أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
هي حرب إسرائيلية أميركية...السيناتور الامريكي ساندرز : إسرائيل تهدف للقضاء على الفلسطينيين لا حماس بدء صدور نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - أسماء وتحديث الصناعة والتجارة تطرح عطاءً لشراء 100 أو 120 ألف طن من القمح 420 مستعمرًا يقتحمون المسجد الأقصى اليوم 47.4 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الدوريات الخارجية: اغلاقات كلية وجزئية للطريق الصحراوي اليوم الحكومة: أجهزة متطورة للحماية من الهجمات السيبرانية لـ60 مؤسسة حكومية انخفاض أعداد الزوار الأجانب إلى الأردن 10% خلال الربع الأول من العام الحالي الحكومة: تأخر تجهيز وثائق عطاءات مشاريع ذكية مرورية 5 إصابات بتصادم مركبتين على طريق الـ100 طقس جاف وحار اليوم وغدًا وفيات الأربعاء 24-4-2024 400 جثة و2000 مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خان يونس بيلوسي تشن هجومًا حادًا على نتنياهو لسياساته وتعتبره “عقبة” أمام حل الدولتين وتطالبه بالاستقالة الفايز يتفقد واقع الخدمات للمواطنين في العقبة
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


بندورة مغدورة ومهدورة ..

بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي
27-01-2021 04:50 AM

بندورتنا (الأغوار الجنوبية)؛ رغم جودتها إلا أنها تخسر غالبا، لا سيما في بداية موسمها الشتوي، الذي يأتي بداية كل عام، وكنا قبل ربع قرن، نسمع رواية عجيبة، كنا نصدقها، فتزدهر وتزداد رواجا حين ترخص البندورة، والرواية تأتي تحليلا «قال» لسبب تدني سعرها، وتقول: لما مزارع الشخصيات المهمة تبدأ بالإنتاج، تقوم الدولة بفتح باب التصدير للبندورة، ولما مزارع الغلابى في الغور الصافي تبدأ بالانتاج يوقفوا التصدير..!.

عن نفسي كنت مقتنعا بهذه الرواية، ردحا من زمن، وحين توسعت مداركي، وعملت في الصحافة، فهمت بأنها رواية محلية متذاكية ولا تمت للواقع بصلة، فالدولة (طول عمرها) تسعى وتجتهد كي ترفع من مستوى صادراتها في كل شيء، ولاتغلق باب تصدير شيء ما، إلا حين تريد دعم المواطن ليتمكن من شراء منتج محلي شحيح، وتوقف الاستيراد لسلعة ما، حين يبدأ انتاجها محليا..

لكن ما الذي يحدث موسميا، وتنخفض أسعار هذا المحصول إلى حدود مؤسفة؟..

أمس الأول؛ مررت بمبنى الجريدة، فبادرني أحد الزملاء متحدثا بأسى: شو يا استاذ، اليوم اشتريت بدينار واحد ? بكس بندورة مثل الذهب، مش حرام اللي بصير بالمزارعين؟! أجبته بأنها جريمة نعم، وسببها الرئيسي هو المزارع نفسه مع الأسف، لأنه يعلم مقدار المغامرة، وتحدث معه كل عام بنفس الوقت والمكان، ومع ذلك ما زال يزرع بندورة ويخسر، ولا يكلف نفسه مجرد التفكير بزراعة محصول آخر، كلهم يا سيدي بزرعوا بندورة، فيصبح انتاجها غزيرا، فيهبط سعرها، ثم بادرني بسؤال عن مصنع او مصانع رُبّ البندورة، ولماذ لا تستقبل انتاج المزارعين؟.

فقلت له: هنا أيضا حقائق غائبة:

هذه بندورة ليست تصنيعية، ولا جدوى اقتصادية من تحويلها الى رُب بندورة، لأنها ليست (بندورة تصنيعية)، ويكفي ان اذكر لك أن كل 12 طن من بندورتنا هذه، تنتج طن واحد رُب البندورة، بينما كل 5 طن من البندورة النصنيعية، تنتج طنا من رب البندورة، ناهيك عن أن الكلفة التصنيعية والتشغيلية، التي يبذلها مصنع رب البندورة على بندورتنا هي اكثر بكثير من التي يبذلها على نفس الكمية من البندورة التصنيعية، يعني السماد الذي يتم وضعه في مزارع بندورتنا العادية بغرض، يكلف المصنع كثيرا، كي يفصل الرغوة عن مهروس البندورة إضافة لكثير من المياه والمواد، التي لا تتواجد في البندورة التصنيعية في حال هرسها في المصنع، فهذا النوع من البندورة، غير مجدٍ اقتصاديا لمصانع رُب البندورة، ورب البندورة المستخلص لا يتمتع بمواصفات منافسة، لأنك ستجد رُب بندورة أفضل وأرخص في الأسواق.. يعني المصانع كمان رح تخسر لو قررت تشتغل وتستخدم بندورتنا لانتاج رُبّ بندورة..

«إحنا أصلا عندنا» مصنع واحد لرب البندورة، ولا يمكنه ان يعمل ويغطي تكاليفه الفعلية، إلا اذا قام بشراء كيلو من بندورتنا بسعر قرش او قرشين، وهو سعر ربما لا يغطي كلفة المياه التي تم استخدامها لزراعة البندورة..

لماذا لا يقوم المزارع اولا بالتوجه لزراعات أخرى في مثل هذه المواسم؟ ولماذا لا يقوم بزراعة بندورة تصنيعية بدلا عن البندورة العادية؟

ولو قام بزراعة النوع التصنيعي، لتم شراء كل المحصول حتى قبل أن يزرعه المزارع، فهو بإمكانه اللجوء لزراعة تعاقدية مع المصنع، لأنه مستعد أن يشتري كل المحصول في ذلك الموسم..

وللعلم فقط، فإن الحكومات ممثلة بوزارة الزراعة، تتدخل بالمستطاع في مثل هذه الأزمات التسويقية، وتدعم المحصول المتراكم وتسهل نقله للمصنع وعلى حسابها، لأن المصنع لا يمكنه شراء بندورة بأكثر من ? قروش للكيلو، ويتحمل كلفة نقله وتشغيل آلاته، لأنه سوف يخسر، فهي بندورة لا تصلح لإنتاج رُب بندورة بسعر مناسب أو بجودة مناسبة.

الزميل تفهم الأمر، وأشك بأنه سيتخلى في السنوات القادمة عن تلك الروايات.. فكلنا ننسى او نلجأ إلى الإثارة، بينما الحقائق ضايعة، أو يتم تضييعها عن سابق إصرار و(قرار).

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012