أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


( وصفي ) قتله مشروعه . بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحادة ايو بقر
06-12-2020 10:00 PM

فعلا ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا , وحقا فالزمن كفيل وبتواتر السنون بجعل الحقائق تكشف ذاتها بذاتها دون أن يتبرع أحد بكشفها .
مشكلتنا نحن العرب عموما أننا نتذاكى ولكن بجهل تحكمه الفزعة والأوهام , والزمن أيضا خير شاهد , فنحن ننقاد طوعا لا كرها لمخططات الأعداء, ونخدمها أيضا , جلنا من حيث لا يدري , وقلة غبية منا ربما من حيث تدري .
رحل شهيد الأردن وفلسطين والأمة وصفي التل رحمه الله , والمعلومة المسمومة تقول أن مجموعة من فصائل فلسطينية هي من إقترفت جريمة القتل , وسرت المعلومة سريان النار في الهشيم كما أراد لها أصحاب الخطة التي سعت لهدفين خبيثين , الأول تصفية ' وصفي ' كصاحب مشروع مقاوم حقيقي صادق , والثاني جر الأردن العربي الهاشمي, إلى فتنة كبرى لا تبقي ولا تذر , كما توهموا .
بوضوح .. كان الشهيد وصفي التل يحمل مشروعا أراده أردنيا فلسطينيا عربيا كبيرا صادقا , فحواه , التأسيس لحرب مقاومة حقيقية طويلة الأجل لتحرير فلسطين كلها من أيدي الغزاة الذين تخور قواهم وينهزمون حتما أمام المقاومة المسلحة , وحرب المجموعات المقاومة كرا وفرا داخل فلسطين , لا خارجها .
وصفي يعرفهم جيدا, ويعلم يقينا أن حروب الجيوش لا تجدي في ضوء تدخلات الدول الكبرى ودعمها اللامحدود للغزاة المحتلين , ولذلك أعلن مشروعه الشريف لبناء حركة مقاومة كبرى في فلسطين يشارك فيها ويدعمها كل العرب والمسلمين, كمقاومة ثورية حقيقية لا صورية تتباهى بلباسها وسلاحها داخل المدن والقرى والمخيمات والبوادي الأردنية وحسب , دون أن يكون لها أثر يذكر .
حمل وصفي مشروعه لوزراء الدفاع العرب في مؤتمرهم بالقاهرة , ظانا أن القوم يفكرون كما يفكر وأن حرب المقاومة التي كان واثقا من قدرتها على التحرير ستجد الدعم الذي يليق بها , بإعتبارها حربا تقض مواجع المحتلين , وتحيد طائراتهم , وأسلحتهم المتطورة , وتسلب النوم من عيونهم وعيون جيشهم , وترغمهم على الجلاء رغما عن أنوفهم وتطور قدراتهم العسكرية .
أدرك الصهاينة الذين تتغلغل مؤسساتهم الإستخبارية في كل ركن وزاوية من أرض العرب وما زالت , خطورة مشروع وصفي وجديته , فحبكوها, وما أهون عليهم ما يحبكون في عالم عربي مسكون بنظرية المؤامرة , ولا يصعب عليهم توظيف بعض عملاء وضعاف نفوس للتغطية على مخططاتهم الإستخبارية الإجرامية , وكان الشهيد العربي الأردني الأسطورة وصفي, هو الضحية .
الصهاينة هم من قتلوا وصفي عليه رحمة الله وقتلوا معه مشروعه المقاوم للتحرير , والذين شاهدنا صورهم داخل وخارج فندق شيراتون القاهرة , أشكالهم تنطق بأنهم مجرد بيادق تائهة لا تدرك حقيقة ما جرى , ولا تعلم أن وطنية وقومية وأردنية وفلسطينية وصفي رحمه الله , تزنهم ذهبا عشرات آلاف المرات , فقد فروا مذعورين ظانين ظن السوء أنهم قد أحرزوا بطولة زائفة , هم ومن أرسلوهم ومن صفقوا لهم من قادة عرب وما هم بعرب !.
لو قيض ل وصفي رحمة الله عليه , أن يعيش ويتبنى مشروع المقاومة الحقيقية على طريقة أهلنا في غزة هاشم التي أرعبت وما زالت الصهاينة الجبناء وأرغمتهم على الهرب منها , لما وصلت قضية فلسطين إلى ما هي عليه اليوم , ولتحررت فلسطين من رجسهم , ولما دفعنا جميعا وما زلنا ندفع , أغلى الأثمان دون أن نحقق شيئا سوى إستجداء ترمب ومن قبله ومن بعده , والصهاينة اليوم في عز نشوتهم إستهزاء وسخرية من كل ما هو عربي .
وصفي دفع الثمن غاليا وهو عمره , لقاء صدقه ورجولته وبطولته التي لم تتكرر بعد , وكل من تآمروا عليه وبغباء خدمة للمخطط الصهيوني , لقوا مصيرهم وعلى أيدي نفر من شعوبهم , رميا بالرصاص , وسبحان الله العلي العظيم . هو وحده من وراء قصدي .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-12-2020 10:43 PM

نعم هذا هو وصفي ..قتله جبناء اغبياء مدعومين ممن لا يضمرون الخير للاردن وفلسطين ..وتناسوا ولم يفهموا انه صاحب مشروع كبير اكبر من غوغائية من يدعون بالعروبة ،والذي بين الزمن انه اصدق واعمق منهم!! عليه رحمة الله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012