أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي - تفاصيل بالتزكية .. هيئة إدارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية - اسماء الأمن يحذر من الغبار ويوجه رسالة للمتنزهين القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة - صور الأردن: مخططات مقيتة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالأقصى توقيف موظف جمارك بتهمة اختلاس 48 ألف دينار كفالة 12.8 ألف سيارة منذ بدء تطبيق قرار الكفالة الإلزامية على المركبات مكافحة المخدرات تتعامل مع 6 قضايا نوعية وتلقي القبض على 7 أشخاص - صور العقبة الخاصة تحذر من موجة غبارية قادمة من شمال غرب مصر
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


التلفزيون الأردني: إعلام حكومة وليس إعلام دولة

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
14-07-2021 11:48 PM

ندرك تمام الادراك أن التلفزيون الرسمي الأردني يشكل واجهة إعلامية يتم من خلالها تسويق برامج الحكومة والترويج لها، كما أنه ليس لدينا أية أوهام حيال نشاطات وفعاليات هذا التلفزيون الموجهة لصياغة الرأي العام باتجاهات ومناحي محددة تتفق ومقاصد الحكومة وأهدافها. موازنة التلفزيون الاردني ،على عكس معظم الضرائب والرسوم الأخرى، يتم تمويلها من جيوب المواطنين مباشرة فقرائهم وأغنيائهم على حد سواء ، فضريبة التلفزيون شهرية وليست سنوية وهي واجبة الدفع على كل بيت سواء اقتنى تلفزيون أم لم يقتنيه.

التلفزيون الأردني بموازنته الضخمة يعمل به آلاف من الموظفين الإداريين من غير الإعلاميين وموازنته تذهب جلها لدفع رواتب جيش الجرار من البشر الذي يزيد عدده وعديده أضعافا مضاعفة عن أعداد العاملين في محطة هيئة الإذاعة البريطانية ( BBC) أو محطة الجزيرة أو العربية وربما ( CNN) .

موضوعنا على أية حال هو أن هذا التلفزيون ينبغي أن يكون تلفزيون الدولة الأردنية وليس تلفزيون الحكومة الأردنية .ما يلمسه المواطنين على أرض الواقع هو أن شاشة التلفزيون الاردني عبارة عن منصة للحكومة ومسؤوليها والموالين لها وسحيجتها وأزلامها الذين يلهجون بالثناء على الحكومة بكرة وأصيلا ويتبارون في الإسفاف والتزلف وقلب الحقائق وتصوير الخسائر على أنها أرباح، وترويج الإخفاقات على أنها إنجازات عظيمة، وإبراز الهزائم والتراجعات في مكافحة الفساد وتعزيز حقوق الإنسان على أنها نجاحات في الوقت الذي تشير سجلات وبيانات المؤسسات الدولية الى انخفاضات صادمة لسجل الأردن في هذه القضايا.

أما في المناسبات الوطنية والانتخابية والجوية وأعياد الاستقلال وافتتاح البرلمان والأحداث التي يتعرض الأردن فيها الى سوء فسرعان ما تجد قائمة من الاسماء تظهر على شاشة التلفزيون للتنظير وقلب الحقائق تحت مسميات خبراء وأصحاب معالي وأعيان وأحيانا يكون بعضهم مطلوبين سابقين في قضايا شيكات مرتجعه أو فاسدين سابقين أو مجرد هواة يحبون الظهور الإعلامي .محير أمر هذا التلفزيون من أين يأتي بهولاء؟ كم تعجبت كيف يمكنه أن يأتي بعشرة أو عشرون من هؤلاء المتحدثين وكأن إدارة التلفزيون لديها قائمة بأسماء الشخوص الملائمين لكل مناسبة!!! الغريب قي الموضوع هو أن التلفزيون الأردني يبدوا وكأن لديه قوائم بأسماء محددة لبعض الأردنيين الذين لديهم لون واحد وفكر واحد ويتقنون المدح ،ويتفننون في قلب الحقائق وتحويل الأشياء إلى أضدادها ،وقراءة الأحداث بشكل مقلوب ومعكوس ،ولولا حرصي على عدم المخاطرة بخوض معارك قضائية لذكرت الان ثلاثون اسما جاهزين للحديث في كل المناسبات ويستحوذون على الشاشة لساعات طويلة ومملة. المتحدثين الذين يستضيفهم التلفزيون الاردني في المناسبات المتعددة غالبا يأتون بكبسة زر ويبذلون جهودا ويتفننون في مدح الحكومة لدرجة أن الحكومة لا تصدقهم ولا تصدق أنها صاحبة الانجازات التي يتحدثون عنها، وقد علمت مؤخرا من أحد الموظفين 'رفيعي' المستوى في الحكومة أنه أثناء مشاهدته هؤلاء الضيوف على الشاشة وهم يتحدثون عن بطولات الحكومة وإنجازاتها المذهلة يعتقد بأن هؤلاء المتحدثين يتكلمون عن حكومة أجنبية وليس أردنية!! مضحك ومحزن أمر من يدير هذه البرامج وما يقوله المتحدثون الضيوف في مدح الحكومة وتزوير التاريخ والحقائق.

التلفزيون الأردني لا يعتلي منصته اي معارض او من هو مشكوك في باعه الطويل ومهاراته في التسحيج والتزلف. التلفزيون الأردني نموله نحن من جيوبنا وهو تلفزيون دولة وليس تلفزيون حكومة ويجب أن لا يبقى منبرا للموالين والسحيجة ومنظري المناسبات .التلفزيون الاردني أصبح لا يشاهده الكثير من الأردنيين وربما لا يشاهده كثير من العاملين فيه .مصداقية التلفزيون ومهنيته واحترافيته وموضوعيته أصبحت محل استفهام حيث وصلت مسيرة أدائه الى مآلات جعلت من شاشته وجها لعملة الحكومة فقط ، وما الحوارات واللقاءات التي يبدوا ظاهرها أنها برامج حوارية إلا حوارات الحكومة مع الحكومة. التلفزيون الاردني يعيش حالة جمود وسبات شتوي وصيفي عميق وقد تجاوزته التكنولوجيا والتطور الإعلامي لدرجة أن محطات تلفزة عمرها أقل من عقد من الزمان حققت إنجازات معتبرة ويشاهدها أضعاف أضعاف من يشاهد التلفزيون الاردني. التلفزيون الاردني يحتاج الى ثورة كبيرة ومراجعة شاملة من قبل شخوص من غير العاملين فيه الذين ألفو الإطاعة والاستسلام للأوامر والتوجيهات دون محاولة موائمتها مع متطلبات العمل الإعلامي الديمقراطي المعاصر.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012