أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


خروقات في القبولات والانتخابات

بقلم : رمزي الغزوي
04-10-2020 04:34 AM

بعد صدور قائمة القبول الجامعي الموحد تساءل أحد الأصدقاء بحرقةٍ وأسى: هل يحقّ لطالبة بمعدل 98 ٪ في الثانوية العامة، أن ترفع دعوة قضائية لعدم حصولها على مقعد في كلية طب في إحدى جامعاتنا، وقد حازته زميلتها في ذات صف المدرسة، رغم أن معدلها يقل عنها بأربع درجات كاملة؛ لأنها تحمل استثناء ما.

ويتابع قوله: هذا ظلم بيّنٌ واضح قاصم للحق والمنطق، ويخلق عقدة في نفوس أبنائنا وبناتنا، ويجعلهم لا يؤمنون بأنها متساوون في الحقوق والواجبات، كما ينص الدستور بوضوح لا لبس فيه. فأية غصة هذه التي ستبقى في نفس الطالبة وهي ترى أن اجتهادها لم يكن مقدرا، ولم تعامل بمسطرة الانصاف المتوقعة.

تأتي قائمة القبول الموحد زاخرة بخروقات من خلال استثناءات لم يعد لها ما يبررها أبداً. فما دام الطلبة يخضعون كلهم لذات الامتحان، وكلنا تقريبا نعيش ذات الظروف. فما المبرر في أخذ مقعد من طالب ومنحه لآخر دون وجه حق؟.

وسيبقى أنك إذا أردت أن تساعد طالبا ما، لظرف ما، فساعده في دفع التكاليف مثلا، لا في أخذ مقعد من مستحق له. علينا أن نعلي من شأن التنافس الحر، ومبدأ تكافؤ الفرص إن أردنا النماء. فالاستثناءات لا تخلق إلا الغصات والاحتقانات. فكل منا يخدم الوطن بمهنته وبعلمه وبعمله، من المعلم إلى الجندي إلى والمهندس إلى الطبيب وغيرهم. وكل المهن مهمة وضرورية، ولا توجد واحدة أفضل من غيرها. فلما يبقى هذا الاستثناء، وإلى متى سيستمر؟.

يقول صديق لي بإنه يعاني غصة كبيرة، فهو منذ أكثر من ثلاثين سنة يخدم وطنه من خلال عمله المضني. وللمفارقة فإن ابنه يزامل في الجامعة ابن زميل دراسة له في المدرسة. مع فارق أن ابنه يدفع والآخر لا يدفع.

الذي يطالع قائمة القبول الموحد، وما تنتجه من تباين وفروقات يجد أن العدالة مخدوشة بعنف في وجهها. ولهذا آن الأوان أن تلغى هذه الاستثناءات كلها. فكل استثنناء يخلق في نفوس أبناء الوطن شعورا باللاعدالة، وهذا خطير وخطير جدا.

ولأن القبولات تزامن الانتخابات؛ فإني أطالب أيضاً بإلغاء كل الكوتات التي تشكل أكثر من خمس أعضاء المجلس. لم يعد هناك حاجة لأية كوتا من أي نوع كان. فالثابت المؤكد أن كل مواطن يستطيع أن يحصل على مقعد نيابي. والمرأة أثبتت بقوة أنها تستطيع أن تصل دون الحاجة إلى كوتا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012