|
|
|
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
عاكف حجازي يكنب : 1959 الحليب يصل بيوت اربد مغليا وبزجاجات محكمة الإغلاق!
بقلم : عاكف حجازي 23-04-2020 12:46 AM كان الناس يتوافدون يوميا إلى مزرعة الأبقار الخاصة بوالدي في قرية بشرى ليشاهدوا الأبقار التي ركبت الطائرة من هولندا ،، ولم يكن وقتها أحد قد تجاوز في معرفته للطائرة أكثر من مشاهدتها تمر محلقة في السماء كان ثمن البقرة واصلة 500 دينار أي أكثر من 1700 دولار وكان إنتاجها من الحليب سنويا 6-9 أطنان ..أما إنتاج البقرة البلدية فلا يتجاوز طنًا ونصف ... أعجب مزارعو الأبقار بالفكرة فقاموا باستيراد أعداد منها .. والنتيجة كانت غزارة في الإنتاج وهبوطا في الأسعار وبداية حرب تسويق.. ..فإتفق المنتجون على إنشاء جمعية تعاونية فيما بينهم لتسويق الحليب وصناعة الألبان والاجبان بهدف التخلص من فائضه وخاصة عندما يلتقي موسما حليب الأغنام والأبقار في الربيع وأوائل الصيف .. وقبل ان تعرف نصف أوروبا طريقة التوزيع التي طبًقها الأُميُّون .. كانت الجمعية توصل الحليب المغلي إلى البيوت اشترت الجمعية عددا كبيرا من الزجاجات سعة لتر ولترين وماكنة لإغلاقها وعددا من الدراجات الهوائية ركّبت عليها صناديق خشبية مقسمة إلى خانات لحفظ الزجاجات من الكسر .. ... كان المشروع مبهجا للجميع بحيث تدَاوله الناس ورحبوا به وأخذوا يسجلون طلباتهم حضوريا في اليوم السابق لحاجتهم وذلك بسبب قلة عدد هواتف البلدة والتي لم تتجاوز المئة وتخدم الحكومة والأهالي ... .. عند الفجر يكون العمال قد انتهوا من غلْي الحليب وتعبئته بالزجاجات المحكمة الإغلاق فيحملونها على الدراجات إلى بيوت الزبائن ويعودون بالفارغ .. اما التسديد فكان يتم آخر الشهر .. إذ أن ثمن اللتر شلن والعملية الحسابية سهلة . بعد سنتين من العمل تم تصفية الجمعية ... وبما أن السوق صغيرة ومحدودة فقد عادت حرب التسويق بين المنتجين مرة أخرى حتى أصبح سعر كيلو الحليب بثلاثة قروش ذكرتني حرب الحليب بحرب البترول مع فارق وحيد هو ان نزول سعر الحليب كان ينعكس على المستهلك
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
23-04-2020 01:47 AM
 جميل جدا جدا
2) تعليق بواسطة :
25-04-2020 03:28 AM
في ستينات القرن الماضي كانت اول وظيفه لي موزع حليب على بسكوليت يحمل جرتين حليب غطائها مقسّم بحزوز كل حز منها سعته وقيه.
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق