أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم بسبب دعمه إسرائيل وبحضوره واوباما وكلينتون .. محتجون يقاطعون حفل تبرعات لحملة اعادة انتخاب بايدن “أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


عندما يردد العرب ...أمريكا هي الطاعون والطاعون هو أمريكا !؟

بقلم : هشام الهبيشان
02-06-2020 12:41 AM

تزامناً مع استمرار الاحتجاجات التي تجتاح بعض الولايات الأمريكية ، احتجاجاً على سياسة ترامب وادارته العنصرية اتجاه المواطنين السود ،وتزامناً مع أنتشار سريع لجائحة كورونا في معظم الولايات الأمريكية ،يبدو ان هذه الملفات الداخلية بمعظمها ،لم تكبح سياسة وتصريحات ترامب وادارته العنصرية ،ضد الإسلام والمسلمين.
وتزامناً مع تصريحه الاخير بخصوص الملف الفلسطيني ، والذي حظي بثقة غالبية النخب السياسية الأمريكية ،وهذا ما يؤكد ان هناك نسبة ليست بقليلة من المجتمع الأمريكي والنخب السياسية بواشنطن تنظر للإسلام والمسلمين بنظرة عنصرية متطرفة، فهذه التصريحات العنصرية ليست بجديدة، ولن ننسى كيف أن بوش الأب قد صرح بنفسه ومباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي كحلف كان يقف في مواجهة حلف الناتو الغربي بقيادة أمريكا حينها، حيث قال بالحرف ‘العدو الآن هو الإسلام والعرب ويجب إسقاط إسلام العرب”.
فأمريكا ترى في الإسلام في الوطن العربي المانع الوحيد الذي يحول بينها وبين السيطرة على جغرافيا أمة العرب والمسلمين فوق الكرة الأرضية واستلاب ثرواتها الطبيعية، وتاريخياً العالم كله يعلم أن أمريكا قامت كدولة وفق خطة إحلال شعب مكان آخر، إحلال المهاجرين الغربيين بديلاً عن شعب الهنود الحمر، السكان الأصليين في أمريكا وأصحابها وملاكها، وبمقارنة سريعة مع كيفية قيام الكيان الصهيوني المسخ ‘إسرائيل” فوق أرض فلسطين سنجد أن الأسلوب في أمريكا وفي فلسطين واحد، وأنه قد خرج من بوتقة الغرب نفسه، تدمير شعب وقتله وإحلال شعب بديل غريب وإقامة وطن وكيان آخر مكانه.

بدوره، أبدع الراحل ‘محمود درويش” عندما أسقط كل توصيفات وتشبيهات حرب أمريكا على العرب في قصيدة ‘مديح الظل العالي” فقال:
'أمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية، ياهيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطاعون – والطاعون أمريكا، نعسنا أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا، وأمريكا لأمريكا، نفتح علبة السردين تقصفها المدافع، تحتمي بستارة الشباك تهتز البناية تقفز الأبواب أمريكا، وراء الباب أمريكا، ونمشي في الشوارع باحثين عن السلامة من سيدفننا إذا متنا، عرايا نحن لا أفق يغطينا ولا قبر يوارينا ويا يوم بيروت المكسر في الظهيرة عجل قليلا عجل لنعرف أين صرختنا الأخيرة '.
هذه الكلمات تعكس إلى حد كبير معاناة العرب مع أمريكا، فسياسة الحكومات الأمريكية المتعاقبة ودس أنفها في كل صغيرة وكبيرة، وخاصة في ما يتعلق بالصراع العربي مع الكيان الصهيوني المسخ وتزويده ‘بكل مقومات الحياة، والكيل بميزان أعوج دائماً الكفة الراجحة فيه تميل لصالح الكيان المسخ، فنحن العرب نكره أمريكا لأنها تغلغلت فيها الصهيونية والمسيحية ‘المتطرفة” وأصبح نصف موظفي البيت الأبيض تابعين لجماعات التأثير الصهيونية أو ما يسمى باللوبي الصهيوني في أمريكا المعادي للإسلام وللعرب بمختلف انتماءاتهم الدينية وتنوع حضاراتهم.

ولنضع الأمور هنا في منظور أوضح فإذا كان هناك أمامك شخص عربي يكره أمريكا وسألته عن سبب هذا الكره ؟؟ فالإجابة على الأغلب هي كالتالي، اكره أمريكا التي تساعد إسرائيل، اكره أمريكا التي تحب الهيمنة والتفرقة بين الشعوب، وغالباً شعوب منطقتنا العربية والإسلامية يتفقون على هذه الإجابات، وأنا أتفق مع كل هذه الأسباب، فيجب أن نكره سياسة أمريكا الخارجية، لأنها سياسة كاذبة مضللة، لأنها استعمارية فى الأساس لا تنظر إلا للمصالح الأمريكية.

يجب أن نرى بوضوح ونكره أمريكا ومساندتها العمياء للكيان الصهيوني المسخ ،ودعمها لعمليات إبادة الفلسطينيين بل والوقوف ضد أي قرار يقترح فكرة إدانة هذه الهمجية الصهيونية، يجب أن نتذكر حروبها الحالية على سورية وقبلها ليبيا والعراق وإيران وقبلها لبنان والملايين من ضحاياها الأبرياء، ومساندة أمريكا لأي حرب صهيونية ضد العرب منذ عام 1948م وللآن والتاريخ يكتب كل ذلك وهو الشاهد الوحيد على كل هذا، وعلينا أن نكره أمريكا لأنها تقتل الحرية، بالحقيقة أن المصالح العربية تقتضي أن نكره أمريكا وسياستها الخارجية وهمجيتها ضد العرب والمسلمين.
إن قصة الكره العربي لسياسات أمريكا هو قديم من قدم ظهور أمريكا كقطب أوحد بهذا العالم، فهناك اليوم الكثير من أبناء الشعوب العربية يرددون مقولة ‘إن الهزيمة العربية اسمها وسببها أمريكا” فقصة الكره هذه عميقة بعمق حجم الهجمة الغربية على حضارة وديانات والموقع الجيو سياسي للوطن العربي والإقليم ككل.

وأكرر هنا أن لا علاقة بين الشعوب وسياسات حكوماتهم، فالشعوب العربية والإسلامية بمعظمها تحترم إلى حد ما الشعب الأمريكي ولكن السياسة التي تتبعها الحكومات الأمريكية وخاصة في السنوات والعقود الثلاث الأخيرة، وتبنيها سياسة متطرفة ومعادية للإسلام والعرب وبصورة علنية مما زاد الكراهية للحكومات الأمريكية المتعاقبة، وبنفس الوقت أؤكد أن علاقة العرب والمسلمين بأي شعب آخر ليست علاقة عدائية بالأساس، ولكن من باب المعاملة بالمثل، فعندما يقف الأمريكان ضد أي قرار من شأنه أن يدين إسرائيل ‘الصهيونية”، وتراهم في نفس الوقت متحمسين لأي قرار من شأنه أن يدين العرب والمسلمين، من فلسطين إلى العراق إلى سورية إلى السودان، وليست قضية دارفور ببعيدة، فالقيادات الأمريكية قد وضعت الشعب الأمريكي في مستنقع آسن مليء بالدم في جميع أنحاء الوطن العربي، فضلاً عن جميع دول العالم.

ختاماً: علينا أن لا ننسى من احتضن الإرهاب و دعمه ومن يدعم الكيان الصهيوني المسخ بكافة الإمكانيات والوسائل ومن احتل أفغانستان والعراق مدعياً الديمقراطية والحرية، ومن تدخل سابقاً في فيتنام وبنما وكوبا والصومال، وضم جزر هاواي بالقوة، ومن يحاول التدخل حالياً في الشؤون الداخلية لسورية واليمن وإيران ووو.. إلخ، وهنا أؤكد أننا لا نكره أمريكا كشعب فهو شعب إلى حد ما يحظى باحترام جميع الشعوب العربية والإسلامية، إنما نكره سياسة حكومة أمريكا ‘الماسونية – الصهيونية”، وصدق الراحل محمود درويش عندما قال: ‘أمريكا هي الطاعون … والطاعون هو أمريكا”.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012