أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


لا يجوز مكافحة كورونا بحلتها الجديدة بحلتنا القديمة

بقلم : مجيد عصفور
04-10-2020 04:36 AM

لا ننكر الجهد الذي بذلته الأطقم الطبية والأمنية في المرحلة الاولى لجائحة الكورونا، ولا ننكر أهمية وقيمة هذا الجهد الآن أيضاً، ونقدر عالياً عمل الجهاز الطبي الاردني وخصوصا فرق التقصي التي يتعرض أفرادها لمخاطر الإصابة، فضلاً عن الارهاق والتعب.

بعد هذا الاعتراف المقرون بالشكر لكل هؤلاء وغيرهم ممن جنبونا الانبطاح في ممرات المستشفيات لعدم توفر اسرة لا بُد ان نراجع ما حدث من اجل ما يحدث الان، ولماذا وصلنا الى هذه المرحلة التي تنذر باننا مقبلون على وضعية الارتماء على ارضيات المستشفيات، حيث العثور على سرير أمنية بعيدة المنال، أما وقد وصلنا الى ما وصلنا اليه من ارقام مخيفة في الاصابات علينا ان نسأل انفسنا هل تسبب النجاح الذي تحقق في مرحلة المكافحة الاولى للفيروس بقدر من الاسترخاء ادى الى التفشي الذي يهددنا الأن؟ وهل صحيح ان الاهمال في مركز جابر الحدودي ادخل اصابات بالجملة الى الوطن بجهاته الأربع وبالتالي حدث الانتشار بسرعة افقدنا السيطرة على الوضع؟ واخيراً هل صحيح ان ما حدث سابقاً كان الجزء الاسهل من شراسة الفيروس والابطأ زحفاً ولم يكن هناك اي داعٍ أو مبرر لكل الزفة التي اقمناها عند الاعلان عن اعداد الاصابات المنخفضة حتى التلاشي في بعض الايام لان اقتحام الابواب المفتوحة لا يحتاج الى عضلات يستحق صاحبها التباهي؟

على اية حال حدث ما حدث ولا فائدة من التلاوم والاتهامية ولا يجوز اساساً التشكيك بنوايا احد ولا سيما اولئك الذين خاضوا وما زالوا يخوضون معركة مكافحة الوباء بكل ما يستطيعون من امكانات علمية ومادية ومعرفية بعد الاحتكاك لمدة تزيد عن السبعة اشهر.

ما يجب فعله الان هو التفكير بهدوء ووضع خطة تكفل اولاً تقليل عدد الاصابات وثانياً تيسير الاستشفاء للمصابين وهذا يعني احصاء نقاط القوة والضعف للانطلاق من جديد نحو مكافحة الفيروس باسلوب يختلف عن اسلوب المكافحة السابق ولا سيما في مسألة سرعة الاستجابة والتعامل مع المخالطين والمصابين لأن خطورة حجم الاصابات الان ليست بنفس الخطورة السابقة عندما كانت الاعداد ثنائية واحياناً احادية.

لن نستسلم ولا يجب ان نستسلم او ننهزم وهذا لا يكون بجلد الذات والبكاء على ما كان بل بالمواجهة والاستعداد، حتى لو اضطررنا للانفاق مرة اخرى وتحمل كلفة الانفاق ديناً وتقشفاً، والاهم من ذلك كله تعاون المواطن بالقيام بواجبه في الحفاظ على صحته وصحة اسرته اولاً، وثانياً عدم الانجرار وراء الاشاعات التخوينية التي يطلقها مزاودون يركبون كل موجة أو تلك الإنكارية التي يطلقها جهلاء أو مستهترون.

الرأي


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012