أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


التعليم في الأردن بوسائل التكنولوجيا وليس(بالحذاء)!

بقلم : أ . د . أمل نصير
20-04-2020 02:39 PM

ازعج مقال الأستاذ بسام البدارين مدير مكتب القدس العربي في عمان عن التعليم في الأردن كثيرين، إذ وصفه أنه أصبح (بالحفاية)، وجعل ذلك عنوانا لمقالته اليوم قائلا: ' ...الولد صار نازل على الشارع 20 مرة لإحضار “الحفاية”! الحذاء بمعنى آخر هو تقنية التعليم الأساسية عند الأمهات في زمن الحظر، حيث أعداد ضخمة من الأمهات لا يعرفن شيئا عن الكومبيوتر وآلاف المنازل لا يصلها الإنترنت بسبب الفقر...'
يعترف كثيرون بجودة التعليم في الأردن رغم التحديات التي بات يواجهها في السنوات الأخيرة، وما هذه الجهود الجبارة والمبدعة لأطبائنا وعلمائنا في محاصرة الوباء إلا نتاج التعليم في الأردن، وكذلك أخبار تصدير المستلزمات الطبية إلى العالم المتقدم. إلا ان الأردنيات والأردنيون استطاعوا جميعا في ظل أزمة الكورونا أن يتفوقوا بقدرتهم على القفز فوق المحن، والتعلم بسرعة فائقة كثيرا من طرائق التعليم عن بعد وآلياته سواء أكان في التعليم العام أو التعليم العالي، وأصبحوا يطبقون كثيرا من أساليبه؛ لإنقاذ التعليم في ظل الحجر، وتوفير أفضل ما لديهم في ظل جائحة الكورونا، فلقد كانوا، وما زالوا يتابعون ما هو موجود في العالم، ويجتهدون؛ لتحقيق الأفضل على مستوى الإدارات، والمعلمين، وأساتذة الجامعات، والطلبة في كل المستويات.
لا أحد يدعي أننا في أفضل حال، إذ معروف أننا لم نكن جاهزين جميعا، ولم نكن الأفضل، ولكن كانت همة الأردني هي الأساس في كل ما حققناه إلى الآن، وهي بلا شك مثار إعجاب كثير من المنصفين.
فلماذا هذا الإنكار والجلد للذات؟ ولماذا هذا النقد غير الإيجابي، بل التشهير؟ ولمصلحة من؟ وماذا قدم المنتقدون والمتندرون (صناع النكت) للتخفيف من الأزمة سوى النقد ؟!
ماذا كان هؤلاء يتوقعون: أن نتقن فن التعليم عن بعد بين ليلة وضحاها؟ صحيح ان الأردني يهتم بالتعليم، ويخدم وطنه بمهجته، لكنه لن يستطيع وحده خلق المستحيل، فغالبية المدارس والجامعات لم تكن مؤهلة للتعليم عن بعد، وكذلك الطلبة...الخ، وبالتالي يحتسب لنا لا علينا أننا مع كل الظروف الصعبة التي أشار الكاتب نفسه إلى عدد منها استطعنا إنجاز الكثير بحمد الله.
إذا كانت جارة الأستاذ بسام البدارين تعلّم ابنها بالحفاية، فهي حالة فردية في مقابل حالات كثيرة تعلم أبناءها بواسطة الهاتف الذكي، والتلفاز الذكي، والحاسوب المتنقل... وباتت تتقن مصطلحات وأساليب تكنولوجية كثيرة لا مجال لذكرها هنا، لكنها كلها تقف بثبات وقوة في مقابل حفاية جارة الأستاذ بسام!
كنت أتمنى لو أن الأستاذ بسام البدارين وجد العذر لجهل جارته بطرائق التعليم عن بعد، او معاناتها جراء الضغط النفسي بسبب ظروف الحجر، وغيرها، فلعلها تعاني من ضائقة مالية بسبب الاقتطاعات الأخيرة من الرواتب -مثلا - إضافة الى ظروف نفسية أخرى لا يعلم بها سوى جارة بسام البدارين وحدها!
اد امل نصير
جامعة اليرموك
amalnusair@hotmail.com


.

--------------------------------------------------------------

وكان الزميل بسام بدارين نشر في 'القدس العربي :'تعليم عن بعد'

خفة ظل الأردنيين في “زمن كورونا” لا حدود لها، فمطبخ فضائية “رؤيا” الوحيد الفعال في ظل الأزمة، لم يبلغ المواطنين بعد بالسؤال الأكثر إلحاحا: ما هي وصفة صنع حلويات القطايف في المنزل؟
سؤال القطايف الرمضانية الشهيرة، على كل لسان، ونقيب المخابز قال إن السلطات لم تبلغه بعد ما إذا كان مسموحا بيع العجينة الساحرة، التي تعتبر من أهم طقوس شهر رمضان المبارك.
مثلا “نكتة كورونا” الأبرز في المنصات المحلية، تحت عنوان التعليم عن بعد هي التالية: جارتنا بتدرس إبنها على البلكونة بسبب الحظر. الولد صار نازل عالشارع 20 مرة لإحضار “الحفاية”! الحذاء بمعنى آخر هو تقنية التعليم الأساسية عند الأمهات في زمن الحظر، حيث أعداد ضخمة من الأمهات لا يعرفن شيئا عن الكومبيوتر وآلاف المنازل لا يصلها الإنترنت بسبب الفقر.
ثمة رسالة في سياق خفة الظل وجهها المئات للحكومة “إذا لم تسامحونا كمواطنين بفواتير الكهرباء سننزل إلى الشارع و”نبوس بعض”.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012