أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
زاخاروفا: نشر الأسلحة النووية في بولندا سيجعلها ضمن أهداف التدمير عند الاصطدام مع الناتو تقرير مستقل : إسرائيل لم تقدم أدلة عن اتهاماتها لموظفي الأونروا محللون : إسرائيل فقدت أهم عوامل وجودها ودخلت مرحلة تساقط القادة الفراية يؤكد ضرورة التنسيق بين المؤسسات في حدود جابر صيانة لمركزين صحيين بالمفرق بمنحة إسبانية وفاة الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما اللواء الحنيطي يستقبل رئيس الأركان لقوات الدفاع الرواندية الجماعة اليمنية تعتزم تصعيد هجماتها في البحر الحرارة بالأردن أعلى من معدلاتها بـ10 درجات في الأيام المقبلة نصراوين: استقالة الحكومة مرتبطة بموعد حل مجلس النواب 200 ألف دينار لإعادة تأهيل صحن البلد في الرمثا القيسي: انتهاء المرحلة الأولى من مسار درب الحج المسيحي في مأدبا الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلو من الشاورما الملك يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الإسباني ويبحثان التطورات في المنطقة الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في مأدبا - أسماء
بحث
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


لقد كنت دبلوماسيا أيها الرئيس

بقلم : ماهر ابو طير
18-02-2021 06:16 AM

تعرفت على رئيس الوزراء الحالي، حين كان دبلوماسياً في سفارة الأردن، في لندن، منتصف التسعينيات، وكنت وقتها أعمل في تلك البلاد الباردة، التي يخفف من قسوة طقسها، شيوع العدالة، وتطبيق القانون بشكل دقيق، وغير انتقائي.

ولأن التوطئة تتحدث عن أن الرئيس كان دبلوماسياً، في بلاد البرد والعدالة والقانون، فإن هذه الثلاثية قد تكون مفيدة في الحديث عن شأن يثير عتب قطاع واسع في هذه البلاد.

مقابل ذلك، فإن بلادنا لا تعد باردة، ولا عدالة فيها، أيضا، في كثير من القضايا، فوق ان القانون، لا يطبق دائما، بذات المعيار، على الكل، وقد خرقته الاستثناءات، والحسابات الصغيرة، والكبيرة، والتعقيدات، والعلاقات الشخصية، بما يولد كل يوم، سخطا شعبيا، على قصص الرواتب، وتوزيع المواقع يميناً ويساراً.

الرئيس الذي كان دبلوماسياً، يعرف ان اكثر قطاع في البلد، يشعر بالعتب، وعدم وجود مستقبل له، هو قطاع الدبلوماسيين، والعاملين في وزارة الخارجية، والقصة ليست قصة تصيد سياسي لوزير الخارجية الحالي.

في الكلام الذي يتطاير في صالونات عمان، واخواتها، عن تعيينات لسفراء جدد، بعد شهور، جميعهم من خارج السلك الدبلوماسي، وبعضهم كان وزيرا، وبعضهم كان في موقع ما، وبلا شك ان بعضهم مؤهل، وله خبرته، وبعضهم فاشل، ولا خبرة له، ولا سيرة ذاتية تصلح للتوزيع العشوائي في الحارات والأزقة، والقصة تتفاعل في اطار التعبير عن غياب العدالة.

على سيرة لندن، كنت في العام 1995 اتسكع في حديقة كبرى في وسط لندن، في يوم الاجازة، وقد رأيت بنفسي وزير خارجية سابق، لبريطانيا العظمى، يجول في طرقات الحديقة، بدراجته الهوائية، ويستمتع بالطقس المشمس يومها، ولأن صديقي الذي كنت بمعيته من الشوبك العزيزة، و يعرف تلك البلاد، جيداً، بعد ان هاجر اليها، منذ الثمانينيات، بدأ يحدثني عن ان المسؤول في هذه الدول، حين يخرج من موقعه، لا يبحث عن موقع آخر، بل يذهب للتدريس، او للقطاع الخاص، او ربما يعمل استشاريا في شركة هنا او هناك.

عندنا القصة مختلفة، فكل وزير سابق، يريد ان يعود عضوا في الاعيان، او سفيرا، وكل متقاعد من درجة عليا، يرشق الدولة برصاص كلامه، انها اخذته لحما ورمته عظما، وان هاتفه لا يرن، فقد هجره الناس، وكل شخص يعتقد انه دون وظيفة رسمية، هو مظلوم، وما اكثر المظاليم في بلادي، التي حملت على كاهلها، ثقل الذين يؤمنون بها ولا يؤمنون.

لماذا لا يعيش كل مسؤول سابق، حياته، بشكل طبيعي، ويذهب لإكمال حياته مثل خلق الله، فيكمل تعليمه، او يفتح مشروعا صغيرا، او يدرس في جامعة، او ينتج نظرية جديدة في التأمل الصوفي، او يكتب بحثا عن الفروقات بين الأديان والملل في الهند؟.

بدلا من تعيين سفراء من داخل السلك الدبلوماسي، وبشكل طبيعي، تحدث دوما عمليات انزال مظلي، ويتم تعيين سفراء من خارج السلك ذاته، هذا مدعوم، وذاك لا بد من ترضيته، وثالث ابن عائلة كريمة ليس لها ممثلون في الدولة، ورابع من عرق او اصل او دين، لا بد من تدليله، وخامس لم ترضه المكافآت السابقة، وسادس يتيم لا بد من الاحسان اليه.

لقد آن الأوان والرئيس ابن السلك الدبلوماسي أساسا، ان يعيد الى هذا السلك، دوره ومكانته، وان يتم وقف الطمع بموقع السفير من كثرة من المسؤولين السابقين، او الذين لديهم نفوذ، ونحن هنا، نتحدث عن مشكلة قديمة جديدة، ليس متهماً فيها، الوزير الحالي او من سبقه، فهي مشكلة موروثة، كما لو انها خلل في جينات وزارة الخارجية.

قد تحدث في حالات محدودة ان يتم اختيار شخصية من خارج السلك الدبلوماسي، لتعيينه سفيرا، ضمن حسابات معينة، تتعلق بكونه الأنسب، او لخبرة، او حتى لفهمه طبيعة الدولة التي سيذهب اليها، او لوجود مهمة محددة، لا تصلح الا لهذا، وهذه حالة نادرة، لكن الأصل، ان تكون الغالبية العظمى من السفراء، من أبناء الخارجية، لا من خارج الخارجية.

والقصة بين يدي الرئيس، وقد يكون الرئيس الوحيد، في المملكة الرابعة، الذي جاء أساسا من كادر وزارة الخارجية، وبالتالي فإنه يعرف جيدا معنى NON CAREER.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012