أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


تقييم الاستراتيجية الحكومية تجاه وباء كورونا

بقلم : د . خالد الشنيكات
03-04-2020 05:29 AM

تهدف الاستراتيجية الحكومية التي تتبناها، ويدعمها توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الى الانتصار على فايروس كورونا؛ حيث تتضمن الاستراتيجية الحرب على الفيروس عدة مستويات، بدأتها بخطى ثابتة وحثيثة نحو الاستجابة وبشكل متدرج للتهديدات التي فرضها الفايروس، وتضمنت اجراءات أمنية وصحية واقتصادية واجتماعية جميعها تضع نصب عينيها الانتصار في المعركة على الفايروس، ورغم انه من الصعوبة القول عن انتهاء المعركة وان من السابق لاوانه اصدار التقييم الان بخصوص الحرب على الوباء، الا انه في كل المعارك دائما ما يحدث تقييم مستمر للاستراتيجات حتى في ظل استمرار المعارك.

ويمكن القول ان الاستراتيجية الحكومية تحقق نجاحا، فالانجازات التي تحققت بانخفاض اعداد المصابين والرعاية الصحية المتوفرة، وزيادة فرق الاستكشاف الطبي، وتأهيل المستشفيات لكي تكون قادرة على مواجهة الفايروس، يشي باننا نسير في طريق الانتصار على المرض رغم انه قد تحدث بعض الهنات هنا او هناك.

ان طريقة العمل الحكومي تتجه نحو التناغم سواء بين الوزارات نفسها او بين الحكومة والاجهزة الامنية، رغم ظهور بعض الاختلافات في التنفيذ او اخطاء في بعض اعمال الوزارات، او اخطاء ببعض القرارات مثل قرار توزيع الخبز عبر امانة عمان والمجالس البلدية، لكن التقييم ونحن لازلنا في منتصف الطريق يعطي مؤشرا بان الصورة الكلية تسير للامام، وذلك بالاعتماد على مؤشر تراجع الاصابات او حتى عدم تفاقم الاصابات نفسه مقارنة بالدول التي تفاقمت إصاباتها.

اذا كان ما سبق يشير الى جهد الحكومة والاجهزة التنفيذية التابعة لها، فان الجزء الاهم في استراتيجية مكافحة الوباء هو المجتمع والمستهدف من المكافحة.

يرتبط دور واداء المجتمع في الاستراتيجية بما نسميه بالوعي المجتمعي، ومدى ادراكه لخطورة الوباء، وتأثيره على الحياة، حتى هذه اللحظة فان استجابة المجتمع نسبية، وليست كافية، فاذا قلنا بان قرار الحكومة بتوزيع الخبز عبر المجالس المحلية كان قرارا بحاجة لمزيد من الدراسة، فان تهافت المواطنين على الخبز ايضا يحملهم جزء من المسؤولية، ويبدو جزء من هذا التهافت مرده الى اشاعات تمرر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنتشر كالنار في الهشيم، وتلقى قبولا، وهذا ما لاحظناه من الاشاعة المثيرة للسخرية حول انتشار غازات سامة في الجو.

ليس هذا فحسب، فالوعي المجتمعي الذي يعد عنصرا اساسيا في مكافحة الوباء هو الاخر بحاجة لاعادة تقييم، فوفقا لاستطلاع حكومي فان اكثر 30% لاينظرون بجدية للوباء، وهو رقم كبير نسبيا، لان المطلوب والمناط به هو ادراك المجتمع بشكل كلي لخطورة الوباء.

هذا ينقلنا الى امرا اخر، وهو لابد من تغليظ العقوبات لمواجهة المتمردين لسد فجوة نسبة غياب الوعي، واعتقد ان العقوبات المشددة ضرورية للرد على الذين لايستجيبون لنداءات الحكومية المتكررة في المعركة ضد الوباء، ليس فقط للانتصار على المرض، ولكن لعودة الحياة الى طبيعتها ولضمان مكافئة الجزء الاكبر من الملتزمين بانهاء المهمة بنجاح، ولضمان تقليل تكلفة الحظر على الدولة اقتصاديا، وكذلك الامر على القطاع الخاص.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012