أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المبيضين: لم نرصد خلال الساعات الماضية أية محاولات للاقتراب من سمائنا سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين : وصمة عار أخرى تركيا .. تأهب بعد سلسلة هزات متفاوتة القوة وفاة الفنان المصري صلاح السعدني التعاون الإسلامي تأسف لفشل مجلس الأمن في قبول عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين وفيات الاردن الجمعة 19-4-2024 بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


هل العالم على ابواب حرب باردة ثانية ؟

بقلم : د.عثمان الطاهات
16-11-2020 06:01 AM

بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي وانهيار جدار برلين أعلنت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية نصرها النهائي على كل منافسيها في العالم والى الأبد بيحث بدأ المنظرون الأمريكيون يتحدثون عن نهاية التاريخ.

عكف السياسيون الأمريكيون على رسم الخطط لإدامة هذه النصر التاريخي على بقية دول العالم فاختلقوا «الحرب على الإرهاب» كستار لها لتقوم بنقلة استراتيجية على مستوى رقعة العالم تمثلت بغزو منطقة وسط وغرب آسيا للسيطرة عليها واخضاعها للهيمنة الأمريكية حيث تعد منطقة أوراسيا خزان العالم من المواد الطبيعية والأولية ومن شأن السيطرة عليها تأمين التحكم في مصادر الطاقة العالمية وخطوط نقلها ونقل البضائع سواء عبر البر أو عبر الممرات المائية الاستراتيجية، وبهذا تستطيع أمريكا السيطرة على اقتصادات العالم بما فيها الصين وروسيا، وكان من المهم من وجهة النظر الأمريكية القضاء على بقية البؤر المقاومة للهيمنة الأمريكية المتبقية بالعالم الذي صنفها جورج بوش الابن بمحور الشر بما يخدم أمن اسرائيل فكانت الحرب على افغانستان والعراق لتحقيق هذين الهدفين الاستراتيجيين للسيطرة على غرب آسيا اولا والقضاء على دول « محور الشر « بحسب الوصف الأمريكي ثانيا.

اعتمدت أمريكا على فكرة حسم حروب منطقة آسيا بسرعة وهو ما يؤمن لها التحكم بمستقبل الصين الاقتصادي وركنت ايضا الى تقدير اخر خاطئ مفاده ان مصير الصين سيكون مثل مصير بقية دول المعسكر الاشتراكي بعدما تفكك ذلك المعسكر لذلك أمهلت أمريكا استراتيجية «احتواء الصين « وقد اثبتت النتائج خطأ كل هذه التقديرات التي لم تتنبه الى قوة النظام السياسي الصيني في الحفاظ على الدولة ووحدة الصين.

غرقت أمريكا في وحل منطقة غرب اسيا ولا سيما في منطقتنا العربية ودخلت واشنطن في حروب مكلفة لا تنتهي حسب وصف دونالد ترامب وكانت الصين في غمرة انشغال أمريكا بمغامراتها الشرق الاوسطية تبني اقتصادها على نحو هادئ ومستمر وتطور بنيتها التحتية وقدراتها التصنيعية وتنمي قطاعات التطوير التقني والابتكار العلمي واستمر الوضع الى عهد باراك اوباما الذي تنبه الى الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه أمريكا في طريقة تعاملها مع الصعود الصيني عندها بدأت تظهر مؤشرات على سياسة أمريكية خارجية تركز اكثر على الصين أطلق عليها الاتجاه نحو شرق آسيا.

يبدو من خطوات أمريكا لغاية الان انها تسعى للضغط على الصين في ثلاثة مستويات اولا الضغط على دول العالم والدول الحليفة للولايات المتحدة كي تقلل الاعتماد على المنتوجات الصينية اما المتسوى الثاني تخفيف التداخل بين الاقتصاد الأمريكي والصيني اما الثالث فيتثمل بالضغط العسكري في بحر الصين الجنوبي ومحاولة تقليص النفوذ الصيني العسكري في منطقة الملاحة البحرية الاستراتيجية تلك.

تملك امريكا أوراق ضغط ضد الصين وتتمثل بفرض المزيد من الضرائب على البضائع الصينية الواردة إلى أمريكا وسيطرة الولايات المتحدة على قنوات المال في العالم وتحكمها في عملة التجارة العالمية اضافة الى قضية الايغور وامكانية توظيف أمريكا هذه القضية في الضغط على الصين سياسيا امام المحافل الدولية واخيرا الصدام المباشر بين العملاقين النوويين ولا سيما في ظل تحرشات البحرية الامريكية المستمرة بالبحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي ولكن هذه الخيار بحسب سياسيين أمريكيين وصينين مستبعد جدا.

يجمع الحزبان الجمهوري والديمقراطي الامريكيان على العداء للصين وعلى محاولة الضغط عليها سياسيا واقتصاديا ولكن الصين تدخل هذا المعترك متسلحة بنظام سياسي يركز على التراث الصيني الضارب في التاريخ اذ نجح هذا النظام في تفادي الاخطاء التي وقع فيها الاتحاد السوفايتي السابق والصين هي مساحة جفرافية ضخمة وكتلة سكانية مهولة ولدى شعبها قدرة على الابداع وتملك اقتصادا ضخما وصاعدا يتداخل مع اقتصادات معظم بلدان العالم اضافة الى امتلاك الصين لقوة نووية قوية.

في المقابل نرى الولايات المتحدة خارجة من اخفاقات استراتيجية في حروبها في غرب آسيا ونظام اقتصادي باتت قدرته على الاستمرار موضع تساؤلات وفوضى داخلية بعد ادائها في مواجهة فيروس كورونا وتراجعها على الساحة الدولية وفقا للكثير من الخبراء والسياسيين فهل مع كل هذه يظل الحديث عن « حرب باردة « جديدة واقعيا وهل يصح المقارنة بين الوضع الحالي بما كان عليه الحال في حقبة « الحرب الباردة « مع الاتحاد السوفياتي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012