كل لحظة لهذا لا يمكن لأحد أن يتعهد بشيء».

فعلا الاحداث تتطور بسرعة هائلة لدرجة أنه أثناء كتابتي هذا المقال، صرح النجم الهوليوودي، توم هانكس، أنه وزوجته أُصيبا بالكروونا في أستراليا. الخبر صدم هوليوود، وذلك لأن هانكس يعاني من مرض السكري، مما قد يعرضه لتعقيدات صحية خطيرة.

وبعد هذا الخبر دب الرعب في أوساط الفنانين وأسرهم في هوليوود، وفرض نوعا من العزلة لدى الكثيرين.

خسائر صناعة الأفلام تقدر حتى الآن بما يقارب أربعة مليارات دولار، لكن مصدر قلقها الأكبر هو عدم التيقن. فهي الآن في حالة انتظار ظهور بطل من الواقع ينقذها وينقذ أفلام ابطالها الخياليين من عدو لا يمكن هزمه بالمؤثرات الخــاصة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012