اهوال يوم القيامة

الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024

اهوال يوم القيامة

بقلم : محمد سلامة
19-03-2020 05:25 AM

العالم شعوبا وحكومات من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يعيش أهوال يوم القيامة ،فهو كالنار في الهشيم ما زال فيروس كورونا (كوفيد 19) يواصل انتشاره في أرجاء المعمورة، فقد أعلنت (164) دولة اتخاذ إجراءات لمواجهته،وبلغ عدد الإصابات نحو مئتي ألف توفي منهم حتى كتابة هذه السطور نحو ثمانية آلاف، فيما التقديرات تؤشر إلى أن مئات الملايين ربما يصابون به، وأن ملايين قد يلقون حتفهم، وأن الوصول إلى لقاح فعال قد يستغرق أكثر من عام ،وبعبارة أخرى إنها أهوال يوم القيامة الجديدة للعالم.

يوم الاخرة..هو آخر يوم للبشرية كلها على هذا الكوكب، ويوم القيامة هو اليوم الذي يليه بعد الممات تحيا للحساب،والأهوال هي مخاض البعث الجديد، والبشرية اليوم تعيش هذين اليومين، فاجراءات العزل والحجر الصحي والاستنفار العالمي للجيوش العسكرية ولكل مقوماتها الطبية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمواجهته لم تفلح حتى اللحظة في احتوائه والسيطرة عليه،وما نسمعه عن كارثة عالمية لا تقل خطورة عن حرب عالمية ثالثة، قد تكون نهاياتها ملايين القتلى، ولا غرابة في ذلك، فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قالها: نحن في حالة حرب، وكل دول العالم أعلنت حالة الطوارئ واستنفرت قواتها المسلحة وأجهزتها الطبية وكل إمكاناتها ، وبات الجميع في رعب شديد، فنحن نعيش بدايات هذه الحرب ولا نعرف كيف والى متى ستنتهي؟!.

ما بعد( كوفيد- 19 ) ليس كما قبله، أي أن اهوال يوم القيامة الجديدة للعالم الجديد سيكون ربما صورة أخرى لقوى عالمية جديدة وأخرى تتراجع، وكل الذين يتحدثون عن مؤامرات وما إلى ذلك لا يملكون الدليل، وتناولهم أقوال الرئيس ترمب على أنه فيروس صيني ومطالبة الصين بعدم تسيس الأمر، وقصص تخرج من هنا وهناك دون دليل علمي كلها تؤكد على أن العالم يهذي وانه يواجه حرب كارثية بشرية ولا يملك سلاحا فعالا للحيلولة دون تمدده أو بالحد الأدنى وقف الانتشار.

مدن أوروبا وشوارعها فارغة ومقطعة والرعب استوطن قلوب الملايين ، المطارات مغلقة، مدن الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والصين ومعظم دول العالم باتت مدن أشباح، لا أحد يستطيع إنكار الحقيقة ولا أحد يمكنه الإفلات من هذه الكارثة، والتعاون العالمي لمجابهة هذه الأزمة هو السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية من حرب الإبادة لاخطر فيروس تفشى في القارات الست أنه أهوال يوم القيامة .

رجال دين يتحدثون عن أهوال يوم القيامة للبشرية بعد فيروس كوفيد 19 وعلماء الطب يزرعون الأمل في نفوس البشر بأن نهاية الفيروس وشيكة وأن اللقاح سينقذ الملايين وأن الانتصار حتمي عليه ،ورجال سياسة يتاجرون بطريقتهم الجهنمية في توزيع الاتهامات، ورجال المال والأعمال يؤسسون شركات جديدة لتوزيع الكمامات بإنتظار الإعلان عن اللقاح ليصار إلى بيعه بأسعار تحقق لهم أرباحا طائلة ،فهناك من يخسر وهناك من يربح والنهاية حتى الآن تبقى بيد العلماء وقدرتهم في الإسراع بالوصول إلى العلاج الشافي وحتى ذلك الوقت يبقى الرعب والخوف يتنقلان كما الفيروس في قلوب ملايين البشر، فلم يسبق أن تعرضت البشرية لمثل هذه الافة منذ بداياتها وحتى اليوم فالحربان العالميتان الاولى والثانية لم تحدثا هكذا أهوال في عقول وقلوب البشرية جمعاء .

من كان يتوقع أن يحدث هذا؟! الجواب..لا أحد ،ومن يتوقع كيف ستنتهي هذه المشكلة العالمية وكم عداد الضحايا وأين ومتى ستتوقف؟! الجواب..لا أحد، ومن يتوقع أين ستمتد ومتى تتعافى عقول وقلوب البشرية جمعاء من أهوال ما أصابها؟! الجواب..لا أحد.