أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


الانتظار بضاعة العاجزين..!!!!.

بقلم : رشيد حسن
24-12-2020 06:48 AM

ونحن نستعرض أهم الاحداث والمفاصل في العام الحالي «2020» قبل أن تغيب شمسه- غير مأسوف عليه- نجد ان طابع الانتظار هو المناخ السائد والمسيطر على الحالة الفلسطينية وان اصحاب القرار اصبحوا اسرى لهذه الحالة المرضية.. في حين ان طابع القضية الفلسطينية،وتسارع أحداثها الخطيرة جدا.. وما تتعرض له من مؤامرات «صفقة القرن» وعدوان صهيوني مستمر، متمثلا بحملات التطهير العرقي والاستيطان والتهويد.. وانفلات قطار التطبيع..الخ.. يفرض على القيادة واصحاب القرار ومن هم في موقع المسؤولية الامساك بزمام المبادرة.. واللحظة التاريخية.. ورفع وتيرة المقاومة..وابقاء الارض ملتهبة تحت اقدام العدو.
وبشيء من التحديد.. وحتى لا نقع في مربع العموميات.. نجد ان القيادة قد دخلت حصرا في مرحلة الانتظار قبل الانتخابات الاميركية..لا بل منذ «اوسلو»..!! وها هي تنتظر ما يقوله المرشح الفائز «بايدن».. وتراهن على تعهداته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية وابرزها: انه غير ملتزم بصفقة القرن.. وسيعيد سفارة بلاده الى تل ابيب. ومؤمن بحل الدولتين.. الخ.
«بايدن» وكل الرؤساء الاميركيين منحازون بالمطلق للعدو الصهيوني.. فاسرائيل صنيعة اميركا.. ولولا الدعم الاميركي لما اقيم الكيان الصهيوني، ولما انتصر في حروبه العدوانية.
ومن هنا.. فبايدن» هذا لن يخرج من سيطرة اللوبي الصهيوني» الايباك» وقد اعلن تاييده المطلق لامن اسرائيل.. وقد يقوم بنقل سفارة بلاده الى تل ابيب.. ولكن لن يجرؤ على اجبار العدو وقف الاستيطان... والاعتراف بدولة فلسطينية في الاراضي المحتلة عام 67 وبحدود 4 حزيران،لان اقامة هذه الدولة لم يعد واردا في ظل مصادرة اكثر من 65 % من اراضي الضفة واقامة الجدار العنصري،وتحويل ما بقي من اراض الى «كانتونات» جزر معزولة..!
السؤال هل سيقوم «بايدن « بالضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان وهدم المنازل ورفع الحصار عن غزة؟؟
نجزم انه لن يقوم بذلك.. ونجزم أن اسرائيل ستستمر بتنفيذ خططها ومخططاتها، وفرض الامر الواقع.. لاستكمال تنفيذ مؤامرة «صفقة القرن « والتي قاربت فصولها على الاكتمال.
القيادة الفلسطينية التي اغتالت اهم اتفاق مع الفصائل الفلسطينية.. بعودتها الى التنسيق مع العدو.. أضاعت أهم فرصة تاريخية، لتحقيق الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، وأكدت انها غير جادة في اشعال مقاومة سلمية شاملة على غرار انتفاضة الحجارة المجيدة، كرد وحيد على مؤامرة « صفقة القرن» .. والخروج من كارثة « اوسلو»..اساس الداء والبلاء.
حالة الانتظار هذه.. أصبحت عنوانا للعجز.. افقدت القيادة القدرة من الخروج من حالة ردة الفعل الى الفعل.. وافقدت شعبنا حق الرد على العدوان الصهيوني الاستيطاني المستمر.. وقد اصاب الجميع الشلل التام.. وهو ما يغري العدو الاستمرار في عدوانه، وما يغري بالاستمرار في الاستهتار بالحقوق الفلسطينية والمشاعر الوطنية، وهو ايضا يغري المتأسرلين الاستمرار في التنسيق وركوب موجة الاسرلة، والتصدي بوقاحة متناهية للمقاومة والمقاومين الذين يرفضون التسليم ورفع الراية البيضاء.
نجزم ان القيادة الفلسطينية ستبقى اسيرة الانتظار.. اسيرة حالة الشلل والعجز،ما لم تخرج من مربع «اوسلو»،وما لم تلغ الاعتراف ب «دولة» العدو.. وما لم تلغ التنسيق المذل مع القتلة...وتعود الى مربع الوحدة.. الى مربع الانتفاضة..كسلاح وحيد للجم العدوان، ولجم الاستيطان.. وقطع دابر المطبعين..
باختصار..
الانتظار..مرض عضال...
الانتظار.. بضاعة العاجزين..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012