أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


عولمة جديدة بنكهة صينية

بقلم : د.صبري الربيحات
29-03-2020 01:32 AM

من استمع إلى حديث وتصريحات الرئيس الأميركي قبل ثلاثة أسابيع ظن أن الولايات المتحدة في منأى عما حدث للصين وأنه غير معني بالوباء الذي كان يفتك بشعوب العالم بعد أن اجتاح العديد من المقاطعات والمدن في الجناح اللاتيني من القارة الأوروبية وأخذ يتمدد في المدن الإيرانية والكورية. في تلك الأيام وصف ترامب الوباء بالفيروس الصيني وألقى باللوم على أوروبا كونها فشلت في وقف تمدد الوباء وانتشاره وأعلن لاحقا بأنه سيوقف الرحلات الجوية والانتقال من وإلى أوروبا.

الاعتقاد الذي هيمن على فكر وتصورات ترامب بأن الخطر يقع خارج الحدود، وأن بلاده لا ولن تقع ضحية لهذا الوباء، لم يصمد طويلا بعد أن شهد الاقتصاد الأميركي سلسلة من الهزات والارتدادات المتتالية أثرت على السوق المالي وتزامنت مع ارتفاع في أعداد الإصابات والتوقف الجزئي للعمل وإغلاق بعض المنشآت وظهور الحاجة لتدخل حكومي طارئ لدعم الاقتصاد ووقف أو إبطاء الانهيار الذي قد ينجم عن تدهور الأوضاع.

في فترة قياسية أصبحت الولايات المتحدة البلد الأكثر تأثرا بانتشار الفيروس من حيث أعداد المصابين وآثاره على اقتصادها بصفتها الدولة الأغنى والأكبر اقتصادا في العالم. اليوم تجاوز عدد الإصابات في أميركا كلا من الصين وإيطاليا، حيث بدا واضحا حجم التأثير الذي أوقعه الوباء على الاقتصاد الذي حقق إنجازات خيالية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

اليوم وللمرة الأولى منذ دخوله البيت الأبيض يتحدث الرئيس الأميركي عن المكسيك بلغة إيجابية مشيدا بقياداتها السياسية وقرارها نشر 7000 جندي مكسيكي على الحدود مع الولايات المتحدة. وبلهجة غير اعتيادية تحمل شيئا من التقدير والاحترام، يصف الرئيس الأميركي محادثته مع الرئيس الصيني واتفاقهما على العمل معا للتغلب على هذا الوباء العالمي.

خارج الولايات المتحدة تعمل الأمم على امتداد القارات على مواجهة أزمة مشتركة حيث يبذل الجميع أقصى ما بوسعهم لمجابهة الأخطار التي تهدد الجنس البشري وتلوح بالقضاء عليه. إلى جانب الجهود الوطنية التي تقوم بها الأقطار يتطلع الجميع بالكثير من الأمل والرجاء لما قد يتولد عن الجهد العالمي من اختراقات على هيئة علاجات أو أمصال أو تكنولوجيا طبية تساعد في السيطرة على أخطر جائحة واجهها العالم منذ قرون.

ففي أميركيا والصين وأوروبا واليابان يسعى الباحثون والعلماء إلى التعرف على طبيعة وأسباب وطرق العدوى والانتقال والتأثير في محاولة لاكتشاف العلاج الذي قد يمكن البشرية من القضاء عليه أو الحد من انتشاره وتأثيره.

وسط هذه الأزمة واندفاع الجميع نحو التعاون والتنسيق تبدو النزعة الانعزالية التي سادت المسرح السياسي العالمي في طريقها إلى التلاشي والزوال. الكثير من الغطرسة والتجبر والتعالي الذي ميز سلوك ومواقف بعض قيادات العالم في الأعوام السابقة أخذ يتلاشى كنتيجة للإحساس الإنساني المشترك بالخطر. الأخبار التي توالت عن وجود أنجيلا ميركل في الحجر وإصابة كل من ولي العهد البريطاني ورئيس الوزراء بوريس جونسون يشير إلى أن لا فرق بين غني وفقير، وأمير وخفير أمام هذا الفيروس.

الزعماء والقادة والساسة يحاولون الحفاظ على هدوئهم ورباطة جأشهم وسط تهديدات المرض وسرعة الانتشار واحتمالات فقدان السيطرة. المحاولات التي يقوم بها الجميع ريادية وغير مضمونة العواقب. في كل ما يجري اليوم لا يوجد تجربة عالمية ناجزة ومطمئنة غير التجربة الصينية. على جنبات المحيطات الخمس يتساءل الجميع عن سر النجاح الصيني في السيطرة على الوباء الذي أصاب أكثر بلدان العالم سكانا وأكثرها انضباطا وحزما.

القدرة التي أظهرها النظام الصيني في السيطرة على الوباء ومد يد العون للعالم والدول المنكوبة عوامل مهمة في تشكيل الصورة الجديدة للصين كقوة اقتصادية وسياسية وإنسانية جديرة بالبقاء والقيادة والتأثير وتمنحها مكانة متقدمة في عالم التكافل والتضامن الإنساني الجديد والبعيد عن وحشية الرأسمالية وثوب العولمة الاقتصادية الأمنية الذي أسبغته على العالم.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012