أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


تقليص الإنتاج لم يسعف أسعار النفط

بقلم : خالد الزبيدي
16-04-2020 04:45 AM

قرابة شهر مضى على حرب أسعار النفط أدت الى إغراق خزانات الدول المستوردة، وتنامي سياسات الحجر المنزلي لمواجهة تفشي جائحة كورونا التي ألزمت اكثر من ثلاثة مليارات نسمة بيوتهم وتوقف شبه تام لأنشطة اقتصادية مكثفة لاستخدامات النفط والطاقة في مقدمتها النقل الجوي والسياحة والنقل البري والصناعات، هذه المتغيرات تضافرت معا لتخفيض الطلب على النفط والمنتجات البترولية بنسبة قدرتها بيوت خبرة متخصصة 30 %، اي ان هناك فائضا يقدر بحوالي 30 مليون برميل يوميا على اعتبار ان الطلب الفعلي للطاقة حول العالم يقدر بـ 90 مليون برميل يوميا، هذا الفائض الكبير لا يمكن التعامل معه لجهة التخزين او الاحتفاظ به لآجال طويلة نظرا لارتفاع تكاليف النقل والتخزين والتأمين عليه.

أسعار النفط في الأسواق الدولية لم تلتفت كثيرا الى اتفاقيات ( اوبك +) بمباركة امريكية حيث استمرت تقلبات اسعار النفط مع المحافظة على منحنى نزولي حيث كسر خام القياس الامريكي، وسلة اوبك الحاجز النفسي لـ 20 دولارا للبرميل، اما خام القياس العالمي « مزيج برنت « فقد بلغ 27.87 دولار، وهذه دفعت مؤسسات مالية ونفطية كبرى لأخذ مخصصات بمليارات الدولارات تحوطا للأشهر المقبلة التي ستكون شديدة الصعوبة على اسواق الاسهم والسندات والسلع.

أسعار النفط عند هذه المستويات تعقد ظروف صناعة النفط لاسيما للدول المنتجة التي ترتفع فيها تكلفة استخراج البرميل التي تصل فوق المستوى السعري لبرميل النفط حاليا خصوصا في حقول بحر الشمال والولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال، بينما عدة دول منتجة ومصدرة للنفط في مقدمتها العراق، السعودية، الكويت، وروسيا قادرة على الاستمرار في الإنتاج والتصدير بالرغم من صعوبات التصدير وانخفاض الإيرادات المالية لمبيعاتها من النفط الخام والمنتجات البترولية.

تعافي اسعار النفط والعودة الى مستويات قريبة من مستويات 50 دولارا للبرميل تحتاج الى تعافي الاقتصاد العالمي، وعودة النشاط الى القطاعات المكثفة لاستخدامات الطاقة بشكل عام..من نقل جوي وبري وصناعات، وهذا لا يبدو قريبا خلال الربع الثاني من العام الحالي وعلى الاغلب قد يشهد تحركا متدرجا في الربع الثالث، علما بأن تقارير دولية ترجح ان يشهد الاقتصاد العالمي تراجعا مؤثرا مع احتمال تحقيق عدد من الدول المتقدمة بخاصة في الاتحاد الاوروبي نموا سالبا للعام 2020.

الاردن نجح بامتياز في مواجهة تفشي فيروس كورونا بقيادة حكيمة تابعت كل صغيرة وكبيرة، اما الاقتصاد الاردني المثقل بصعوبات مالية واقتصادية واجتماعية فهو قادر على تخفيف انعكاسات جائحة كورونا بالاعتماد على الذات بزيادة الإنتاج الغذائي والصناعي وتخفيض الاستهلاك غير الضروري، فالنصر صبر ساعة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012