أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


كفى حظراً واغلاقاً

بقلم : د . محمود عبابنة
28-05-2020 11:26 PM

صفقنا وهللنا كثيراً للحكومة على هبتها الباسلة في الاسابيع الاولى لأزمة الكورونا،، وكنا محقين ، ويبدو انه كان لذلك ايضا اثر عكسي، فحالة الانتشاء الحكومي ادت الى طمع الحكومة بالوصول الى تصفير عداد الاصابات، ونجحوا بذلك مؤقتاً كتحصيل حاصل لحالة الاغلاق والحظر وعدم الخروج من المنازل، ، السؤال الذي لم يخطر على بال الراشدين فيها و كذلك اجابته الى متى ستدوم حالة التصفير مقابل الحظر التام ؟! الحظر المستمر او المتقطع الذي طال الأخضر واليابس ، وبدأت معالم تأثيره تتمظهر للعيان وآهات المتضررين تتعالى الى سماء الرحمة.

اقتصادنا الذي يئن منذ ما قبل عصر الكورونا، لم يكن ينقصه ان نصب الزيت على نار البطالة التي تكوي و تلهب جلودنا ؟ ما ننجزه في ايام الحظر يذهب هباء منثورا قبل ساعات من سريان الحظر عندما يتدافع الناس الى الاسواق كما حصل غداة عطلة الضربة القاضية حيث وقف الناس كتفا الى كتف و خدا الى خد امام المخابز والمولات و محلات بيع الخضار و اللحوم ليرتفع مؤشر الاصابات عالياً ، 'وكأنك يا ابو زيد ما غزيت'، والحركات المزاجية الموجهة للرسم البياني دفع ثمنها الاقتصاد الذي اوغلنا فيه تقطيعاً و طعناً بسكين الحظر والاغلاق، حتى ان الناس نسيت الكورونا وبدأت تتحدث عن ايام ما بعد الكورونا.

مع الاحترام للحكومة الرشيدة قرار الحظر التام الاخير لمدة ثلاث ايام لم يكون رشيدا ولا مبررا و يصلح ان يكون حزيرة رمضان ، مثله مثل 'يوم توزيع الخبز العظيم' ومثله مثل 'ترك حدود العمري بدون دفاع حتى غدى 'ثغرة الدفرسوار الأردنية' بعد ان انشغلنا بملاحقة ومطاردة سائق الخناصري الذي دخل الحدود مكلل بغار الكورونا كما دخله باقي السائقين على مدى اسبوع و معظمهم مصابين عندما تركنا الثغور بلا حراسة لننظم الدور امام المخابز في ازمة خبز نصنعها عند كل اعلان يأتي على حين غرة لبدأ الحظر.

الاغلاق التام لمدة ثلاثة ايام بلياليها كان القشة التي قصمت ظهر الناس وكل ما انجزناه وصفقنا له في الاسابيع الأولى من جهود الحكومة التي هي قيد التقويض والنقد طالما استمر نهج تشديد الحظر وتقييد حياة الناس والاجهاز على ما تبقى من القطاع الخاص.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012