أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


بيل غيتس.. ملاك أم شيطان؟

بقلم : رشاد ابو داود
29-12-2020 06:24 AM

شئت أم أبيت انه قادم بعد أيام. سواء تفاءلت أم تشاءمت، خفت منه أو تشجعت فان العام القادم.. قادم اليك وأنت لا تعلم ماذا يخبىء لك. يخبروك عن موجة ثالثة من كورونا وعن مزيد من الموتى و المصابين. يتحدثون كما لو كانوا يعلمون وهم لم يعلموا بعد من هي أم هذا الفيروس اللعين ومن هو أبوه.

أما وقد اخترعوا المصل، كما قالوا، واشتغلت مصانعهم على تجهيزه فلا بد من بيعه. آه..البيع !

انها الكلمة القبيحة التي حولت الانسان الى وحش استهلاكي ثم الى سلعة. لكن لا شيء مؤكد حول كورونا. ولم يزل الناس مختلفون حول أمره، قسم استسلم للأمر الواقع وتعليمات منظمة الصحة العالمية التي تناقضت حد أن جعلت الكل في حيرة من أمره. وقسم يرى أن كورونا كذبة لها أبعاد كارثية على البشرية وانها تعتمد على نظرية مالثوس التي تقول أن الغذاء على الأرض لم يعد يكفي سكانها والحل تقليل عددهم.وهؤلاء هم أصحاب نظرية المؤامرة الذين صبوا جام غضبهم على بيل غيتس مؤسس مايكرو سوفت والذي تتهمه نظريات المؤامرة بأنه «اخترع» فيروس كورونا بهدف «إفراغ الأرض من سكانها» و»زرع شرائح إلكترونية في البشر».

وأصبح الملياردير الأمريكي الشهير الهدف المفضل لأصحاب نظريات المؤامرة الذين يستفيدون من خلال منشوراتهم في زيادة عدد المشاهدات مع تفشي الوباء. وشرح روري سميث، مدير البحوث في «فيرست درافت»، وهي شبكة من وسائل إعلام تقوم بمشاريع لمكافحة التضليل عبر الإنترنت، أن غيتس الذي أصبح فاعل خير استحال «دمية فودو يزرع فيها المتآمرون من جميع المشارب»، مثل الإبر، «نظرياتهم المختلفة».

ووصفت ويتني فيليبس من الجامعة الأمريكية في سيراكيوز الملياردير الأميركي، الذي انخرط منذ 20 عاماً عبر مؤسسته الخيرية المسماة «مؤسسة بيل ومليندا غيتس» في حملات التطعيم ومكافحة الأوبئة، بأنه يستخدم «كفزاعة».

فقد حصد مقطع فيديو بالإنجليزية يتهمه، من بين أمور أخرى، بالرغبة في «القضاء على 15 في المئة من سكان العالم» عن طريق التطعيمات وزرع رقائق إلكترونية في أجساد البشر، ما يقرب من مليوني مشاهدة على «يوتيوب» في أقل من شهرين.

هذه الادعاءات «زادت بشكل صاروخي» بين كانون الثاني و نيسان بحسب روري سميث، إلى درجة بات فيه الفيديو التضليلي باللغة الإنجليزية الموجه ضد بيل غيتس الآن أكثر المنشورات المرتبطة بـ»كوفيد 19» شيوعاً، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز».

وقد جرت مظاهرات في ألمانيا ضد إجراءات العزل يرفع فيها بعض المتظاهرين يافطات تردد نظريات مؤامرة حول بيل غيتس. ويمكن العثور على الادعاءات في أرجاء العالم وبكل اللغات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن خلال الاقتباسات المحرّفة وتركيب الصور والاختصارات المضللة، تتهمه هذه المنشورات برغبته في إعطاء تطعيمات مسمومة للأفارقة من خلال شلّ مئات الآلاف من الأطفال والسيطرة على منظمة الصحة العالمية واستخدام أدمغتنا لإنشاء عملات افتراضية.

وفيما كان جزء كبير من هذه النظريات متداولاً قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، فإن الادعاءات التي تستهدف بيل غيتس تشترك في نقطة واحدة: اتهامه بالرغبة في الاستفادة من الوباء على نمط «أغنياء الحروب»: من خلال السيطرة على العالم أو زيادة ثروته من خلال بيع التطعيمات.

مهما كان الأمر، مؤامرة أو حقيقة، سواء كان بيل غيتس ملاكاً أو شيطاناً، فان الحذر واجب لكن ليس الخوف القاتل. وهذا أخطر ما يواجهه الناس، وقد يؤدي الى ضعف المناعة ثم الموت من الخوف من كورونا وليس من كورونا!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012