أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


إذا ما إنعكت فلن تصفو

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
17-05-2020 12:14 AM

أكثر جهة على وجه الأرض تدرك وتعلم يقينا أن كلمة جلالة الملك الهاشمي عبدالله الثاني بن الحسين لا تأتي من فراغ ولا تنطوي على إنذار أجوف, هم ساسة الكيان الإسرائيلي قبل غيرهم من ساسة الكوكب.

وأكثر كيان سياسي في الإقليم والعالم يعلم يقينا أن موقف المملكة الأردنية الهاشمية من قضية فلسطين والقدس الشريف غير قابل للمساومة وترتيبات الغرف المغلقة, هو الكيان الإسرائيلي تحديدا, فالأردن يتخذ الموقف الحق ومن يفعل ذلك فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

قال جلالة الملك بوضوح لا ينطوي على تهديد أو وعيد لا يتوفر على مضمون كما قد يفعل غيره, أن ضم أية أجزاء من الضفة الغربية يعني صداما كبيرا مع الأردن, ولهذا القول الملكي دلالاته غير القابلة للإجتهاد والتأويل.

الضم يعني أن الحدود الأردنية الإسرائيلية المثبتة رسميا بموجب معاهدة السلام الموثقة لدى الأمم المتحدة قد تغيرت من جانب طرف واحد هو الكيان الإسرائيلي, وأن جيش الحرب الإسرائيلي سيبقى موجودا على الحدود بين مملكتنا والضفة الغربية التي يفترض أن تقوم على ترابها دولة فلسطين, وهي دولة يشكل قيامها مصلحة وطنية أردنية عليا, لا بل ومصلحة عربية وعالمية كذلك.

ساسة الكيان أخذتهم العزة بالإثم, وباتوا يعتقدون أن بمقدورهم فعل ما يريدون , وهو أمر باتت أوروبا وبريطانيا بالذات وهي صاحبة 'المنشأ' لقيام إسرائيل إبتداء, يستشعرونه بخطورة واضحة, ومن هنا تحسن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك بمواصلة الحوار الأردني الأوروبي حول الحل السلمي العادل لقضية فلسطين وبما يتطابق مع الرؤية الأردنية للحل.

جلالة الملك: هنالك مثل شعبي أردني يقول 'إذا ما إنعكت ما تصفو', وعليه نعيد التذكير ثانية بأن جلالتكم تملكون وبقوة, ورقة صلبة جدا هي مواقف الشعوب العربية والإسلامية وقبلها موقف شعبكم الأردني وشعبنا الفلسطيني من قضية القدس الشريف ومقدساتها, وهي حالة تملكون بإعتباركم ملكا هاشميا زمامها الذي يردع كل متآمر وكل خائن وكل طامع بفلسطين وبقدسها وأقصاها ومسرى ومعراج جدكم الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وسائر مقدساتها.

نتطلع لأن نسمع موقفا قويا صريحا من السلطة الفلسطينية في رام الله بوقف ما يسمى بالتنسيق الأمني الذي نحار في مبرراته حتى الآن بينما مخطط التهويد والتهجير والضم يشق طريقه بتسارع غريب!!.

أدرك أن ساسة الكيان مرتبكون ومختلفون وبالذات خبراء الأمن المتقاعدون الذين يستشعرون خطورة ما يذهب إليه نتنياهو وأعوانه وعلى عجل لإنتهاز فرصة وجود ترمب على رأس الإدارة الأميركية, فهم يرون أن إسرائيل تحفر قبرها بأيدي هؤلاء تحديدا.

قبل أن أغادر, أعرف جلالة الملك أن نهج الهاشميين وأدب الملوك دعاكم للإشارة إلى أنكم لا تهددون, ولهذا نقول لجلالتكم, نحن وسائر الشعوب العربية والإسلامية وكل حر منصف في هذا العالم معكم في موقفكم الحق, فإما أن يبقى بعون الله الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين, وإلا فما معنى وجودنا في هذا الوجود!. ومرة ثانية إذا ما إنعكت فلن تصفو, ولا نامت أعين الجبناء, والله معكم ومعنا, وهو سبحانه من وراء قصدي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012