أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


هذا ما يراه الملك

بقلم : فايز الفايز
09-06-2020 04:03 AM

كان لاجتماعنا ضمن كوكبة من الكتاب في الصحافة اليومية مع جلالة الملك عبدالله الثاني ظهيرة أمس، نكهة خاصة متجددة بعد فترة استراحة عقب أزمة كورونا، ومن هناك يبدأ جلالته في سردية العمل الجماعي الذي قاده خلال الثلاثة أشهر الماضية من عمر الأزمة، شارحا رزمة من الإنجازات التي تحققت من خلال تعاون جميع الأجهزة الرسمية، ومقدرا لدور المواطن الأردني في معركة الوعيّ التي جنبتنا ما كان أخطر لا قدر الله، ومستشرفا بأمل كبير أن الأردن اليوم بات الأفضل والأقوى لمواجهة التحديات، بعدما سجل الأردن إسمه على قائمة الدول الأفضل في معالجة الأزمة بأقل الخسائر.

الملك إفتتح حديثه الشيق بإعلان الإفتخار الكبير بالشعب الأردني والمؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية والعسكرية وكافة القطاعات التي قامت بواجبها خير قيام،كما قدم شكره وافتخاره بالدور الطليعي الذي حققته الصحافة بجميع أنماطها في مساندة الجهود ونشر الوعي الفكري والمساعدة في مواجهة التحديات الداخلية التي ألمت بنا، مشددا على دور الصحافة الورقية اليومية والتي تعتبر في طليعة المصادر الموثوقة للأخبار والتحليلات،وهذا ما يعطي دفعة معنويات للجميع كي تستمر الإنجازات لتحقيق أهداف الدولة الأردنية.

جلالته أعاد التأكيد على أن في هذا الوطن يعتبر الإنسان الأردني هو محور الإهتمام وهو أهم شيء يمكن التفكير به وبمستقبله وتوفير الظروف الحياتية، مستدركا لأهمية الكيفية التي ستعود بها وبسرعة لحماية المواطنين والإقتصاد وإعادة حياة الناس لطبيعتها، خصوصا دراسة ظروف المتعطلين ومن تضاءلت رواتبهم، وهو يعي أن الحديث لترجمة الأفكار كوقائع ملموسة وليس فقط لإقناع المواطن بأن ما يجري عليه يجري على الجميع، بل يصر على خلق الفرص لدعم الجميع.

يستشرف الملك العام المقبل والذي يرى أنه سيكون أقل تأثيرا مما كنا نتوقع بناءً على التوجيهات التي شجعت قطاعات هامة للعمل بسرعة لتوفير المزيد من الوظائف، كقطاع الأدوية والصناعات والزراعة التي ستشغل عجلتها الكثير من الأيدي العاملة، وفتح باب الاستثمارات المتوقع استقبالها بناء على مؤشرات الوضع الآمن للبيئة العامة في الأردن وتصدر وطننا بالإلتزام الصحي، فضلا عن فتح باب السياحة لمناطقنا الجميلة في العقبة التي ستشهد إنطلاقة كبرى عما قريب، ووادي رم والبترا، وكذلك السياحة العلاجية التي أثبت الأردن أن القطاع الطبي والمشافي الخاصة حققت إنجازات هامة خلال السنوات الماضية، وستكون اللافتة الكبرى للأردن هي أهلا وسهلا بالجميع.

جلالته أكد أن الثابت الأكيد هو سيادة القانون ومكافحة كل أشكال الفساد وهذا أولوية تضطلع بها المؤسسات الرسمية والقضائية دون أي تدخل في أي شؤونها من أي جهة، وهذا يجب أن يعيد لنا الثقة بأن الدور الرقابي على المال العام وأحقية الجميع بكسبهم المشروع هو الأصل دون أي إستئثار من أي جهة أو شخصية، وستبقى التوجيهات للحكومة بمواصلة الإصلاح الإداري والتنسيق ما بين المؤسسات ومحاربة البيروقراطية المعطّلة، وشدد على أهمية التعاون ما بين المسؤولين والوزارات كي لا يبقى الخطاب الحكومي متناقضا أو غير منسجم، مؤكدا على حق المواطن بمعرفة المعلومة أو الإجراءات المتخذة وعلى أي قاعدة استراتيجية اتخذت.

فيما يؤكد جلالته أن الأردن تاريخيا لم يتأثر بما يجري في الإقليم وهذا يعني إلتزامتنا بالإستحقاقات الدستورية ومنها الإنتخابات العامة وواجباتنا لدعم الحياة السياسية بشكل عام، رغم الضبابية التي تحيط بالمشهد السياسي الخارجي، خصوصا فيما يتعلق بالتطورات على الملف الفلسطيني، مصرحاً أن الأردن سيكون دائما في مقدمة الداعمين للأِشقاء الفلسطينيين، ولن نكون بديلا عنهم، وأي تطورات على الوضع القائم والذي يشكل الفريق الوزاري في إسرائيل عقبة في تحقيق الدولة الفلسطينية من خلال قرارات الضمّ، فإن الأردن سيبذل أقصى جهد في مواجهة التطرف في القرار الحكومي هناك، بالتعاون مع الأشقاء العرب والأوروبيين والأميركان ومحاولة تقريب بين الفلسطينيين والشركاء الغربيين لشرح مواقفهم.

إلى ذلك يؤكد الملك على خطط مستقبلية لاستعياب ما سنسميه لاحقا بالصدمة الاقتصادية التي تأثر بها العالم، ولذلك يوجه جلالته الحكومة والأجهزة لفتح باب الدعم التشغيلي والتوظيف والتخفيف من حدة البطالة، والتحول السريع في قطاعات لم تأخذ دورها كالزراعة وتوفير الغذاء وتصديره، ودعم وتحصين وزارة المياه للقيام بدورها الهام في الحماية المائية وتعزيز جهودها في ضبط الإعتداءات على النواقل المائية وتخفيف الفاقد منها لتوفير تغطية أوسع ورقابة على مصادر المياه للزراعة والصناعة، وكذلك دعم السياحة والطاقة للإبقاء على استمراريتها.الرأي




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012