أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


وداعاً أميركا!

بقلم : رشاد ابو داود
31-03-2020 07:00 AM

كنت أوصي صديقي المقيم في نيويورك أن لا يخرج الا للضرورة وان اضطر لشراء شيء من السوبر ماركت أن يبتعد عن الآخرين وأن يضع كمامة طبية. والحقيقة كنت أوصيه بتعليمات أجهزتنا الطبية هنا في الأردن والمايسترو الأنيق الذي أحبه الناس الوزير الطبيب جراح القلب سعد جابر.

ضحك صديقي قائلاً : أي أغراض وأي كمامات. لقد نفدت كلها منذ أول إعلان عن انتشار الوباء هنا. الناس غير ملتزمين وغير متعاونين. كل واحد «اللهم نفسي» والدولة غير مهيأة لمثل هذه الأزمة لانشغالها بخلق حروب وأزمات في العالم، بدعوى حلها وحرصها على الحرية والازدهار وحقوق الإنسان.

إننا يا صديقي نخطو أولى الخطوات نحو الانهيار، انهيار الاقتصاد الذي قدمناه على الإنسان، انهيار المنظومة الأخلاقية الهشة التي كانت قشة تغطي بها أميركا وجهها القبيح. أميركا يا صديقي تتدحرج عن القمة التي صعدت اليها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.

عالم ما بعد كورونا لن يكون كما قبله. أوروبا بدأت تتفكك وبالتالي حلف الناتو الولايات المتحدة رسبت في امتحان الحضارة وقيادة العالم.فضلت المال على الإنسان. نشرت قواتها في كل العالم وفشلت في التصدي لفيروس لا يرى بالعين.

التفكك يبدأ من ايطاليا التي ككل الدول، يفتك بها فيروس كورونا، لكن ليس كل الدول مثل ايطاليا.

ثمة قصص تدمي القلب. مصابون في ممرات المستشفيات، مستشفيات تفتقر للمعدات الطبية، طبيب في الواجهة الأمامية للحرب يبكي في فيديو هز الضمير العالمي ما عدا ضمير من كانت تعتبرهم ايطاليا أشقاء وحلفاء تخلوا عنها وتركوها فريسة للوباء.

«الآن أجد نفسي باكيا وأنا ممسك بصورة ابني الذي اشتقت له كثيرا ولكني لا أستطيع المغادرة.. يتزايد عدد المرضى بشكل كبير وتأتي نتائج عيّنات المسح الآن واحدة تلو الأخرى مع نتيجة إيجابية، إيجابية، إيجابية. فتنهار فجأةً غرف الطوارئ..

لكن ايطاليا لن تنسى. ففيما كان نشطاء يتداولون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لإيطاليين ينزلون علم الاتحاد الأوروبي ويرفعون بدلا منه علم الصين التي سارعت لتقديم مساعدات طبية لبلدهم، انتشر فيديو يعبر عن سخط الإيطاليين من أوروبا والدول الغربية لتقاعسهم عن تقديم المساعدة لهم في ظل تفشى الوباء.

الفيديو لمتحدثة ايطالية موجهة كلامها لقادة أوروبا وأميركا قائلة : «شكرا سيد ماكرون، شكرا سيدة ميركل، شكرا لأنكم تخليتم عنا وقت حاجتنا، شكرا لرفضكم إمكانية منحنا حتى كمامات بسيطة وأشياء أخرى لمساعدتنا على مقاومة انتشار الفيروس.. كنا سندفع لكم ثمنها. كما تعلمون.. نحن الإيطاليون الذين تصفونهم بالمتسخين وغير المهذبين.. أهل الهمجية والوضاعة الفقراء وأحيانا مجرمي عصابات.. لكننا نذكركم أيضا بأننا أول من شيد الطرق والمدارس، نحن من علمكم الأبجدية التي تستخدمونها، وشرحنا لكم القانون والحقوق وتنظيم الدولة ودولة القانون، نحن أصحاب التحف الفنية وأصحاب المخطوطات التي تدرسونها والإرشادات التي تتبعونها، وأولئك الذين يمتلكون 70 % من التراث الفني والثقافي العالمي».

وتوجهت بحديثها إلى الرئيس ترامب : «شكرا لكم لأنكم عزلتمونا بدلا من مساعدتنا»، وذكرته بأنه قال إنه لولا بحار إيطالي لما تم اكتشاف أمريكا. وقالت لرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون « إن ثروة بريطانيا قامت تحت الراية التي وهبها لها الإيطاليون ليرفعوها على سفنهم ليتجنبوا هجمات القراصنة، وهى راية القديس جورجيو، التي منحتهم إياها مقاطعة جنوة».

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012