أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الطبيعة تختبر كفاءة الأمم

بقلم : د.صبري الربيحات
24-03-2020 05:57 AM

المكانة التي حققها الإنسان على الأرض لم تأت من فراغ ولا وليدة الصدفة، فقد جاءت نتاجا طبيعيا لقرون من التفكير والعمل والتدبير التي قامت بها البشرية، ومكنتها من المعرفة والتنبؤ والاستكشاف والابتكار والبناء. التحديات التي واجهت الإنسان مستمرة ومتنوعة في مصادرها وطبيعتها وشدتها، وهي المحرك الأساسي للعمل والإنجاز اللذين أوجدا الحضارة كما نعرفها اليوم. بعض التحديات التي واجهت الجنس البشري جاءت من المحيط وولدتها التعيرات والظروف، والبعض الآخر تولد من التباين والخلافات والجشع والرغبة لدى البعض في إذلال وإخضاع الآخرين وحب السيطرة ونوازع العدوان.

في التاريخ الإنساني آلاف الإنجازات التي سطرها الأنبياء والعلماء والمخترعون والقادة والمصلحون، وهناك الويلات والمصائب التي تسبب بها الطغاة والمتجبرين والاختلالات والكوارث والأزمات. لفترات طويلة بقي الجوع والأوبئة والحروب في مقدمة الأخطار التي هددت الوجود الإنساني، وكان العلم والاختراعات والتكنولوجيا والتنمية الوسائل التي مكنت الإنسان من الحد من هذه الأخطار.

الأزمة التي يعايشها الكون هذه الأيام فريدة في طبيعتها وحدتها وآثارها. فمنذ أشهر وهي مصدر القلق الأول للعالم بعد أن أصبحت تسيطر على تفكير الساسة وتشغل بال الإعلام وتهيمن على الوجدان والعقل الإنساني. الأزمة الراهنة داهمت البشرية بمتوالية وانتشار غير مسبوقين فأظهرت هشاشة الإنسان وضعف إمكاناته وسوء تقديره للأخطار والتهديدات، كما بينت للجميع أهمية التنسيق وضرورة التعاون لدراسة وفهم ومجابهة الخطر الماثل.

على الصعد الوطنية، تشكل المحنة اختبارا لقدرة الأمم والشعوب على الاستجابة السريعة وكفاءة الإدارات الحكومية على إدارة الشؤون العامة والاستخدام للموارد ونشر البيانات وتنفيذ استراتيجيات وخطط وقاية وعلاج فعالة ومنتجة في مجابهة الخطر الماثل.

العالم اليوم، ومن ضمنه الأردن، يواجه عدوا غير مرئي وغير معروف ويحاول الجميع استخدام أقصى ما يملك من خبرة ومعرفة للحد من الانتشار والسيطرة على الوباء. حتى اليوم لا يبدو أن البشرية تملك نموذجا فعالا لمحاصرة الوباء ووقف تهديداته. لقد أصبحت الجائحة تطوف على العواصم والأمم التي احتلت مكانة مهمة في التاريخ الإنساني، فبعد أن أصاب الصين اجتاح أكثر من 140 دولة على امتداد الكرة الأرضية.

لقد أظهرت الأزمة أن الإنجازات التي حققتها الدول العظمى وكل الإمكانات التي تملكها للهيمنة لا قيمة أو أثر لها في التصدي لهذا العدو الجبار. معاقل الحضارتين الفارسية والرومانية اللتين تناوبتا على سيادة العالم والهيمنة عليه هما الأكثر معاناة من هذا الوباء، فقد أخفقت كل من إيران وإيطاليا في وضع حد لتفشي الوباء أو التقليل من أخطاره.

المجتمعات التي لم تفلح في سباق التكنولوجيا والاقتصاد تملك فرصة ذهبية لتقدم نموذجا جديدا في الإدارة والقيادة والتوجيه. فبإمكانها النظر الى عناصر القوة والتأثير والخصوصية الثقافية التي يمكن أن تحقق النجاح، في الوقت الذي تبحث فيه البشرية عن اختراق أو نافذة أمل تخفف من القلق المهيمن على الشعوب يعمل البعض على ابتداع آلياتهم ونماذجهم الخاصة في الحجر والعزل والعلاج يحدوهم الأمل في التخفيف من الآثار المحتملة لهذه الكارثة.

الأنظمة السياسية والإدارية والإعلامية تملك فرصة ذهبية لإثبات قدرتها على الإدارة والإنجاز في هذه الظروف الصعبة، والأيام المقبلة ستكشف للشعوب والعالم عن نجاحات وإخفاقات ستشكل التراث الذي سنتركه للأجيال والدارسين.(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012