أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


على طريق النهضة الزراعية

بقلم : د.صبري الربيحات
27-06-2020 03:40 AM

من الصعب أن يتخيل أحدنا أن بلدا ينتج المواد الأولية للأسمدة التي يحتاجها العالم الزراعي لا يهتم بإجراء أبحاث على التربة الأردنية ولا ينتج عشرات الأنواع من الأسمدة المناسبة لكل كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في الأردن. مثل هذه الأهداف لا تظهر أولويات على قوائم اهتمامات الشركات العملاقة القائمة على الأراضي الأردنية وتصدر البوتاس والفوسفات الى الهند والصين وكوريا والعديد من بلدان العالم.

في الكثير من القرى والبلدات الأردنية، يشكو المزارع الأردني من قلة العناية والاهتمام، فلا آليات زراعية ولا إرشاد زراعيا ولا أحد يرشدهم الى نوعية البذور المناسبة، وفي كل عام يحاول بعض من بقي متعلقا بالنشاط الزراعي أن يبذروا الحبوب ليفاجأوا مع مرور الأشهر أنها لن تستكمل دورة النمو، فلا يعرفون إذا كان ذلك بسبب قلة الأمطار أم عدم ملاءمة البذار أو أن ذلك عائد الى إنهاك التربة وحاجتها الى أسمدة تزيد في خصوبتها وتحسن ملاءمتها للبذور.

هذه الأسئلة والافتراضات معلقة بانتظار الفتوى الزراعية من الكوادر التي تنتشر على امتداد مساحة البلاد بلا أثر يذكر على نوعية الزراعة والتصدي للهموم والأوجاع التي تؤرق المزارع الأردني. حوران والبلقاء وشيحان والشوبك لا تنتج مجتمعة أكثر من 3% من حاجات الأردن من القمح والشعير . هذه الحقيقة مؤلمة اذا ما عرفنا أن الأردن كان يجد صعوبة في تسويق عشرات آلاف الأطنان الزائدة على الحاجة سنويا.

في هذا العام هطل على الأردن ما يزيد على 150% من المعدل المطري السنوي وهطل على الطفيلة 331 ملم3، إلا أن إنتاج الحقول من القمح والشعير متواضع فأين تقع المشكلة؟ هل هي في البذور؟ أم في التربة؟ أم في تواضع جهود الإرشاد الزراعي أو غيابها؟ أم في غياب الاهتمام بالأسمدة أو عدم توفر أسمدة مناسبة؟ أم ماذا؟

تجدد اهتمام الدولة بالزراعة يبعث على الأمل في أن يحظى القطاع بمزيد من الرعاية والتنظيم. ويتطلع الجميع الى أن ترى الأسابيع والأيام القادمة مولد استراتيجية زراعية تقود الى نهضة زراعية تحد من الاعتماد على الغير وتعزز مستويات الإنتاج للسلع الأساسية التي يحتاج لها المستهلك الأردني أولا وتعيد الاعتبار لهذه المهنة التي ترفد الاستقرار وتحقق الأمن وتدعو الى التعاون والتكافل وتحمي المجتمع من ممارسات الاستغلال والمنافسة الشرسة والاحتكار.

في الأردن الذي يتمتع بتنوع طبوغرافي متنوع وتباين مناخي فريد وبالرغم من شح المياه، هناك فرص كبيرة لتطوير الزراعة ومراجعة المسيرة الزراعية الأردنية وتصحيحها بما يلبي حاجات السوق المحلي ويرفع من جدوى وكفاءة النشاط ويزيد من إسهامات الزراعة في توفير الدخل وتحسين نوعية الحياة والإسهام في التخفيف من البطالة.

منذ عقود وقبل أن تتطور الزراعة في بعض البلدان العربية كان المزارع الأردني سباقا في زراعة بعض أنواع الخضار والفواكه الصيفية وإنتاجها في الشتاء لتصل الى الأسواق العربية المجاورة قبل أن تتمكن هذه الدول من الإفادة من التكنولوجيا الزراعية التي قادت الى تطور إنتاجها وتحول البعض منها الى استيراد المنتجات من مصادر عربية وآسيوية أخرى.

إضافة الى الحمضيات والموز والخصار والتمور التي ارتبطت بالأغوار والزيتون الذي يكسو معظم بساتين القرى والأرياف، شهد الأردن نشاطا زراعيا متزايدا منذ نهايات القرن الماضي؛ حيث توسع السكان في امتلاك الأراضي وتأسيس مزارع جديدة للزيتون والعنب واللوزيات والصبر والتفاحيات في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، واتجه البعض الى إنتاج البطيخ والشمام في وادي عربة ومناطق جرى استصلاحها مؤخرا.

في الوقت الذي ازداد فيه إنتاج البلاد من بعض أصناف الخضار والفواكه، تضاءل إنتاج البلاد من الحبوب التي لا تزال السلعة الاستراتيجية والمادة الغذائية الأولى التي يحتاج لها المواطن وتدخل في تجهيز الأعلاف للمواشي والطيور التي توسعت البلاد في تربيتها.

على الأردن التفكير جديا بما يمكن عمله لإحداث النهضة الزراعية والانتقال من طور التنظير الى العمل الجاد الدروس، ومن غير المقبول أن تبقى المؤسسات والقطاعات تعمل بشكل منفصل ومغيب عن المشهد الأردني فبذلك ظلم للبلد وللمزارع وللأجيال.(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012