أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


المطلوب : أهداف بسيطة للمئوية الثانية .. بقلم : محمد البدارين

بقلم : محمد البدارين
23-02-2021 11:40 PM

كسائر العرب ، و لو كنا أحسن منهم حالاً ، أو أقل منهم سوءا ً، فقد أدركنا بالتجارب المتراكمة ، أن الأهداف المطاطية الكبرى ، لم تكن سوى رغبات وتمنيات أو مجرد طموحات غير قابلة للتحقيق ، و يمكن أن يكون ذلك ، مبرراً في عقود سابقة ، حيث كان يسود خطاب التمنيات والآمال والاحلام ، ونزعات استسهال التحديث المظهري بالتقليد والعشوائية والارتجال!

ومن دون أي انتقاص من الإنجازات التي تحققت ، او اي تفصيل في طبيعة الخيبات التي منينا بها ، إلا أن النتائج العامة لمسيرتنا عبر عدة عقود مضت ، لم تكن متناسبة ابداً مع الجهود التي بذلت ، والطاقات التي أهدرت ، و الموارد التي أنفقت ، وينطبق هذا الاستنتاج على البلدان العربية عموماً ، وعلى حالنا في الاردن خصوصاً ، مع بعض الفوارق النسبية بين حالة واخرى .

ولذلك ، فإننا في الاردن ونحن على عتبة المئوية الثانية لدولتنا ، نحتاج فوراً وبشكل مستعجل ، لسد الابواب سداً نهائياً ، في وجه كل من يريد أن يظل يعيد ما هو معاد ، و يكرر ما هو مكرور، و يجتّر ما تم اجتراره عبر عقود طويلة من الزمن ، وتبرز الحاجة للتقليل الى اقصى حد ممكن من الاقوال والاسماء ، والتركيز الى اقصى حد ممكن على الاعمال والافعال ، فالأردن الآن بحاجة ماسة وملحة جداً ، لنبذ منطق الرؤى والاستراتيجيات المستنسخة ، المحملة بكل ما نطلب ونتمنى ! وبدلا من ذلك يحتاج الاردن إلى تحديد أهدافه بمنتهى البساطة والوضوح ، فمن دون أهداف محددة وواضحة وقابلة للتحقيق ، ليس هناك أي طريق يمكن اقناع الناس ببذل الجهد فيه ، وبدون ذلك ، ايضاً ، لا يمكن لأية جهة قيادية أو رقابية او اهلية ، أن تلاحظ او تراقب أو تقيس مدى التقدم المتحقق على الطريق ، أو ملاحظة التقصير ونقاط الخلل ، والقيام بعمليات المتابعة والمحاسبة والتصحيح في الوقت المناسب.

ولكي نضمن النجاح ونحقق التقدم ونبعث الأمل في النفوس ، فإن المطلوب أن تكون أهدافنا في المئوية الجديدة ، واضحة إلى حد البساطة ، فكل من اعتاد الهروب من البساطة ، عبر الخطط المعقدة ، والرسوم الملونة ، و الأرقام البلهاء ، غير القابلة للتحويل إلى عمل إجرائي ، علينا أن نشكره على ما انجز ، ونعفيه من المسؤولية ، فلم يعد لدينا متسع من الوقت لمزيد من الخطط المتخيلة التي لا تصمد أمام حركة الواقع ، حركة الواقع التي تفحص كل شيء على طريقتها الفاضحة ، كما يفحص المطر المناهل.

ولذلك ، ايضاً ، نريد أن نحدد من هم أولئك 'الجميع' الذين يتحملون مسؤولية كل شيء في الاردن ، خاصة حين نكون بصدد المراجعة والمحاسبة والمساءلة ، ففي اللغة الإدارية البسيطة لا يوجد هؤلاء 'الجميع' الذين يمكن أن تضيع المسؤولية بينهم بالتحويل والتلاوم ، بل هناك جهات مختصة لها مدراء معروفون ، وكل منهم يعرف ما هو نطاق مسؤولياته وصلاحياته ، و يعرف أن لا أحد من المارة يستطيع الدخول إلى مكتبه ليشاركه في اتخاذ القرار، بحيث يحيل المسؤولية على 'الجميع' عند الفشل.

و نريد أن ننتهي فوراً من برامج التجريب و الوعود حتى لا نقع مجدداً في فخ المبالغة والتغاضي عن المصداقية والالتزام ، ويكفينا ان نحقق التقدم الممكن فقط ، ولا نريد ان نتحول فجأة الى لكسمبورج أو سنغافورة في الشرق الأوسط ، فالرمال لا تتحول ذهباً بسحر البيان ، ولم يثبت حتى الان ان السراب يمكن تحويله الى ماء ، والأحلام لا تتكاثر عادة الا في عقول الكسالى والنائمين والمتعاطين ، و نحن بالطبع شعب يقظ ومستعد للعمل والتعب والكفاح ، و قادر على تحقيق أهدافه (البسيطة) بنجاح ، نجاح يبعث الرضا ويشيع الثقة بين غالبية المواطنين ، بحيث تصبح هذه الغالبية هي أكبر عشيرة في الوطن او اكبر حزب فيه.

و نريد ، كل ما هو أبسط وأبسط ، في التعليم و التدريب والثقافة ، وفي كل القطاعات ، فقد انتهى زمن الاطالة و التعقيد ، كمظهر من مظاهر قوة التعليم والتدريب وجودة الخدمة وفخامة المدير والوزير، فربما كان بيننا ، سابقا ، من يظن بسذاجة ، أن الجُمل المعقدة والمصطلحات المنفوخة بالتهويل ، تعتبر مظهراً تقدّمياً يدل على ارتفاع مستوى الأشخاص والخدمات و الأشياء ، ونبدو الان في حاجة لفهم ترتيب الاولويات ، بحيث يتقدم الاهم على المهم ، والمهم على ما هو اقل اهمية ، فلا نضع الاهداف الثانوية قبل الاهداف الاساسية ، ويجب ان ننفق على الاساسي اولاً ثم ننتقل للثانوي والفرعي.

وعلينا ، أن نقتنع ، بعد كل ما جرى بالقرب منا ، بأننا لسنا في حاجة ابداً ، لمزيد من خطابات التحريض الديني أو القومي أو الوطني او الفئوي ، ولا لكل تلك الأعمال الفنية عديمة المعنى والروح ، فبمثل هذه الأشكال من الخطابات التعبوية الجوفاء ، وبرامج الإعلام والفن المستسهلة ، جرى ويجري استنزاف عواطف الناس واستغلال حاجاتهم ، وشحنهم بالأحقاد ، وزجهم في مناحرات جانبية ضارة ، او تحويلهم الى وقود في حروب الاخرين.

وبهذه المناسبة ، وهي مناسبة عظيمة ، نريد ان نثير اهتمام كل الذين يطالبون بشكل متكرر بتطبيق الأوراق النقاشية الملكية ، وتذكيرهم ، بان جلالة الملك يقول في مستهل الورقة النقاشية الأولى أنه 'يسعى إلى تحفيز المواطنين للدخول في حوار بناء حول القضايا الكبرى التي تواجهنا' الأمر الذي نفهم منه بوضوح تام أن الأوراق الملكية تستهدف اثارة نقاش عام حول مضامينها ، ومضامينها لا يمكن تطبيقها بأمر ملكي فوري ، ولا بقرار حكومي يصدر هذه الليلة ، فتطبيقها إن اردنا يتم عبر عملية سياسية واجتماعية وثقافية واسعة النطاق ، ويستدعي النجاح فيها ، قوة في الايمان وقدرة على الحوار والعمل والتنظيم وتحمل المسؤولية.

واخيراً وليس آخراً ، فانه إذا كان يحق لنا ان نفرح ونفخر بالمئوية الثانية لدولتنا ، فان من واجبنا أن نعي طبيعة المخاطر المحيطة بنا ، و نتخذ كل ما يلزم من احتياطات لضمان سلامة وطننا ، وفتح الطريق امام أنفسنا ، لتحقيق اهدافنا البسيطة الصعبة، فما أصعب البساطة!r>


لواء سابق في المخابرات الأردنية

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-02-2021 10:54 AM

صح عقلك و قلمك باشا ، تفكير شديد الواقعية و العقلانية ، يصح ان يكون منهاج عمل و خارطة طريق لحكومة وطنية واعية لمسؤولياتها للنهوض بالوطن و المواطن الى تحقيق الممكن لخلق واقع جديد مختلف تماماً في الشكل و المضمون عما هو معاش الآن من انتقائية و عشوائية و ضبابية ، للحاق بركب الحضارة

2) تعليق بواسطة :
23-02-2021 11:07 AM

لقد عشنا هذا الواقع العملي في بلدنا الطيب كنهج حياة دون خطة او برامج تنفيذية تأشيرية بل ممارسة عملية لم نكن نعرف غيرها طريقا للعيش او التعايش القويم ، قبل ان نستورد ما كنا نأخذه على الشعوب الاخرى من الممارسات و الاساليب الملتوية السائدة الآن في مجتمعنا ،رحم الله وصفي الذي كان مشروعاً نهضويا بذاته

3) تعليق بواسطة :
25-02-2021 10:29 AM

كل الاحترام لرفيق السلاح اللواء محمد البدارين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012