أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


ثقافة النرجسية.. من وراءها؟!

بقلم : محمد سلامة
05-10-2020 05:36 AM

جدال وسجال وتراشق إعلامي «عربي- عربي» على وسائل التواصل وفي الفضائيات والصحافة الخارجية وغيرهما، فحواه أن ثقافة النرجسية باتت تطبع أقوال الغالبية (نخب إعلامية وسياسية) ممن يبررون سياسات حكوماتهم ،ويدافعون عن مصالح آنية، ويتطلعون إلى نسيان الآخر ،وعدم الاكتراث بما حل لهذا الشعب من كوارث ، وإذا نظرنا بصورة أوسع، إلى ما يجري اليوم ،نجد أن الإعلام الصهيوني، هو الذي زرع بذرة ثقافة النرجسية في الخطاب الإعلامي العربي.

«الثقافة» ..هي حصيلة مشتركة وجامعة لشعب يعيش في بقعة جغرافية واحدة او لشعوب تجمعها ثقافة واحدة ولغة واحدة وعادات وتقاليد متشابهة، ولها امتدادات في جوارها، تتعرض لخطر وجودي ، فتكون هذه الثقافة موحدة لهذه الشعوب في مواجهة ذلك، ومما لا شك فيه أن جميع الحكومات والشعوب العربية تتعرض لاخطار داخلية وخارجية، والنرجسية بما تعنيه أن تجزئة الثقافة إلى ثقافات لكل شعب على حدة، وبما توصل إلى تبني الأنانية الذاتية ،لكل شعب وحكومة، بهدف تفتيت الثقافة الجمعية لهما، وبنظرة أوسع يمكننا فهم وتشخيص الحالة القائمة في الخطاب الإعلامي العربي اليوم، لكن إذا دققنا جيدا في مفردات هذا الخطاب يمكننا تحديد وفهم أن ثقافة النرجسية أخذت طريقها، ولتوضيح ما نقوله نضع الصورتين التاليتين أمام القارئ العربي ليحكم على اقوالنا.

سوريا تعيش على وقع حرب أهلية منذ اكثر من عشر سنوات، والعراق يعيش دوامة حروب واقتتال منذ أربعة عقود، وفلسطين ترزح تحت الاحتلال منذ نصف قرن ويزيد، و...الخ، وإذا دققنا في مفردات خطاب فضائيات عربية أو وسائل التواصل الاجتماعي وصحافة عربية، أو التغريدات على منصات تويتر وغيره، نجد أن بعضها مع النظام وضد الشعب وأخرى تغايرها الموقف تماما ولهما أنصار ومتابعين ، وذات الأمر لمشكلة العراق وفلسطين و..الخ، وإذا حددنا ثقافة الأمة الموحدة وهي الإسلام ،نجد أيضا في ثنايا الخطاب الإعلامي العربي من يقبل بثقافة النرجسية في خطابه ليبرر أعمال الحكومات وسياساتها، ونجد من يتشدد ليفند مواقف الآخر، وبكل الأحوال فإن عوامل تفشي ثقافة النرجسية باتت صورة أكثر قبولا عند الكثيرين ممن يدافعون عن سياسات حكوماتهم، ومما يمكن رصده أن المسألة السورية تخص السوريين ولا يحق للآخرين أن يدلوا بدولوهم فيها، وذات الأمر عند العراقي والفلسطيني و..الخ، وهذا كله جهد إعلامي صهيوني زرع بذور النرجسية في معاول خطابنا الإعلامي لكي يستريح، وإذا رغبت النخبة السياسية والإعلامية أن تأخذ حقيقية ما يجري لها، نجد أن الغالبية منها اتجهت نحو الخطاب الإعلامي الأجنبي باعتباره أكثر موضوعية وذات الأمر عند غالبية الشعوب،ذلك ان بذور ثقافة النرجسية لا تأخذه لشتم وتشويه الآخر، والانحطاط إلى ثقافة دونية تحقر الخصم وترى فيه عدوا لها.

ثقافة النرجسية في خطابنا الإعلامي أوجدت شروخات ثقافية بين الشعب الواحد والشعوب العربية، وزادت من وتيرة اللهاث وراء ثقافة الأجنبي وتحديدا الإسرائيلي، وما زلنا نعيش تداعياتها، ولعل غياب العمل الحزبي والنقابي والحريات الأساسية والديمقراطية و...الخ، كانت عوامل مهمة في تمدد ثقافة النرجسية التي أصبحت منتشرة في جسد الأمة، مثل جائحة كورونا وبات من الصعب مواجهتها، والكل بات يتحدث عن مناعة القطيع كحل وحيد لمواجهتها، والتغلب عليها.

لا نكشف المستور عندما نقول إن هناك مفكرين ينطقون بلغتنا العربية ساعدوا في نشر ثقافة النرجسية بين الشعوب، وما زالوا يمارسون هذا الدور الموكل إليهم،والانحدار الذي نعيشه يحتاج إلى مختبرات مماثلة لمختبرات البحث عن لقاح وباء كورونا، وبكل الأحوال فإن عوامل النهوض والانتصار لهذه الأمة تبقى أقوى من معاول الهدم الثقافية والنرجسية السائدة اليوم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012