أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


لهذه الأسباب تحدث الرئيس عن أيام وأسابيع وشهور صعبة

بقلم : ماهر ابو طير
19-03-2020 09:30 PM

الأثر الاقتصادي لوباء كورونا أخطر من الوباء نفسه على الأردن، وإذا كنا نفتخر بما تفعله الدولة، فأن علينا ان لا نتعامى عن الكلفة الاقتصادية الأصعب التي على الاغلب تدفع الرئيس للتصريح بمثل هذا الكلام، وهذا يفرض علينا جميعا التصرف بمسؤولية، وان ندعو الله ان ترتفع هذه الغمة عنا، قريبا، وان نتجاوز هذا الامتحان، وانا اعتقد وهذا مجرد رأي شخصي انه لم يكن يتحدث عن الوباء واستمراره وتوسعه خلال الشهور المقبلة، بقدر حديثه عن كلفة الوباء الاقتصادية داخليا وإقليميا وعالميا، في ظل المعادلات التي نراها، وربما مخاوفه التي قيلت بشكل ناعم ترتبط بالحسابات اذا استمرت ازمة كورونا لوقت اطول.
أولا- عوائد الخزينة من ضريبة البنزين والمشتقات النفطية تتجاوز المليار دينار، وعليكم ان تتأملوا كلفة توقف أكثر من مليون سيارة دون حركة، بمعنى أن استهلاك البنزين سيتوقف الى حد كبير، وهذا يعني ان الضرائب التي تجمعها الحكومة من البنزين وغيره، سوف تتوقف او تنخفض الى حد كبير جدا، هذا على افتراض انتهاء الازمة قريبا، فما بالنا لا سمح الله لو تمدد الوباء.
ثانيا- عوائد الخزينة من الجمرك مرتفعة، لكن اغلب عمليات الاستيراد توقفت بسبب الظرف عدا السلع الغذائية والأدوية، وهذا يعني ان تحصيلات الخزينة سوف تنخفض من أموال الجمارك، خصوصا، اذا استمرت هذه الازمة.
ثالثا- عوائد الخزينة من الضرائب ومن ضريبة المبيعات، سوف تنخفض الى حد كبير بسبب اغلاق مئات الاف المحلات التجارية والشركات والمؤسسات وتوقف النشاط التجاري، بما يؤثر على تحصيلات الخزينة من الضرائب
رابعا- تأثر الأردن بما يجري في الجوار، اذ سوف نجد انفسنا امام إشكالات في قطاع الزراعة، السياحة، وغير ذلك وهذه قطاعات بحاجة الى انقاذ أيضا، فيما الخزينة تعاني أصلا من العجز والمديونية فوق الظروف المستجدة.
خامسا.الخوف من قيام القطاع الخاص الغاء وظائف قائمة بشكل كلي او جزئي.
دون توتير للعصب العام، وبث للشك والإحباط، فأن الازمة كبيرة في العالم، وتترك اثرا على الأردن، إضافة الى ما تمت الإشارة اليه أعلاه، بما يؤثر على توفر المال وسداد قروض الخزينة والالتزامات وغير ذلك من نفقات حكومية.
رئيس الوزراء تحدث تلميحا فقط، ولم يتحدث صراحة، وهو لايريد اخافة الناس ولا مس معنوياتهم لكنه يعرف ان 66 بالمائة من الموازنة من الضرائب، وهو هنا سيجد نفسه مع الفريق الحكومي امام تغيرات كبرى على الموازنة والتوقعات فيها، فنحن امام موازنة جديدة.
نحن في فترة حساسة جدا، وندعو الله، ان نتجاوز هذه الفترة، قريبا، لان استمرارها سيؤدي الى كلف كبيرة، ونحن نرى الإجراءات التي تتخذها الحكومة للتخفيف عن القطاع الخاص والناس وتأجيل القروض، واقتطاعات الضمان وغير ذلك، لمعرفة الحكومة بالكلفة الاقتصادية التي يمكن ان تنخفض جزئيا اذا انتهت ازمة كورونا قريبا، وهذا هو مخرج النجاة لدول العالم، أي انتهاء الوباء.
الأردن اليوم بحاجة الى مساعدة ماليا من العرب والعالم، وهذا الكلام يقال صراحة، وقد لا يعجب البعض هذا الكلام، لان الاستغراق فقط بالجانب الإيجابي من الازمة قد يجعلنا لا نرى الكلف الصعبة، التي تراها الحكومة وتحاول ان تستبقها بقرارات تصدرها، فيما الأهم الفترة المقبلة بما يعنيه ذلك على كل الأصعدة.
كلامه ليس صادما لي فقد حذر كل مسؤولي العالم من كلفة الوباء اقتصاديا لكن بهجتنا باداء الدولة تمنع البعض من رؤية المخاطر في الظلال.
حمى الله الأردن، وجنب شعبه كل سوء، اللهم اجعلنا في عينك التي لا تنام.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012