أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


هل فزنا؟ .. ولكن بالتأكيد لن نسقط أبدا ..

بقلم : د. بكر خازر المجالي
30-03-2020 07:51 PM

كورونا هو تهديد لحياة البشرية ،وتهديد لحياة كل انسان ، بمعنى ان المسؤولية هي بالدرجة الاولى مسؤولية الفرد نفسه عن مواجهة هذا الفيروس قبل ان يقع هذا الانسان ضحيته ويسلم أمره للمعالجة الخاصة الصعبة.

كورونا لا تهدد سلامة الحدود ، بل هي عابرة لكل اشكال الحدود والاسوار والتحصينات والجدران ، ولا تعرف الرتب والمناصب فنحن وكأننا في مرحلة من مراحل يوم الحشر يوم لا وازرة تحمل وزر أخرى .ولا جدوى الا بالعزل الشخصي وكيف يبني الانسان جدارا وقائيا قوامه النظافة الشخصية والتعقيم المستمر وعدم الاختلاط ،
كورونا تهدد قوى الانتاج الاقتصادي ،ولا علاقة لها بقوة او ضعف مؤسسات الدولة مثلا ، ولا بالتشريعات ولكن علاقتها بقوة اجراءات الدولة وتماسكها وقوة التخطيط باستخدام القوات العسكرية والامنية في ضبط الشارع ، وقوة الصحة الرسمية في تقصي الوباء وفرض اجراءات العزل ، وقوة قانون الطوارئ والممكن أن تصل الى الاحكام العرفية ومن بعد قوة الحكم العسكري وفقا للتدرج حسب الحاجة الاضطرارية وتطور الوباء .

في بلدنا الاردن وعلى مدى الايام القليلة الماضية ثبت أن لدينا منظومة قوية في التصدي لهذا الفيروس ، ورأينا ان اسواقنا لم تخل من اية مادة غذائية او مستلزمات ، رغم التهافت الذي بدأ يتلاشى بعد أن تأكد المواطن ان هناك مخزونا تموينيا يكفينا لحصار لعدة اشهر .

واصبح المواطن يشعر بالاطمئنان وهو يلاحظ قوة الجيش والامن في ضبط الامور دون التخلي عن اخلاقيات التعامل وعن القيم الاردنية الاصيلة والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وتجاه نفسه ،
كورونا سيدخل التاريخ ،ونستعد لتدوين كل الاحداث ،في مرحلة صعبة رغم اننا لا نواجه تهديدا لارض او سيادة، بل هو
تهديد للنفس البشرية ، وشعرنا انه فعلا هو الاخطر، وبرزت قيمة الانسان التي تقدمت على كل الاولويات ،وعلى مدى اسبوع تراجعت كل قضايا المنطقة وبرزت مسألة خطر الكورونا الذي لا يعرف الجنس ولا الدين ولا اللون ولا الاصل ،ولا يميز بين العدو والصديق .

وكأن الكورونا تحمل رسالة جديدة للبشرية ،رسالتها تقول : افيقوا ايها العالم فهناك الاخطار الاقوى من قصة مياه وحدود وصراعات اقليمية ،

توحدوا وتوجهوا الى سلام البشرية وسلام الحق والعدل ..

لكن رسالة الكورونا الاقوى .. هي ان العدل واحقاق الحق ووقف الظلم ومنع قتل الابرياء ومنع تهجير المواطن من ارضه، ومنح الشعوب حق تقرير مصيرها واحترام القيم السماوية ، هذه ان انجزها من يملك السطوة والقوة ويقول انه سيد العالم ،وتعاون اهل البشر بلغة الكورونا، فسيكون هناك حصنا عالميا اساسه العدل والحق في مواجهة الوباء ،طالما ادرك الجميع ان الوطن هو البيت النظيف وان الانسان هو الانسان النظيف،وان الحق لا يكون الا بأن يحميه الجميع حتى نصل الى مجتمع البشرية الجديد الخالي من العنف والتطرف والارهاب والظلم ، والذي لا يمكن ان نرى فيه شعبا تحت الاحتلال ،ولا نرى جرائم التطهير العرقي والديني ، ولا نرى بيتا من بيوت الله الا وكان مشرعا سالما ،
كورونا .. ايها الفيروس اللعين انت أكثر من رسالة .. واقوى من أي تحد ، ونبقي نحن نقول : هل ستكون لدينا في المستقبل القريب مدرسة جديدة بتعاليم الكورونا؟ ونحصد نتائجها ودروسها ونعيد تقييم انفسنا ورؤيتنا ، ؟

نعم في عصر الكورونا سقط من سقط

وفاز من فاز .. وأصبح لدينا اكثر من رؤية جديدة ونستطيع اعداد قوائم بمن سقط وأخرى بمن فاز ،
واقول ثانية علينا ان نعيد التفكير ، وأن نبدأ بجرد الحسابات الادارية والوزارية والبرلمانية والثقافية ..

فهل تفرض كورونا ثورة سياسية وادارية في بلدنا خاصة، وفي المنطقة بشكل عام ؟

هل ستتحقق بعض نبوءات من يكتب عن مستقبل البشرية بأنه سيكون مستقبلا بلا نقود او حدود بحلول عام 2030 ؟

هل ستظهر جماعة 'CULT' الطاغوتية وهي افتراضية كما ترد في بعض الافكار الروائية التي تتكهن بعالم جديد ،بمثل افلام الخيال العلمي ، سيكون كل فرد فيه هو الحدود والدولة ضمن محيط منزله أو على الاكثر ضمن مجمع سكنه ؟ وستتفتت انظمة كبرى ،وتتجزأ الى دويلات ،وينتهي عصر الدولة .

الحديث يطول .. ولكن لنبدأ بفتح الملفات حتى لا نصل بأيدينا الى مرحلة عولمة جديدة بعالم جديد طاغوتي إلحادي، ينزع قيم الانسانية واخلاق البشرية ويسعى الى تأليل البشرية وحتى مكننة العاطفة .

نحن بعيدون كل البعد .. ولكن علينا تصميم فلسفة التفكير الجديد برؤية من الدين الصحيح والتاريخ الحقيقي والقيم الصائبة .. فلسفة بناء الشخصية الواعية التي تنظر الى المستقبل البعيد وتتوقع القادم وتستعد له استعدادا بنموذج جديد في الثقافة الوطنية والتربية الشبابية وانهاض مؤسسات المجتمع المدني بحس المسؤولية المجردة المنزهة عن تدخلات غير مسؤولة .

نحن في مجتمع اثبت تماسكه .. واثبت تكافله ووعيه .. وهنا فقط الدعوة لقراءة المستقبل من خلال ما نعيشه الان في مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة ، لاننا لا نعلم للآن فقد تخبئ الايام ما هو العن واسرع فتكا ..
والسؤال الآن : هل فزنا في المواجهة .. ولكن بالتأكيد لن نسقط أبدا . ؟

وهل ستتسع مساحة الفكر لدينا لنقرأ ونناقش من أجل بناء الوطن القوي الجميل الذي يستمر ويصمد في مواجهة الخطوب ؟؟؟

أسئلة كثيرة ، ونحن أمام تحد الجرأة والموضوعية ونزاهة التفكير .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012