أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
خطة دمج وزارتي التربية والتعليم العالي أمام مجلس الوزراء قريبًا اتحاد كرة القدم يحدد مواعيد مباريات مؤجلة من بطولة كأس الأردن إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة أمير الكويت يغادر بلاده متوجهًا إلى الأردن - صور القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية شمالي قطاع غزة- صور عطلة للمسيحيين بمناسبة أحد الشَّعانين وعيد الفصح المجيد انخفاض الدخل السياحي للأردن 5.6% خلال الربع الأول الأمن: مطلوب ثالث من ضمن مطلوبي الرويشد يسلّم نفسه المبيضين: لم يعاقب أي أردني للتضامن مع غزة وزير الأشغال يتفقد مشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري 170 مركبة تطبيقات ذكية جديدة في الربع الأول من العام محافظة يكشف تفاصيل التوجيهي الالكتروني .. واختبار الجامعة بـ4 مواد فقط أورنج الأردن ووزارة الصحة تحتفيان بدور الإبداع والابتكار في القطاع الصحي في ملتقى الابتكار العمل: زيارات تفتيشية لـ 7539 منشأة حررت خلالها 1004 مخالفات الجمارك تحبط محاولة تهريب 73500 حبة كبتاجون في مركز حدود جابر
بحث
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


شحادة أبو بقر يكتب : جغرافيا لا ديمغرافيا ولا لـ "بدعة" المكونات!

بقلم : شحادة ايو بقر
20-04-2021 10:34 PM

في زمن مضى كانت له ظروفه، إبتدعنا مصطلح الأصول والمنابت عند التعريف بشعبنا الأردني الواحد. لا أعرف من صاحب فكرة المصطلح آنذاك سامحه الله. اليوم هناك رسميون وكتاب وآخرون 'يملون' علينا مصطلحا جديدا هو 'المكونات'، عند التعريف بشعبنا.

لا أدري ما الحكمة السياسية في إجتراح هكذا مصطلحات من شأنها تقسيم شعبنا الأردني الواحد شيعا ومذاهب إجتماعية، في وقت نتحدث فيه في المقابل رسميا وشعبيا، عن وحدة وطنية هي رأسمالنا، وعن عائلة أردنية واحدة ليس بينها غريب ديار!.

الغريب أن بيننا من يصر على هذا الفرز الديمغرافي بين أعضاء العائلة الأردنية الواحدة، في وقت نرى ونراقب فيه كل يوم، حجم الخراب الذي أفرزه هكذا تقسيم مجتمعي في دول شقيقة وأخرى صديقة حول العالم!.

بين أيدينا في الجوار وما بعد الجوار، نماذج مرعبة مدمرة لفرز إجتماعي ومذهبي وديني وحتى سياسي، أوجدت شروخا كبرى بين الشعب الواحد في البلد الواحد تزاحما على المناصب والمكاسب ومن يحكم ولمن الغلبة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

دينيا لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ومن يتقي الله يفعل صالحا لمجتمعه ولوطنه ولا يفعل طالحا قط، وهذا هو معيار المواطنة الحقة الذي تنتجه الوطنية الحقة.

أزعم أنني كنت وفي حقبة التسعينيات أول من كتب ودعا للخلاص من مصطلح الأصول والمنابت في أدبياتنا السياسية والإجتماعية، والإستعاضة عنه بما هو أفضل، وهو تعبير 'الشعب الأردني الواحد' بعيدا عن أية تصنيفات أخرى من شأنها أن تفرق لا أن تجمع.

اليوم أستغرب إصرار بعضنا نحن الأردنيين وكلنا مواطنون أردنيون في وطن واحد، على 'حشو' مسمى المكونات مثلا في أذهان الجيل وأتساءل عن الحكمة من وراء ذلك، فلا أجد شيئا من حكمة أبدا.

مسميات ومصطلحات غريبة ومستغربة أيضا كهذه، لا مردود لها سوى غرس مفاهيم الإنقسام بين أوساط الشعب الواحد، وإذكاء نار التزاحم والشكوى والتذمر، تماما ومع فارق التشبيه طبعا، كما لو أن الأردنيين مختلفون على 'تركة' كل يريد الحصة الأكبر منها!!.

أعتقد جازما أن المصالح العليا للوطن والعامة لشعبنا الواحد، تقتضي منا جميعا وفي سائر مستويات المسؤولية الكف عن مقاربة هكذا مسميات، على قاعدة أننا شعب واحد موحد. الأردن ليس قارة مترامية الأطراف متباينة المذاهب والأعراق. الأردن وطن قوامه عائلة كبيرة هي الشعب الأردني رجالا ونساء شيبا وشبابا وأطفالا وحسب.

دعونا نعتمد القسمة الجغرافية التي لا تفرق بين الجار وأخيه الجار في الدار وفي الوطن، ونبتعد بالمطلق عما هو دون ذلك. أي أردني وأيا كان مكان سكنه قرية مدينة مخيما بادية، هو أخي في المواطنة ويمثلني في أي موقع مسؤولية كان، وإلا فنحن نتحدث عن وحدة وطنية نحرص على سلامتها، ثم نفعل النقيض عندما نصنف شعبنا إلى مكونات ومنابت وأصول.

تقاسم المكتسبات التنموية وحتى السياسية يكون جغرافيا لا ديموغرفيا، بغض النظر عمن يقطن هنا أو هناك. وهذا التقاسم حق مشروع للجميع وتعمل به مختلف الديمقراطيات في هذا العالم، ما دام الشعب واحدا موحدا.

وهكذا مكتسبات تحكم تقاسمها ديمقراطيا، عوامل عدة، منها تعداد السكان والحاجة للتنمية والخدمات ثم المساحة الكلية لأرض الإقليم أو المقاطعة أو المحافظة مثلا. هذه يمكن معالجتها بعدالة في إطار مشروع وطني كبير للإصلاح الشامل على قاعدة أننا وجميعا، شعب واحد ولاؤه للوطن وللعرش الهاشمي وهو منذور للدفاع عن الوطن، فكما الأوطان لا تجزأ، فالولاء أيضا لا يجزأ.

إجتهادي يقول.. لا للأصول والمنابت والمكونات، نعم للشعب الواحد، والفضل بعد فضل الله خالقنا وجاعلنا شعوبا وقبائل فقط كي نتعارف، هو لمن يبدع في العطاء والإخلاص والتضحية من أجل الوطن.

كل مجتهد في ترديد نغمة 'مكونات' مطالب بأن يفكر جيدا في ما يقول، وسيرى أن ذلك يفرق ولا يجمع. نحن نريد وبقوة أن نجمع، ونرفض وبقوة كذلك الفرقة ودعاتها إن وجدوا وأيا كانوا.

والله خالقنا جميعا من وراء قصدي..


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-04-2021 05:12 AM

بوركت اقلامٌ تجمع!

التاريخ يقول اننا أمةٌ واحده منذ البعثة النبويه وان تلونت بالصبغة الامويه/العباسيه/او العليّة العثمانيه، وان الوريث المنطقي للاخيره هي الثوره العربيه الكبرى التي اطلقها وقادها الهاشميون من اجل تحرير وتوحيد الامه، لكن سايكس-بيكو حالت دون ذلك.

حلمنا يدعونا للقول وللعمل.

2) تعليق بواسطة :
21-04-2021 11:52 PM

بورك فيك واحبابك دكتور إبراهيم ووفقنا جميعنا لخدمة بلدنا الحبيب ما إستطعنا إلى ذلك سيبيل , لك تحياتي دائما .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012