أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


مسلسل «التحرش» بالإسلام ما زال مستمرا

بقلم : حسين الرواشدة
28-10-2020 06:28 AM

قلت في مقالة أمس الاول إن التحرش بالإسلام وتجريح كرامة المسلمين والاستهزاء بكتابهم ونبيهم عليه السلام ومقدساتهم تحولت من دائرة «الاسلامفوبيا» التي تعبر عن الخوف من الدين الإسلامي وأتباعه وافتعال الإحساس بما يشكله من خطر متخيل، إلى دائرة «الإسلام كوست» التي يتعمد فيها البعض حرق مشاعر المسلمين وتخويفهم والتحريض عليهم، وهذا ما عبرت عنه محاولات إحراق نسخ من القرآن الكريم والرسوم المسيئة للنبي، كما عبرت عنه حوادث كثيرة شهدتها مدن أمريكية وأوروبية تعرض فيها «مسلمون» إلى القتل أو الاستفزاز أو الطرد، أو غير ذلك من الإساءات المتعمدة.
أضيف هنا بأن حملة «الكراهية» التي يواجهها الإسلام كدين، والمسلمون كمتهمين بالإرهاب لم تبدأ مع أحداث هجمات 11 سبتمبر 2001، فهي موجودة منذ القرن السابع الميلادي وترسخت إبان الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر لكن ما حدث بعد الانفجارات كان بمثابة استعادة لهذه الكراهية ومحاولة لتأجيجها واستخدامها لأسباب مختلفة وقد نجح -للأسف - المجانين والمتطرفون هؤلاء في ذلك كان الحصاد مرّا، إذ كشفت استطلاعات الرأي أن نحو 50 % من الأمريكيين ينظرون للإسلام بسلبية و33 % منهم يتهمونه بالعنف، فيما أشار نحو 70 % من المستطلعين في ألمانيا أنهم يشعرون بالقلق من «الدين الإسلامي» بمعنى أن حملة الكراهية هذه امتدت في معظم دول الغرب وليس في أمريكا وحدها وأنها أخذت تعبر عن نفسها بطرق مختلفة وبشكل متصاعد.
كما فعل «ماكرون» حين طالب ينشر الصور المسيئة للرسول عليه السلام على أوسع نطاق، كرّمت المستشارة الألمانية «ميركل» قبل سنوات -مثلا - رسام الكاريكاتير الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأشادت «بحرية التعبير» التي تميز أوروبا وفي دول مثل النمسا وهولندا أصبح شعار «معاداة الإسلام وطرد المسلمين» عنوانا لحملات السياسيين الطامحين بالسلطة والشعبية وقد استطاعت بعض أحزاب اليمين هناك أن «تستثمر» هذه التعبئة وتقدمت بالفعل وأصبحت قوى سياسية فاعلة.
حين إتهم المسلمون بان بعض «المتطرفين» المحسوبين عليهم كانوا وراء التفجيرات التي تعرضت لها أمريكا بادر عشرات المثقفين هناك إلى توجيه رسالة لعالمنا العربي تحمل سؤال: لماذا تكرهوننا؟ وبوسعنا اليوم ونحن تابع فصول هذه الكراهية التي امتزجت فيها الحروب العسكرية بالحروب النفسية والثقافية والاقتصادية أن نسألهم أيضا: لماذا تكرهوننا؟.
اعرف أن بعض ممارساتنا قد تكون سببا في ذلك تماما كما هي ممارساتهم سبب في كراهيتنا لهم مع فارق المقارنة، لكن ذلك ليس معيارا للحكم فنحن لم يسبق لنا أن بادرنا بالإساءة الى أديانهم ولا مقدساتهم ولا إلى إعلان الحروب عليهم ولا إلى إشهار العداوة لثقافاتهم ورموزهم، على العكس من ذلك تماما نحن نحترم معتقداتهم وثقافاتهم، ويتحالف بعضنا مع حكوماتهم ونمدّ دائما يدنا -بالسماحة - إليهم فلماذا يبادلون سماحتنا بالكراهية، وانفتاحنا على تجاربهم وحضارتهم بالاهانة، ولماذا يطلقون علينا «مجانينهم» لتنهش أرواحنا كالكلاب المسعورة؟.
ادري أن ضعف امتنا وقلة حيلتنا يدفع هؤلاء وغيرهم إلى التعامل معنا بمنطق «الاستهانة» والى التجرؤ على معتقداتنا ورموزنا وتجريحها لكن ما لا افهمه هو أن يتصور هؤلاء بأنهم محصنون من غضب «المجانين» الذين يتناسلون من بيننا بسبب هذه الاستفزازات أو أن يظنون بان هذه الحملات المسمومة التي يتعرض لها نحو ملياري مسلم لن ترتد إليهم ولن تشعل صراع الشرق والغرب من جديد؟.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012