أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


استشراف المستقبل في أزمة كورونا

بقلم : د. محمد طالب عبيدات
22-04-2020 05:50 AM

الحمد لله تعالى بأن نتائج أرقامنا بوصولنا إلى رقم حوالي الصفر حالة في الأردن يؤشر لنجاعة إجراءاتنا الطبية والأمنية والحظر والعزل المنزلي؛ ويؤشر لتجاوزنا الذروة في إحصائيات الإصابة بفايروس أو وباء كورونا؛ وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على استباقية قيادتنا الهاشمية بقيادة جلالة الملك المعزز حفظه الله لإدارة ملف الأزمة باقتدار؛ وبالرغم من كل التحديات التي يواجهها العالم بأسره هذه الأيام في ظل أزمة وباء كورونا؛ وبالرغم من الغُمّة والأزمة التي يعيشها الناس وهواجس الخوف عند الكثيرين؛ وبالرغم من الأرقام التي وصل إليها الوباء في عدد الإصابات والوفيات عالمياً؛ وبالرغم من التعب والإرهاق والسهر الذي تعيشه الطواقم الطبية والأمنية والعسكرية؛ وبالرغم من فقدان البعض للغة الصبر والحلم؛ وبالرغم من تشاؤم الكثيرين وتوقّعاتهم السلبية؛ وبالرغم من كل شيء حتماً ستمر أزمة كورونا تماماً كما مُرّ على هذا العالم من جوائز وأزمات وتحديات غيرها؛ وسيعود العالم لطبيعته؛ والسؤال الكبير ماذا أعددنا لاستشراف الزمان لما بعد كورونا؟

العالم سيتغير تغيراً مذهلاً بُعد كورونا؛ وأجزم بأن التغيّرات السياسية والإقتصادية ستطفو على السطح؛ فصراعات القوى الكبرى جلي وواضح في التقنيات والتكنولوجيا والطب والحرب الجرثومية وغيرها؛ وهذا حتماً سيجعل العالم يفرز مراكز قوى جديدة في العالم أساسها تكنولوجي قبل أن يكون سياسيا؛ والتغيرات بين الشرق والغرب والتحالفات ستكون كبيرة جداً.

والنمو الإقتصادي كنتيجة لوقوف عجلة الإقتصاد في معظم دول العالم سيتأثّر سلباً؛ وأول مؤشر على ذلك الهبوط الحاد في أسعار النفط وبيع النفط بأسعار أقل من الماء في عقود برنت بأمريكا؛ لكن الأهم من ذلك فرص العمل وتسريح الكثير من العمالة إبّان أزمة كورونا وهذا يجعل الناس تفتّش عن فرص عمل جديدة والتي لا يمكن أن تحل مشاكلها سوى بإستثمارات جديدة في مجالات تعزز الإنتاجية.

ونظام الحياة الإجتماعية بعد كورونا سيتغير بصورة مذهلة؛ فالعادات الإجتماعية التقليدية ستندثر إلى غير رجعة؛ وسنجد مناسبات الأفراح والأتراح مقتصرة على الأقارب من الدرجة الأولى؛ وستكتفي الناس بوسائل التواصل الإجتماعي لمعظم مناسباتها؛ وستحرص على المسافات الآمنة والتباعد الإجتماعي وستأخذ الحذر؛ وحتى النظافة بعد كورونا ستكون من الدرجة الأولى؛ وسيكون الناس أكثر حرصاً على نظافتهم وبيئتهم لإيمانهم بأن النظافة هي مفتاح الوقاية من الأمراض؛ وبذلك تكون البيئة أجمل وأنظف؛ وتكون جمالية الكون أنظم.

والعمل عن بُعد والتعليم عن بُعد سيتعززان بعد كورونا؛ لأن الناس تعوّدت نمطاً بالعمل ليس كلاسيكياً وكذلك في التعليم الذي حقق قفزة نوعية صوب إستخدام التكنولوجيا العصرية والتواصل عن بُعد؛ وهذا سيخلق حالة جندرية تعزز عمل المرأة من البيت دونما تنقّل مرهق لمكان العمل لتصبح ثقافة مجتمعية محمودة.

وإحترام رجالات الجيش والأجهزة الأمنية والكوادر الطبية والخدمية سيكون على أوجه وفي سمو دائم؛ لأن هؤلاء كانوا نشامى وفرسان وجيوش حق لحماية الناس جميعاً من إنتشار الوباء؛ فشكراً للجميع من القلب على جهودهم المضنية والوطنية الصادقة؛ وحتى الإعلام ربما يتحوّل جُله للإلكتروني حيث النظافة دونما ورق والتقنية للعمل عن بُعد والأرشفة وسرعة الوصول للمعلومة والتماشي مع روح العصر في زمن الألفية الثالثة للمضي قُدماً في تقننة الإعلام ليكون عصرياً.

وحتى أخلاقيات الناس بعد كورونا ستتغير؛ فالجرعة الإيمانية والروحانية التي أخذها الناس عظيمة وفيها دروس وعبر لا يمكن نسيانها؛ فالإيمان بالقيم والمبادىء والقيم العائلية سيكون أساساً للحياة.

فمطلوب اليوم أن ننتبه للتطلعات بعد إنتهاء أزمة كورونا والتي نرجو الله مخلصين أن تنتهي بالسرعة القصوى حفاظاً على وطننا وشعبنا؛ فالتطلعات جسام والقافلة تسير؛ والأمل يحدونا للأفضل.

وأخيراً؛: العالم بعد كورونا حتماً ليس نفسه قبل كورونا؛ ولذلك مطلوب إعداد العدة إستباقياً وإستشرافياً لأخذ كل الأبعاد بعين الإعتبار؛ ونحن إذ نعاني من أزمة إقتصادية وتجذّرت إبان الأزمة بكورونا فإننا نتطلع لخطط حكومية إقتصادية تهدف لزيادة النمو الإقتصادي وتحسين ظروف بيئة العمل والإستثمار؛ وهذا جزء من توجهات جلالة سيدنا للحكومة؛ ليكتمل النصر على كورونا ويصبح نصراً مؤزراً بحول الله تعالى.

- وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق- رئيس جامعة جدارا

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012