أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


المطاعيم .. كي لا ننسى

بقلم : د.صبري الربيحات
21-04-2020 01:08 AM

الصحة والسلامة هدفان اساسيان نسعى لتحقيق شروطهما والاحتفاط بهما. حتى الكائنات والمخلوقات الاخرى تحافظ على سلامتها بطرق ووسائل متنوعة.العديد من الاخطار التي تهدد وجود وسلامة الاحياء يجري التعرف عليها والاستجابة لأخطارها بسرعة وفعالية.غالبية الكائنات الحية مزودة بوسائل دفاعية تتفاوت في قدرتها وفتكها وأثرها في توفير الحماية وتعزيز البقاء للكائن.

في اللقاءات التي تحدث بيننا كبشر يسأل الاشخاص بعضهم عن الصحة والاحوال دون ان ينتظروا اجابة على اسئلتهم «كيفك ؟.. وكيف
الصحة ؟…وكيف الأحوال؟». المطرب الاردني فؤاد حجازي عبر عن ظاهرة اشتراك اللغات والثقافات في نفس الاسئلة فالكل يسأل عن الصحة ويتمنى لك العافية «يا بنية ما انا فرنجي… حتى تحاكيني فرنجي….ما اريد تقولي هاو ار يو .. ولا تقولي لي اي لوف يو…….قولي قوك وشلونك …شلونك وكيف الحال».

بعيدا عن الطرب والحب والمجاملات التي تطغى على لقاءاتنا واحاديثنا فمن الصعب ان نطمئن على صحة وسلامة اطفالنا دون ان يأخذوا المطاعيم التي يتضمنها بروتوكول التطعيم الوطني. قلق الآباء والامهات الصامت يحتاج الى عنايتنا واهتمامنا جميعا.

يصادف اليوم الحادي والعشرين من نيسان مرور ثلاثمائة عام على اول استخدام للمطاعيم في انجلترا حيث نجحت السيدة ماري مونتيجيو العائدة من تركيا في إدخال فكرة مطعوم الجدري لبلادها ليبدأ عهد جديد في كفاح البشرية للكثير من الامراض والاوبئة التي كانت تجتاح المجتمعات فتقتل الاطفال وتشوه من يبقى على قيد الحياة. منذ العام 1721 حتى اليوم تطورت رحلة الاستكشاف والتطوير للمطاعيم واستخدامها لتصبح إحدى اهم الوسائل التي عززت الوجود الانساني وخففت من حدة انتشار الاوبئة وزادت من العمر المتوقع للانسان عند الولادة.

اليوم وبفضل المطاعيم اصبح أطفالنا أصحاء فقد انخفضت نسبة الوفيات وازداد عدد السكان وتحسنت مقاومة الاجيال للاوبئة والاخطار وارتفع معدل العمر المتوقع للانسان الى ضعف ما كان عليه قبل استخدامها. في القرى والبوادي واحياء المدن والمخيمات يتلقى الاطفال سلسلة المطاعيم التي توفر لهم الحماية ضد الحصبة والدفتيريا والجدري والشلل والتهابات الكبد وغيرها .

في غمرة استجابتنا الفعالة للكورونا أخشى ان نتهاون او نتأخر عن تقديم المطاعيم لأطفالنا الذين يحتاجون لبعضها منذ الشهر الاول .

فحصولهم على المطاعيم أولى بكثير من فتح بوابات الكراجات او السماح لمكاتب التكسي بجلب طلبات الزبائن . أعرف ان الموضوع أولوية لوزارة الصحة سبق وان جرى الحديث عن إمكانية تأخيرها لبضعة أسابيع لكنني أحببت التذكير خشية ان يغيب الموضوع عن أجندة المنظمين.

قبل ان أكتب هذا المقال تحدثت لأحد أعلام طب الاطفال في الأردن وسألته عن آثار التأخير الحاصل في إعطاء المطاعيم .

الرأي الذي يقدمه الاخصائيون ان الوضع قد لا يحتمل الكثير من التأخير فمن الممكن تجهيز وحدات صحية تتحرك الى نقاط معينة في مواعيد محددة لتقديم المطاعيم وتذكير الاهالي الذين قد يتناسون او يؤجلون الموضوع تحت ضغوط الخوف والقلق فلا أحد يرغب في ان يعود شلل الاطفال او الدفتيريا الى بلد نجح في القضاء عليهما منذ عقدين.

مخاوف الاطباء تأتي من امكانية مخالطة اطفالنا لأطفال بعض الدول الشقيقة التي لم تتمكن من تقديم المطاعيم لأجيالها في السنوات الاخيرة. ايا كانت الاسباب نتمنى على اجهزتنا الطبية ان تجد للمطاعيم واستئناف تقديمها مكانا على اجندتها المكتظة بتفاصيل الاستقصاء الوبائي وتداعيات الاستجابة الى جائحة الكورونا.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012