أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


قبل أن تدق «ساعة» الانتخابات..!

بقلم : حسين الرواشدة
30-06-2020 03:08 AM

قبل أن تداهمنا نتائج الانتخابات البرلمانية،( هل أقول قبل أن تصدمنا ؟)، ولكي نفهم ما يحدث في بلدنا وما طرأ على «الشخصية» الأردنية من تحولات عميقة ومتسارعة، يفترض أن ننتبه إلى مسألتين: إحداهما أن الناس ( خاصة فئات الشباب) الذين كانوا مشغولين فيما مضى بقضاياهم الخاصة خرجوا إلى «المجال العام» وبفضل انزياح «التغطية» عن أفهامهم اكتشفوا من جديد ذاتهم، وما حولهم، وأصبحوا بالتالي وجهاً لوجه أمام كمّ هائل من المعلومات والانطباعات - وأحيانا الإشاعات - ورغم حالة «الحيرة» والشك التي تنتاب بعضهم نظراً لرغبتهم في عدم تصديق «الواقع» أو محاولة هروبهم من استحقاقاته، أو أملهم في «إصلاحه» بأقل ما يمكن من ثمن، إلا أن ثمة «وعياً» جديداً تشكل داخلهم، وأفكاراً كثيرة سقطت من اعتباراتهم لتحل مكانها أفكار جديدة.. صحيح - هنا - أن الوعي لم ينضج بما يكفي، لكنه كفيل بدفعهم من مقاعد المتفرجين إلى ميادين «التغيير».

لم أكن لأصدق ذلك بسهولة - وان كان صحيحاً نظرياً - إلا بعد أن استمعت لعشرات الحوارات مع شباب ومع كبار في السن، متعلمين وغير متعلمين، بعضهم يعيش تحت وطأة الفقر وآخرون يخشونه، بعضهم يفهم في السياسة وآخرون دخلوا قسراً على خطوطها...، وقد خرجت بقناعة واحدة وهي أن ثمة «وعياً» جديداً وعميقاً وغير مسبوق يتغلغل داخل مجتمعنا، لدرجة شعرت فيها أن الناس قد تغيروا فعلاً، وان من واجبنا كنخب مسؤولة، أن نتغير أيضاً باتجاه فهم هذا الواقع الجديد والتعامل معه «بروح» جديدة.. لكن من المؤسف أننا لم نفعل ذلك حتى الآن، ولم نزل أمام حالة «إنكار» لكل ما حصل.

أما المسألة الأخرى، فتتعلق بتصاعد لهجة «الغضب» الصامت احتجاجاً على واقع غير مألوف تزاوج فيه الفقر والعوز مع القهر والفساد، وكان يمكن لمجتمعنا - كما فعل سابقاً - أن يتكيف مع أوضاعه الاقتصادية الصعبة، وأن يبحث عن «خيارات» تؤمن له الحدّ الأدنى من الستر والرضى والقناعة، باعتبار «الفقر» جزءاً من تاريخه وطبيعة نشأته، لكن ما حصل هو أن «الفساد» مدّ لسانه للجميع، فاستفزهم، وجعلهم يشعرون في - لحظة ما - أن وراء ما يعانونه «وحش» انطلق من عقاله، ولم نجد أحداً «يلجمه» أو يحاسبه أو يردعه، مما ولّد لديهم حالة من «القهر» زادت وتصاعدت بسبب منطق التعامل مع الموضوع، سواء من جهة «الاستهانة» بالفقر وتداعياته، أو من جهة «السكوت» عن الفساد وعوراته.

إذا كان لدى المسؤولين في بلادنا أية فسحة من وقت، ارجوهم أن يخرجوا إلى الناس، وان يسألوهم كيف يُدبّرون أحوالهم المعيشية، ومما يخافونه على مستقبلهم، أو أن يفتحوا «الانترنت» ليكتشفوا بأنفسهم ما يتردد على ألسنة الكثيرين من أسئلة وانتقادات - بعضها مفزع للأسف - نرجوهم أن يفعلوا ذلك إذا أرادوا أن يفهموا حقاً ما يحدث في مجتمعنا.

اعرف أن موسم الانتخابات البرلمانية اقترب، ولم يعد أمامنا فرصة كبيرة لتحسين الصورة، وإقناع الناس باختيار الأفضل، ناهيك أصلا عن الذهاب إلى الصناديق للاقتراع، واعرف أيضا أن الانتخابات ستكشف عورات مجتمعنا، وستفرز ما لدينا من أزمات، وستضعنا أمام مرآة مجتمعنا لنرى صورتنا بوضوح، لكن لا بد أن نتحرك على الفور لنطوي صفحة الماضي ونطمئن الناس على أن المستقبل سيكون أفضل، وعلى أن خيارهم في الصناديق هو الذي سيقرر مصير الإصلاح، ومصيرهم أيضا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012