أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


اخماس في أسداس

بقلم : اياد راضي الوقفي
18-04-2020 01:25 AM

نتسمّر عند الثامنة مساء كل يوم أمام شاشة التلفاز بحواسنا كافة، نرقب بفارغ الصبر ما بسلة وزيري الإعلام والصحة من أخبار عن الفايروس المستجد، ولسان حالنا يلهج بالدعاء أن نكرر حالة الصفر المئوية التي أعلن عنها ذات مرة.
الأردني لم يعد يكتفي فقط بسماع الموجز الخبري الصحفي بل بات يرقب لغة الجسد للوزيرين، ويستبط الدلالات حتى قبل بوحهما بالمكنون الخبري.
ومن باب رب ضارة نافعة، هلّت علينا مفاهيم جديدة وثقافة ربما كنا نعرفها لكن لم نكن نطبقها أو نلتزم بها وكنا نكتفي بمشاهدتها في بلاد العالم 'الأول'، من ثقافة الالتزام بالدور إلى ثقافة المشي وتعلم الصبر وأنماط معيشة جديدة بات يعيشها المواطن بكل تفاصيلها اليومية.
ما من شك أن الأردن نجح وبامتياز في التعاطي مع الحالة 'الدخيلة' واستنفر كل قطاعاته المدنية والعسكرية والأمنية والطبية لمحاصرة هذا الوباء بدلالة ما يسجل من حالات قليلة بحمده تعالى يقابله أضعاف وأضعاف في حالات الشفاء، وهذا يأتي بفضل ايمان الجميع بهذا الوطن وبأنه يستأهل منا أن نسخر كل ما تعلمناه من علم في جامعاتنا في سبيل تحقيق الهدف المنشود.
وفي موازاة كل ذلك، ما زال ينتظر الوطن من يلبي نداء الواجب من كبريات الشركات والمقتدرين من تقديم الدعم المالي السخي للإسهام في مساعدة هذه الكفاءات البشرية التي نذرت نفسها من أجل الخلاص من هذا الوباء، فالدعم المالي ما زال حتى اللحظة خجولا ولا يرتقي إلى مستوى الحالة.
الوطن في محنة ومطلوب من أهل الخير أن يردوا للوطن ولو جزء يسيرا من فضله عليهم بما تيسر من مال الله، فلولا هذا الوطن وما وفره لهم من أمن واستقرار وطمأنينة لما استطعتم تحقيق ما حققتم.
ما تم التبرع به من القطاع العام وبعض الشركات لهمة وطن وبقية الصناديق، بالضرورة لن يلبي الغرض، ولن يوفر السيولة أو الملاءة المالية المطلوبة للتعاطي مع الفايروس المستجد، وهذا يستدعي استنفار من نوع خاص من جانب أصحاب رؤوس الأموال للقيام بواجبهم تجاه وطنهم الذي ما زال يئن تحت وطأة هذا الوباء حتى اليوم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012